هناك معلومات متداولة على نطاق واسع أنَّ "حزب الله" اقترب من إعلان إفلاسه المالي بعدما اضطر البنك المركزي اللبناني إلى إغلاق "مئة" من حساباته، وبعدما أصبح الحزب مطارداً في العالم كله، بالطبع باستثناء إيران وروسيا ودولة بشار الأسد التي غدت فاشلة جداً، نظراً لأنه ثبت أنه أصبح يدير إمبراطورية لغسل الأموال وتجارة المخدرات في معظم دول الكرة الأرضية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى أميركا اللاتينية.

وبهذا فإن هذا الحزب، الذي تصرف خلال السنوات الخمس الماضية كدولة عظمى، والذي تقصَّد الظهور إعلامياً وسياسياً على أنه الرقم الرئيسي والقوة الأساسية في حرب بشار الأسد على الشعب السوري، لم يعد قادراً على الإنفاق بسخاء وبـ"بطرٍ" على مجهوده الحربي والعسكري في سورية، ما سيجعل "مستودعه" البشري في لبنان يقفل أبوابه، إن لم يكن مرة واحدة... فرويداً... رويداً، وسيحول ضاحية بيروت الجنوبية إلى بؤرةٍ للسلب والنهب، وسيحوِّل الجنوب اللبناني إلى منطقة رافضة لـ"سيد المقاومة"! الذي كان يستخدم هذه الصفة للتغطية على حقيقة أنه أكبر تاجر مخدرات وغسل أموال في العالم كله.

Ad

الآن أصبحت إيران مستنزفة بعدما استنزفت العراق ونهبت، من خلال نوري المالكي وأمثاله، ليس معظم، بل كل أمواله بحجة "المجهود الجهادي"، والآن، كما يبدو، والله أعلم، تجاوز إنفاق فلاديمير بوتين العسكري في سورية حدود ما كان متوقعاً، ولأن الأسد أصبح أيضاً رئيساً فاشلاً لدولة فاشلة بالفعل، فإن على المعارضة السورية استناداً إلى حلفاء الفعل، لا حلفاء الكلام الكثير والأفعال القليلة، أن تأخذ بالحكمة القائلة: "إن الشجاعة صبر ساعة"، وعليها أن تسارع إلى استبدال "تكتيكاتها" بما يتلاءم مع كل هذه المستجدات التي يجب استغلالها بسرعة وفي كل الاتجاهات.

ربما الكثيرون الذين أعطوا لاجتماع وزراء دفاع التحالف الروسي- الإيراني "السوري"! الأخير بُعداً عسكرياً لم يأخذوا بعين الاعتبار كل هذه المستجدات الآنفة الذكر، واعتبروا أن تعيين علي شمخاني منسقاً عسكرياً لهذا التحالف، الذي يبدو أنه اقترب من خط النهاية ومن الوصول إلى المحطة الأخيرة، دليل قوة لا دليل ضعف... ويقيناً لو كان هذا التقدير صحيحاً لكان المنسق العسكري لهؤلاء ليس هذا "العاطل" عن العمل، بل لكان أحد جنرالات الجيش الروسي، الذين تخرجوا في الأكاديميات العسكرية السوفياتية الشهيرة.

أصبح "حزب الله"، عملياً، خارج إطار الحرب التي ازدادت احتداماً وحسماً في سورية، والواضح أن إيران، المشرفة على الإفلاس المالي، لم يعد بإمكانها الزج بالمزيد من حراس ثورتها، ولا بالمزيد من الشراذم الطائفية والمذهبية المستوردة من كل حدب وصوب في معركة بات من الواضح أنها خاسرة، كما لا يمكنها أيضاً أنْ توفر البقاء لنظام فاشل على رأسه رئيس أفشل منه، وهذا ما ينطبق على روسيا التي لا تستطيع البقاء في هذا الميدان وحدها، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ المتوقع أن يبادر هذا الحلف الثلاثي البغيض إلى بعض الضربات الانتحارية، على غرار ما يفعله الملاكم الذي يشعر باقتراب لحظات انهياره فيحاول استجماع ما تبقى له من قوة لتسديد أقوى اللكمات لخصمه.