عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور صابر مشالي لـ الجريدة.: ملء عقول الشباب بالمعرفة السبيل لمواجهة الفكر المتطرف

الشريعة الإسلامية مرنة وقابلة للتجديد والتطوير

نشر في 13-06-2016
آخر تحديث 13-06-2016 | 00:00
أكد عميد كلية دار العلوم بجامعة الفيوم وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر الدكتور صابر مشالي، أن الشريعة الإسلامية مرنة وقابلة للتجديد والتطوير في كل زمان ومكان، مشدداً على أن ملء عقول الشباب بالمعرفة وإتاحة الفرصة أمامهم للإبداع هو السبيل الوحيد لمواجهة التطرف والإرهاب.
وقال مشالي في حوار مع "الجريدة" إن من حق الدولة حظر النقاب في الأماكن العامة حرصاً على توفير سبل الأمان للمواطنين، وفيما يلي نص الحوار.
● البعض يدعي أن الشريعة الإسلامية جامدة وليست مرنة، كيف ترى ذلك؟

- حينما يدعي البعض أن الشريعة الإسلامية جامدة وغير مرنة، فإنهم بذلك يظلمون الشريعة، لأنها بالتأكيد مرنة وقابلة للتجديد والتطوير، فالله سبحانه وتعالى جعل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ونحن ندرس لطلابنا أن من أولى خصائص الشريعة أنها صالحة لكل زمان ومكان، فكيف تكون كذلك إلا إذا كانت مرنة، فهذا الأمر يعد من المسلَّمات، والشريعة باتفاق جمهور العلماء قابلة للتجديد، وقد وضعت لنا الأطر العامة في المعاملات بين الناس والتي تقوم على مبادىء العدالة والمساواة، أما كيفية تحقيق المقاصد الشرعية فهذا ما يختلف فيه الفقهاء، كلٌ حسب اجتهاده وإدراكه وفهمه، ولا نستطيع أن نطالب الفقهاء بأن يكونوا على مستوى واحد من الفهم، ونحن بشر والإنسان يخطئ ويصيب، وأستغرب جداً وأندهش عندما ينشغل المجتمع بحديث إرضاع الكبير أو بغيره من الأحاديث الضعيفة وغير الموثوقة.

● دار الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة حول النقاب ووجوبه من عدمه في الشريعة الإسلامية، فما وجهة نظرك في هذه القضية؟

- القضية ليس فيها إلزام، وبالتالي ليس هناك أي معنى للتشدد، فاختلاف العلماء في هذا الأمر فيه رحمة، ولكن إذا تعلق الأمر بجوانب إدارية مثل القرار الذي اتخذته بعض الجامعات بإلزام العاملين فيه بعدم ارتدائه لدواع أمنية، فهذا شيء ينبغي أن نعرف أن الدين لا يمنعه ولا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، خصوصا أن هناك بعض المؤسسات الحكومية التي يدخلها آلاف الأشخاص يومياً مثل مجمع التحرير، وهذا يتطلب معرفة هوية كل الداخلين إليه.

● كيف يمكن حماية الشباب من الانجراف وراء التيارات الدينية المتشددة التي تؤدي إلى ارتكاب أعمال إرهابية؟

- ليس أمامنا في هذا المجال إلا تغذية الفكر والوجدان وملء فراغ الشباب بالإبداع، ونحن في كلية دار العلوم أنشأنا مسرحاً للإبداع داخل الكلية، ونسمح لهم من خلاله بإخراج إبداعاتهم في مختلف الفنون في الشعر والخطابة والتمثيل وغيرها، ولابد أن نشجع الشباب على هذا، وأن ندربهم على مواجهة الجمهور فهو شيء مهم، فالشباب الذي عقله فارغ سيلبي دعوة أول من يدعوه، لكن الشاب المثقف المطلع سيمرر كل ما يعرض عليه على عقله وسيفكر فيه بوعي وبإدراك وبفهم، والفهم هو أن نصحح المفاهيم للشباب، وعلى سبيل المثال كانت لنا تجربة في الكلية تصب في هذا الاتجاه، حيث افتتحنا مؤخراً مركزاً جديداً لفقه الواقع وتجديد الخطاب الديني، وهذا المركز يتضمن عدة مشروعات، من أبرزها مشروع مئة لقاء بمئتي عالم، والفئة المستهدفة الأولى لهذا المركز هم الشباب، ونحن نقصد أو نتعمد ألا يقتصر تجديد الخطاب الديني على أساتذة العلوم الدينية فقط، لذلك نقوم باستضافة متخصصين في مختلف المجالات المعرفية، لأن ذلك يدخل في إطار تجديد الخطاب الديني الذي يجب أن يتعامل مع كل مشكلات المسلم في مختلف النواحي الحياتية، والسبيل الوحيد لمواجهة الفكر المتطرف هو أن يكون عقل الشباب ممتلئاً عن آخره بالمعرفة والفكر، وقد أمر القرآن الكريم الناس بعرض كل ما يُقال لهم على العقل.

● ما حكم الشريعة الإسلامية في طرح الصكوك لسد عجز الموازنة؟

- من حق ولي الأمر أن يشرع ويقنن ما يراه في إطار المصلحة العامة للبلاد ما دام ذلك لا يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، هذا بالنسبة لمسألة الصكوك أو غيرها، وليس هناك ما يمنع ذلك، ونحن نحتاج إلى تشريعات جديدة وجريئة في عالمنا الإسلامي، ولابد أن نعترف أن مؤسسات كثيرة ومن بينها الجامعات تحتاج إلى دعم كبير، وعندما ننظر إلى الأمم والشعوب التي حققت نهضة وطفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة مثل ماليزيا وإندونيسيا، سنجد أنها لم تتحق ذلك إلا بالقرارات الجريئة، وولي الأمر هو من يتحمل مسؤولية مثل هذه القرارات التي تعمل على نقل المجتمع نقلة نوعية، ولا أتفق مع تصنيف الصكوك إلى صكوك إسلامية وغير إسلامية، فالصكوك في كل الأحوال يجب ألا تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

أوافق على استخدام الصكوك مادامت تصب في مصلحة البلاد الإسلامية

حظر النقاب في بعض الأماكن لا يتعارض مع الدين
back to top