الإسلام في كتاب: المستشرقون يشيدون بـ «تراث الإسلام»
صدر أخيراً عن هيئة الكتاب المصرية كتابٌ بعنوان "تراث الإسلام"، يتناول مجموعة من الدراسات والأبحاث التي ألفها باحثون أوروبيون ومستشرقون في موضوع تراث الإسلام، وقد اتخذت في بعض الأحيان صورة البحوث الاجتماعية.الدراسة الأولى في الكتاب عن تأثيرات العربية الإسلامية في إسبانيا والبرتغال، وعربها وعلق عليها الدكتور حسين مؤنس، وتوضح الدراسة أنه في حين كانت أوروبا ترزح تحت نير الجهل والفساد، كان المسلمون الإسبان قد أقاموا حضارة زاهرة، وحياة اقتصادية منظمة، وكانت قرطبة في القرن العاشر الميلادي أكثر المدن الأوروبية حضارة، وكان الرحالة القادمون من الشمال يتسامعون بين الخشوع والرهبة بأخبار المدينة التي كان بها سبعون داراً للكتب وتسعمئة حمام للجماهير، فضلاً عن التأثيرات المعمارية الإسلامية على فن العمارة في إسبانيا، ثم اشغال الخشب والخزفيات والمنسوجات، وفنون الموسيقى والغناء.أما الدراسة الثانية فتتناول الحروب الصليبية، وقام أحمد علي عيسى بترجمتها إلى العربية، بالإضافة إلى دراسة بعنوان "الفنون الإسلامية الفرعية وتأثيرها في الفنون الأوروبية"، ودراسة أخرى كتبها توماس أرنولد بعنوان "الفن الإسلامي وتأثيره في التصوير في أوروبا"، وأشارت الدراسة إلى تطور الفنون التي ازدهرت في بلاد العالم الإسلامي، وتنبه الأوروبيون إلى تأثير الفنون الإسلامية في فنون الغرب منذ القرن التاسع عشر.
ويتناول الكتاب نشأة الفن الإسلامي في المساجد التي كانت بسيطة في بداية الأمر، وسرعان ما كان المسلمون بنائين مهرة، فحققوا أفكاراً هندسية معينة بعبقرية حاذقة وبصيرة فنية صائبة، ففي مجال الزخرفة مثلا، كانت الموضوعات الزخرفية غنية ومتكررة بحيث تريح العين والعقل.ثم يمضي الكتاب ليوضح أن تصوير الأشكال الآدمية والمخلوقات الحية كان شائعا في الزخارف الإسلامية بشكل ظاهر، لكنها لم تستخدم في الأغراض الدينية أو داخل المساجد على الإطلاق.كما تشير الدراسات إلى استخدام النقوش الخطية العربية في الزخرفة، سواء كانت آية من آيات القرآن أو بيتا من عيون الشعر العربي، أو عبارة من عبارات التحية والتهنئة، وقد أثر الفن العربي في مجال استخدام النقوش الخطية على الصناع الأوروبيين، واستخدموه على عملاتهم وصناعاتهم المعدنية.وفي دراسة عن تأثير الفن الإسلامي على فن التصوير في أوروبا يرصد مارتين بريجز تأثيرات العمارة العربية الإسلامية على أوروبا، وينفي ما يذهب إليه بعض الباحثين من إرجاع كل شيء إلى روما، موضحاً أن تراث العمارة في البلاد التي دخلها الإسلام كان أساسا لتطور العمارة الإسلامية من ناحية، كما كانت الأبنية الأولى جوامع أو قصورا في غالب الأحيان.