أعلن تنظيم "داعش"، في بيان رسمي عبر إذاعته أمس، مسؤوليته عن المجزرة التي نفذها الأفغاني الأميركي عمر متين (29 عاماً) في مقهى للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، مودياً بحياة 50 شخصاً، في أكبر حادثة إطلاق نار في تاريخ أميركا وأكبر عمل إرهابي بعد 11 سبتمبر 2001. وقال التنظيم في بيان بثته الإذاعة: "يسر الله تعالى للأخ عمر متين أحد جنود الخلافة في أميركا القيام بغزوة أمنية تمكن خلالها من الدخول إلى تجمع للصليبيين في ناد ليلي لأتباع قوم لوط في مدينة أورلاندو، حيث قتل وأصاب أكثر من مئة منهم قبل أن يقتل".
وأشار البيان إلى أن "هذه هي أكبر غزوة، من حيث عدد القتلى، منذ غزوة منهاتن قبل 16 عاماً"، في إشارة إلى هجمات سبتمبر التي نفذها تنظيم "القاعدة". وكانت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أعلنت أن منفذ المجزرة هو أحد "جنود الخلافة" أي ينتمي الى تنظيم "داعش".وكشف مكتب الاتحاد الفدرالي (إف بي آي) أعلن أمس الأول أن متين اتصل قبل ساعة من تنفيذه المجزرة على خدمة الطوارئ (911) معلناً مبايعة التنظيم الإرهابي.
حزن في أورلاندو
وبينما سادت حال من الحزن في ولاية فلوريدا وفي عموم انحاء الولايات المتحدة والعالم، عاشت عائلات وأصدقاء ضحايا الملهى حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كان أحباؤهم بين الـ50 قتيلاً أوالـ53 مصاباً. وبعد قرابة 24 ساعة من انتهاء الحادث أعلنت السلطات الأميركية أسماء 21 فقط من الضحايا نصفهم في العشرينات من العمر.الانتخابات
وأثار الهجوم الجدل من جديد بشأن الأمن القومي وأفضل سبل مواجهة التشدد الإسلامي في ظل حملة انتخابات رئاسة محمومة بين المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب.ويبدو أن المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب عازم على استخدام مجزرة أورلاندو لتأكيد ما يعلنه دائما عن الثقة بقدرته على التعامل مع الارهاب اكثر من منافسته الديمقراطية.واتهم المرشح الجمهوري الرئيس باراك أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه "الاسلام الراديكالي".وقال في بيان في هذا الصدد: "نظرا للضعف الذي يعتري قادتنا، قلت ان هذا سيحدث وإن الامور ستزداد سوءا. احاول انقاذ الارواح ومنع هجوم ارهابي. لم يعد بإمكاننا التحلي باللياقة السياسية".وجدد ترامب أمس الأول دعوته إلى منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية، داعياً أوباما إلى التنحي لعدم استخدامه عبارة "الإسلام الراديكالي" في خطابه إلى الأمة حول المذبحة.وقال في بيان صادر عن حملته الانتخابية "في تصريحاته اليوم، رفض الرئيس أوباما بشكل مخز حتى أن يقول الإسلام الراديكالي. من أجل هذا السبب وحده، فإنه يجب أن يتنحى".وأضاف "إذا كانت هيلاري كلينتون، بعد هذا الهجوم، لا تزال لا تستطيع قول هاتين الكلمتين (الإسلام الراديكالي)، فيجب عليها أن تخرج من هذا السباق الرئاسي".وكتب ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ما حدث في أورلاندو هو مجرد البداية. لدينا قيادة ضعيفة وغير فعالة".وقال لأنصاره على تويتر "أنا لا أريد تهاني، لكوني كنت على حق بشأن الإرهاب الإسلامي المتطرف".ريان
من جهته، قال بول ريان الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأميركي: "علينا مع التئام الجرح أن نكون فطنين بشأن من الذي فعل هذا. إننا أمة في حالة حرب مع الإرهابيين". وأضاف ريان أيضاً في بيان، أنه أمر بتنكيس الأعلام فوق مبنى الكونغرس تكريما لضحايا الهجوم.أوباما
وكان أوباما وصف إطلاق النار الأكثر دموية في التاريخ الأميركي بأنه عمل إرهاب وكراهية متجنبا ذكر التطرف الإسلامي أو "داعش". وأضاف أن "القتل الوحشي لعشرات الأبرياء كان تذكيرا آخر بالسهولة التي يمكن بها الحصول على سلاح في الولايات المتحدة يسمح بقتل الناس في مدرسة او مكان عبادة او دار للسينما أو ناد ليلي".وشدد أوباما، الذي يدعو إلى تشديد القوانين على حيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، على القول "علينا أن نقرر إذا كان ذلك هو نمط البلاد التي نريد أن نعيش فيها".بدورها، كررت كلينتون وصف أوباما للهجوم بأنه عمل من أعمال الإرهاب وجرائم الكراهية، وقالت إن المذبحة "تذكرنا من جديد بأنه لا مكان في شوارعنا لأسلحة الحرب". وأصدرت بيانا يدعو واشنطن الى مضاعفة الجهود لمواجهة التهديدات الارهابية في الداخل والخارج.تضامن عالمي
وتضامنا مع ضحايا الهجوم، أعلنت بلدية باريس أن برج ايفل سيضاء بألوان الطيف الذي يرمز إلى المثليين، ورفع العلم الاميركي وعلم المثليين على مبنى البلدية.أما في روما، فقد جرى تجمع في حي للمثليين بالقرب من الكوليسيوم حيث أشعل اشخاص شموعاً. والتقى عدد من الاشخاص امام القنصلية الاميركية في غودالاخارا في المكسيك حيث رفعوا لافتات كتب عليها "الكلمات تقتل" و"تضامن ضد جرائم الكراهية".من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان إنه "يدين المجزرة المروعة ويعبر عن الدعم الكامل لفرنسا والفرنسيين للسلطات الاميركية والشعب الاميركي في هذه المحنة".متين استجوب مرتين لتأييده للإرهاب
يعمل في أكبر شركة أمن في العالم منذ 9 أعوام
أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" أن عناصره استجوبوا في السابق مرتين عمر متين منفذ الاعتداء الذي استهدف ملهى للمثليين في أورلاندو، بسبب إدلائه بمواقف مؤيدة للإرهاب، لكن من دون أن يتمكنوا من إيجاد دليل على ارتباطه بإرهابيين.وقال رونالد هوبر المسؤول في "إف بي آي"، خلال مؤتمر صحافي في أورلاندو، إن "مكتب التحقيقات الفدرالي علم به للمرة الأولى في 2013، عندما أدلى أمام زملائه بأقوال تدفع للاعتقاد باحتمال وجود علاقات بينه وبين إرهابيين".وأضاف أن منفذ الاعتداء جذب انتباه الـ "اف بي آي" اليه مرة أخرى لإثر الاشتباه بوجود رابط بينه وبين إرهابي انتحاري أميركي في الخارج. وقال هوبر إن متين "استجوب مرتين، "في النهاية لم نتمكن من التحقق من مضمون أقواله وأغلق التحقيق". وأضاف أنه قبيل وقوع المجزرة "بلغنا بأن متين اتصل بـ (رقم الطوارئ) 911 قائلاً إنه يبايع تنظيم الدولة الإسلامية".إلى ذلك، قالت شركة "جي 4 إس" وهي أكبر شركة أمن في العالم إن متين كان يعمل بالشركة منذ 2007 ويحمل سلاحاً في إطار عمله.
زوجة المنفذ السابقة: كان مختلاً عقلياً
قالت سيتورا يوسفي الزوجة السابقة لعمر متين (50 عاماً) منفذ مذبحة أورلاندو إنه كان عنيفاً ومختلاً عقلياً خلال علاقتهما معاً، مضيفة أنه متدين ولكنه لم يُبدِ ميولاً إسلامية متشددة.وقالت يوسفي إنها تعرفت إلى متين من خلال خدمة التعارف عن طريق الانترنت: "في البداية كان عادياً يحب المزاح، ويحب المرح"، وبعد بضعة أشهر من زواجهما في عام 2009 أصبحت معاملته سيئة وعنيفة. ووصفت زوجها السابق بأنه مزدوج الشخصية، وأشارت إلى أن "تاريخه مع المنشطات" ربما كان سببا في هذا العنف. وكشفت أن متين احتفظ بها "رهينة" وعزلها، قبل أن تأتي عائلتها إلى فلوريدا "لتنقذني من بين ذراعيه". وغادرت يوسفي معهم مباشرة إلى منزلها السابق في نيو جيرسي، تاركة كل متعلقاتها.وقالت يوسفي إنهما ظلا معا نحو أربعة أشهر ولم يعد بينها أي "تواصل" منذ ذلك الحين، وإن إجراءات طلاقهما انتهت في عام 2011.
«سيفتي تشيك» لأول مرة في أميركا
بدأت شركة "فيسبوك" في تفعيل خاصية "سيفتي تشيك" أمس الأول، للمرة الأولى في الولايات المتحدة بعد مذبحة أورلاندو.وتسمح خاصية "سيفتي تشيك" أو (التأكد من السلامة)، التي طُبقت لأول مرة في أكتوبر 2014 لمستخدمي "فيسبوك" الإبلاغ أنهم بخير في أعقاب وقوع كارثة طبيعية أو أزمة وتسمح بالبحث عمن قد يكونون في المنطقة المنكوبة.
والد المهاجم مؤيد لـ «طالبان»
قالت تقارير أميركية إن مير صديق متين، والد الإرهابي عمر متين منفذ مجزرة أورلاندو مؤيد قوي لحركة طالبان الأفغانية من خلال مواقفه السياسية المعلنة.ويقدم صديق متين برنامجاً سياسياً تلفزيونياً على قناة أفغانية تبث من فلوريدا وكاليفورنيا. وفي آخر فيديو بثه على "يوتيوب" أعلن ترشحه للرئاسة الأفغانية، ويعود تاريخه إلى 24 مايو 2015. وظهر في فيديو وهو يقول: "إخواننا في وزيرستان، إخواننا المقاتلون في حركة طالبان وحركة طالبان الأفغانية الوطنية صامدون ومعنوياتهم عالية". وكان صديق متين نشر شريط فيديو لنفسه في زي الميدان للجيش الأفغاني ليظهر نفسه كـ"رئيس مقبل للبلاد"، وبدا وهو يصدر أوامره باعتقال عدد من الشخصيات الأفغانية البارزة مثل الرئيس السابق حامد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غاني، وزلماي خليل زاد (الدبلوماسي الأميركي من أصل أفغاني) وعبدالرسول سياف "لأنهم ضد مواطنينا وضد بلدنا". وزعم صديق متين في حديث على شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية أن ابنه ربما كان مدفوعاً بكراهية المثليين وليس متطرفاً، إلا ان مبايعته لـ"داعش" تظهر أنه متطرف.