أثار العمل الإرهابي الجديد، الذي ضرب مساء أمس الأول لبنان، من خلال التفجير الذي استهدف المبنى الذي يقع فيه المركز الرئيسي لبنك "لبنان والمهجر" (بلوم بنك) في فردان ببيروت، ردود فعل تفاوتت بين اتهام "حزب الله" بالوقوف خلف التفجير بسبب خلافه مع المصارف، وبين مَن اعتبر أن التفجير كان هدفه توريط الحزب وإحراجه.

Ad

قراءة مناهضي الحزب

وأشار مؤيدو اتهام "حزب الله" بالوقوف وراء التفجير الى أن المنفذين اختاروا مساء يوم الأحد وهو يوم عطلة رسمية، ووقت الافطار، لتجنّب سقوط ضحايا في ما بدا واضحاً أنه رسالة سياسية الى المصارف التي التزمت بتطبيق قرار العقوبات الأميركي بحق الحزب.

وبحسب هؤلاء فقد وقع الاختيار على بنك "لبنان والمهجر"، لأنه الأكثر تشدداً في تطبيق قانون العقوبات الاميركي، وأنه أول من أقفل حسابات مصرفية مرتبطة به.

قراءة الحزب

في المقابل، نقلت محطة "الميادين" الموالية لـ"حزب الله" عن مصادر الحزب ادانته للتفجير واعتبار انه "يهدف الى إعطاء انطباع بأننا حزب ارهابي يمارس العنف بحق كل من يخالفه"، مؤكدة "اننا لا نمارس الإرهاب تجاه اي مصرف حتى لو كان خاضعا للتعليمات الأميركية، وان أزمة المصارف تحل بالآليات القانونية".

وقال سياسيون وصحافيون موالون للحزب، ان التفجير يحمل "توقيعاً إسرائيلياً"، وهدفه إحراج "حزب الله".

فتفت

من ناحيته، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"الجريدة" أمس، إن "انفجار فردان رسالة واضحة وموقعة وهو هجوم نظامي إرهابي على الاقتصاد المالي، ويعود للقوى الامنية تحديد من وضع العبوة".

ورأى فتفت أنه "لو كان انفجار فردان عملاً ارهابياً لكان هناك العديد من الجرحى والقتلى"، مشيراً إلى أنه "عمل مدروس وتوقيته أيضاً مدروس حتى لا يكون هناك اضرار وخسائر، ويجب سؤال الصحافي حسن عليق وجريدة الاخبار عن الموضوع بعد نشرها مقالات تحريضية عن حاكم مصرف لبنان وبنك لبنان والمهجر".

وقال إنه "يتعيّن على حزب الله أن يقتنع أنّه لبنانياً لا إيرانياً ومصلحته بضرب القطاع المصرفي للسيطرة على الدولة ولا أتهمه بوضع العبوة، ولكنه هيأ لها"، مضيفاً: "حزب الله حاصر السراي عام 2006 وهدّد المصارف، وفي يناير 2007 قطع الطرقات امام مصرف لبنان، وبالتالي ضرب هذا القطاع ليس جديدا عليه".

بري

إلى ذلك، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على التفجير، مؤكداً أن "الايادي الآثمة التي سعت لإرباك وزعزعة الوضع في لبنان انما تستهدف لبنان اولا وحزب الله ثانيا قبل ان تصل شظاياه لاحد اهم مصارفنا لبنان والمهجر".

ودعا الى "التنبه للابعاد الحقيقية الكاملة وراء استهداف لبنان في قلب عاصمته واستهداف نظامه المصرفي المميز الذي نافس ولا يزال رغم الحروب والاجتياحات والمحاولات الاسرائيلية لمجاراة خبرتنا ونظامنا الاقتصادي الحر"، مضيفاً: "أنني أدعو الجميع الى الانتصار مجددا لوحدة موقفهم وخطابهم وعدم التسرع والانجرار خلف المخططات المشبوهة التي استهدفت وتستهدف حاضر ومستقبل لبنان وصيغته الفريدة".

وحذر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من طابور خامس يمكن ان يصطاد في الماء العكر، ودعا الى تجنيب البلاد خطر الانزلاق الى اتهام متسرع لـ"حزب الله" بالوقوف وراء التفجير، مشددا على ضرورة حصول "حوار هادئ في شأن العقوبات الأميركية".

واشنطن

في السياق، دانت الولايات المتحدة بشدة "التفجير الارهابي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي إن "الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف بعبوة ناسفة الفرع الرئيسي لبنك لبنان والمهجر في منطقة فردان التجارية في غرب العاصمة اللبنانية"، مضيفاً: "نؤكد مجددا التزامنا القوي تجاه شعب لبنان واستقراره وأمنه".

جمعية المصارف

من ناحيتها، أكدت جمعية مصارف لبنان أمس أنها "تعمل وفق أعلى الممارسات المهنية وضمن القواعد السائدة في الأسواق الدولية، كما تخضع في لبنان للقوانين اللبنانية المرعيّة ولتعاميم مصرف لبنان حفاظاً على مصالح جميع اللبنانيين".

واستنكرت الجمعية التفجير واعتبرت انه "أصاب القطاع المصرفي بكامله، وأنه يهدف الى زعزعة الاستقرار الاقتصادي"، لافتة إلى أن "مصارف لبنان اعتادت العمل في بيئة ملأى بالتحديات، وقد خرج القطاع المصرفي منها دائماً أكثر متانةً وسلامةً".

والتقى وفد من جمعية المصارف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذلك لبحث تداعيات الانفجار.

«لبنان والمهجر»

بدوره، أصدر بنك "لبنان والمهجر" بيانا أمس قال فيه إن "البنك يمثّل كل شرائح المجتمع اللبناني وطوائفه سواء لجهة زبائنه البالغ عدد حساباتهم أكثر من أربعمائة ألف في لبنان، أو لجهة مساهميه الذين يفوق عددهم 10 آلاف، أو لجهة موظفيه البالغ عددهم أكثر من ألفين وخمسمئة في لبنان فقط".