• كيف علاقتك بالفنانة الشعبية عودة المهنا؟

- كنت أزورها بمنزلها، وهي امرأة رائعة للغاية، فقد كانت تتولى مسؤولية الصرف على الكبيرات في السن «العيايز»، وحتى الصغار من الأولاد والبنات (بالتبني) قامت بتحمل كل مصاريفهم إلى أن وصلوا مرحلة الزواج.

Ad

• هل كانت متزوجة؟

- أجل، من ابن خالتها عوفي المهنا، أحسن عازف إيقاع (طار)، و«يشيل فنون»، وكان النوخذة معيوف البدر حريصاً على جلبه معه في السفر.

• أم كلثوم وعودة

- ماذا قالت كوكب الشرق أم كلثوم عن عودة المهنا؟

أثناء زيارة أم كلثوم للكويت، وفي منزل المرحوم الشيخ دعيج السلمان، سمعت ما أدته الفنانة عودة المهنا لمجموعة من الفنون، فقالت أم كلثوم عن عودة «إنه أحسن صوت سمعته في حياتي».

بوم الداو

• كم عدد البحارة في البوم الواحد؟

- يوجد على متن السفينة 40 بحاراً. أما بوم الصقر المشهور والمعروف بـ«الداو»، فيحمل على متنه 50 بحاراً.

هناك أبوام للسفر، وأخرى للغوص، السفر 25 ألف مصلحة، تقسم 5 آلاف للأكل، و10 آلاف للبوم (مالك البوم)، ومثلها لكل البحارة، كل بحار لديه سهم واحد، النوخذة «الجعدي» يأخذ 4 أسهم، منها سهمان مع البحارة والبقية من البوم، و«المجدمي» يأخذ سهمين، ومثلهما للنهام (الزين)، وللقلاف سهم ونصف السهم و(الزين سهمان)، والذي يكون كما يقال باللهجة الكويتية «هب ريح»، تتم مكافأته بزيادة قدرها نصف سهم.

لا ترفيه في الغوص

• وماذا عن الترفيه في رحلة الغوص؟

- لا يوجد ترفيه، بسبب التعب والإجهاد، الأمر مقصور على النهمة فقط، إنهم يبدؤون الغوص منذ طلوع الشمس في رحلة البحث عن المحار، إلى فترة بعد الغروب مباشرة، حيث يقول النوخذة: هلل عليهم فيقول الغاصة: «لا إله إلا الله»، ثم يخرجون إلى ظهر السفينة، قائلين: «الغوص عادة والصلاة عبادة». فتقام صلاة المغرب، وبعد تناولهم وجبة العشاء ينامون فوراً من شدة التعب، لدرجة عدم تأديتهم صلاة العشاء.

• ماذا يأكل البحارة؟

- يأكلون قهوة وتمرا، كي لا تمتلئ بطونهم، لئلا يؤثر ذلك في قدرتهم على الغوص، أما العشاء فأرز وسمك، والمحمل به خشب، وأكبر الأخشاب «البتيل» لراشد حمد الرومي وبورسلي.

• هل بقى أحد يغوص بحثاً عن اللؤلؤ؟

- حمد الفارس وأبناؤه وعبدالرسول الأربش وأبناؤه، كما يوجد بعض الشبان. هناك شاب في سفارة الكويت لدى فرنسا اسمه علي بلال، هو دارس للأحجار الكريمة كلها، وحاصل على شهادة بهذا التخصص من بروكسل وأخرى من أميركا، جئته بعقد عندما كنت في باريس، وسألته هل هو زراعي أم طبيعي؟، وضعه تحت الأجهزة فقال لي إنه طبيعي، سألته: كيف عرفت؟ قال: «الحصمة» التي في الداخل إذا كانت صغيرة جداً والقشرة أكثر فهو طبيعي، أما «الحصمة» الكبيرة والقشرة أقل فاعلم أنه زراعي.

• هل يبدو فرق بينهما بالنظر؟

- إنني أعرف تماما ما الفرق بينهما، لكن للعلم حتى اللؤلؤ الزراعي تطول مدته، وهو جيد.

• هل القروية يشاركون في السفر والغوص؟

- القروية من الفنطاس، «مكدة الفنطاس يوم ويوم»، يأتون مشياً على الأقدام من الفنطاس ليخدموا في الأبوام، واليوم التالي راحة، إلى حين دخولهم رحلتي السفر والغوص.

• لماذا انتقاد فيلم «بس يا بحر»؟

- يحتوي على أخطاء كثيرة، «ما عندنا مخامط على الأكل»، و«الدانة» و«القماش» للنوخذة وليست للجميع، وإذا باعها على الطواش يستشير «شتقولون... انسام بهالكثر» مثلا يردون «لا فيه بركة زيد»، يزايد إلى أن يصلوا إلى سعر مناسب، وحتى «الفلاق» له خمسين روبية عطية خارج القلاطة.

• كيف يعرف الطواش طريق أبوام الغوص؟

- مغاصات الكويت معروفة ولا تتغير، منها حولي وبعصيا، وينزلون إلى الإمارات إذا كانت الأبوام كبيرة، وهناك أعمق.

• ما قصة الحصباء؟

-في إحدى المرات في الكويت، أتى صائغ بحصباء وعرضها على تاجر من أهل البحرين يدعى بن هندي فـ«سامها» 14 ألف روبية، لم يعجبه فعرضها على ديوانية الخالد، وجدوا الحصباء جيدة، حمد الفلاح قال: «يا جماعة هالحصبات السنة أهل الكويت ما حصلوها هذي متباقه»، أي مسروقة، أخذوها مع الصائغ إلى الشيخ أحمد الجابر، سأله لمن هذه الحصباء، فاعترف حيث أوضح أن «بصري» سرقها من عيال ناهض البحارة وهم «يفلقونها» أخفاها بين أصابعه، ثم بين «وزاره»، فعاد الحق إلى أصحابه.

الماشوه

•حدثنا عن «الماشوه»!

البوم السفار كبير جداً، للحمولة والتجارة، يحمل ماشوه طولها 8 أمتار تقريباً، ينزلون بها كل يوم إلى البر إذا كانوا في البصرة ومومباي وغيرهما، أي للاستعمال والتحميل. كما يوجد «كيت» خاص للنوخذة.

هوري

• من يمتلك «هوري»؟

- قارب عادي، يأتون به من الهند وإفريقيا، بالآلاف لبيعه في الكويت، للغواص.

• ماذا يحتوي صندوق للبحار؟

- كل بحار يذهب للسفر، لديه صندوق مدعم بالحبال للمحافظة عليه من التصادم، يون فيها وزارين ودشداشتين، والبحارة إذا خرجوا من الكويت يأخذون سلفة لأهلهم، فعند سفرهم مثلاً إلى البصرة حمل تمر يعطيه سلفة على عشر روبيات، أتشارك مع أخي ونشتري «قلتين» تمر ونخرج «الطعام» لنضع محله «بيذان» (اللوز)، ثم نجمعهم في كراتين يطلق عليها بضاعة البحار، وإذا وصلنا إلى الهند نبيع في وقت الفراغ، لنشتري «وزره» و«ملافع»، وإذا ذهبنا إلى إفريقيا نشتري من هناك «لومي سحاري» (ليمون)، فنعصره في قناني مع قليل من الملح، ليصبح «شربت لومي»، لنبيعه في الخليج، فنحصل على 50 أو 60 روبية.

ما ذكرياتك مع عوض الدوخي؟

- الفنان الراحل عوض الدوخي كان بحاراً، غنى في الإذاعة. جاءني «المجدمي» فرج بن صالح أثناء وجودي في الشامية، قال لي: أين عوض؟ الذي غنى يا ساهر الليل، أين كان «لما حاشتنا الضربة خمسة أيام وهو منخش حدر السلوق بالبوم»، قلت إنه سيأتي بالليل، وعندما جاء عوض قلت له ما حدث، قال لي «والله اهو صاج خمسة أيام وريح، بقى منا خمسة، دوق الهوا وحنا حدر السلوق بين الخياش».

الصندوق المشربك

حبال يستخدمها النواخذة في ركوب البحر، الكمبار حبل بني اللون يستخرج ويصنع من (النارجيل) جوز الهند أما حبل البي، فلونه أبيض وتتم إضافة الشاي إليه لإعطائه لونه المطلوب، وكانا يصنعان في الكويت قديماً من ألياف النخيل وسيقان العساوة ومفردها العسو وهو عذق النخلة بعد إزالة الثمر منه.

ويزاول البحارة لهذه الحرفة خصوصاً قبل السفر، والتي تبدأ بدفن سيقان العسو تحت الرمل قرب الساحل لعدة أيام وتحويلها إلى ألياف واستخدام أنسجتها في صناعة الحبال.

وهذه الصناعة تبدأ بجمع وتشبيك الألياف بعضها مع بعض لتشكيل الحبل بالسماكة المطلوبة، ويستخدم في لف وتثبيت صندوق النوخذة الذي يعرف باسم «الصندوق المشربك» أو من خلال لف الحبال حول «الدفرة» وهي سلك سميك يزين به الصندوق المشربك لإعطائه شكلاً مميزاً وجميلاً.

* هل أنت مستمر في صناعة هذه الصناديق حتى اليوم؟

- نعم، تقريباً ألف صندوق، قديماً لم يكن ملوناً، واليوم أصبح ملوناً للنساء.