ناقلة نفط باسم عبدالله الرومي

نشر في 14-06-2016
آخر تحديث 14-06-2016 | 00:00
 خالد الخالدي «وَبَشِّر الصَّابِرينَ الَّذِينَ إِذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ»...، لم أتوقع يوماً ما أن أكتب رثاء أو نعياً لمتوفى، لأن الدعاء هو ما يحتاجه منا، إلا أن الشخصية فرضت علي الكتابة لما لها من أثر كبير علي، فكان الداعم المعنوي لما أكتبه حول القطاع النفطي الكويتي.

المغفور له عبدالله حمد الرومي الرئيس الأسبق لشركة ناقلات النفط الكويتية غادر الدنيا بعد صلاة فجر يوم الجمعة، فهو من سطر اسمه كواحد من القيادات النفطية الكبار الذين تحلوا بالنضج والحكمة والبصيرة، واليوم يشعر كل من عرف أبا حمد بالأسى لرحيل قامة نفطية كبيرة، لكن عزاءنا الوحيد يكمن في إيماننا الكامل بأن أجيال الكويت الجديدة ستظل تحمل الراية والمثل والقيم التي رفعها ودافع عنها بمعية أقرانه وزملائه.

أبو حمد كان أخاً وصديقاً للجميع، ثابتاً صلباً لا يخشى في الحق لومة لائم، مزج خصال العلم والمعرفة والإيمان والتواضع والتقوى والبصيرة، فكان بحق الناصح الأمين و«مستشاراً نفطياً وإنسانياً»، أحب الكويت وأخلص لها، واليوم يبادله كل من عرفه مشاعر الحب والوفاء.

فالإسهامات التي قدمها المغفور له، بإذن الله تعالى، عبدالله الرومي في العمل بالقطاع النفطي لخدمة الكويت بصفته أحد فرسان الدفاع عن المال العام والمحارب الشرس والصلب في قضية اختلاسات ناقلات النفط، ستبقى خالدة في تاريخ القطاع النفطي الكويتي بوصفه واحداً من الذين مهدوا الطريق مرة أخرى لناقلات النفط الكويتية للسير بشكلها الصحيح.

رحمك الله أبا حمد، فقد كنت لنا وللكثير من أبناء الكويت قدوة ورمزاً ومعلماً ومثالاً يحتذى به في الشرف والعمل المخلص والوطنية الحقة.

نعم يشعر الكل بصدمة الفراق، وبحثت عن رفاقك الذين كنت لحوحاً بالسؤال عن أحوالهم والدعاء لمرضاهم، فوجدت الجميع غير قادر على نطق كلمة واحدة، مكتفين بالدعاء، فالفراق صعب جداً، والأصعب من ذلك همستك الأخيرة التي أرسلتها عبر هاتفك، والتي تدل على معان كثيرة، وهي: «ما من قلب يسامح إلا عاش مرتاحاً، وما من نفس ترضى بالقدر إلا باتت سعيدة، وما من روح تردد الحمد لله إلا كانت مبتسمة». وفي الصباح جاءت الرسالة من نفس الجهاز، ولكن هذه المرة أرسلها أحد أبنائه ليبلغنا بالوفاة.

ولا نملك إزاء قضاء الله وقدره إلا التسليم بهما راضين ومذعنين، داعين المولى جلت قدرته أن يرحم الفقيد الكبير برحمته، وأن يلهم ذويه ومحبيه الكثر الصبر والسلوان.

وأتمنى أن تقوم مؤسسة البترول الكويتية بتسمية إحدى ناقلات النفط التي ستدخل ضمن الأسطول الجديد باسم عبدالله الرومي، ليعرف الجميع، وتحديداً الأجيال المقبلة، في القطاع النفطي ما قدمه أبو حمد.

back to top