جمعة: نهدف إلى استرداد الخطاب الديني من مختطفيه

● وزير الأوقاف المصري لـ الجريدة.: العمل تحت مظلة شيخ الأزهر شرف والمساجد الآن بلا سياسة
● «ضوابط الاعتكاف لمنع استقطاب الشباب وتحديد مدد زمنية لصلاة التراويح... شائعات»

نشر في 14-06-2016
آخر تحديث 14-06-2016 | 00:00
No Image Caption
حسم وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة الجدل بشأن علاقته مع شيخ الجامع الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، قائلا إن العمل مع الإمام الأكبر في عدة ملفات، أهمها ملف تجديد الخطاب الديني، «شرف».
وشدد الوزير المصري، في حوار مع «الجريدة»، قبل ساعات من مغادرته القاهرة إلى المغرب، للمشاركة في فعاليات الدروس الحسنية التي تعقد برعاية ملك المغرب محمد السادس، على عدم وجود خلاف مع الطيب.
وزاد أن مواجهة الفكر المتطرف واجب ديني ووطني، ووزارة الأوقاف تسعى لاسترداد الخطاب الديني من مختطفيه، مضيفا أن فترة صعود تيار الإسلام السياسي أثرت سلبا على صورة الدين.
وشدد على أن تنظيم «الإخوان» مثله مثل تنظيمي داعش والقاعدة... الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، وفيما يلي نص الحوار:
● هل لك أن تطلعنا على ما وصلتم إليه في قضية تجديد الخطاب الديني؟

- تجديد الخطاب الديني ليس مسؤولية وزارة الأوقاف فقط، بل يقع على كاهل مؤسسات الدولة كافة، لكن مهمة الوزارة خلال الفترة الحالية هي صنع كوادر تكون قادرة على وضع حلول ومقترحات من شأنها تجديد هذا الخطاب، لذلك قامت الوزارة بتدشين ورش عمل لتأهيل الأئمة، بغية الوصول إلى خطاب دينى مناسب لكل الفئات والأعمار.

كما تعمل الوزارة على تأهيل الأئمة الشباب ليكونوا قادرين على التفاهم مع الشباب، فضلا عن تدريبهم على مخاطبة العالم بلغات مختلفة، ليكونوا قادرين على نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام فى الخارج.

وفي كل الأحوال، تجديد الخطاب الديني لن يكون بين يوم وليلة بل يحتاج إلى مزيد من العمل والجهد، فضلا عن تضافر الجهود لإنجاز تلك المهمة الملحة والعاجلة، فتجديد الخطاب لا يقف على عقد مؤتمرات تخرج بتوصيات فقط.

● البعض تحدث عن فشل الوزارة في وضع استراتيجية لتجديد الخطاب؟

- غير صحيح إطلاقا، فالوزارة نجحت خلال الفترة الماضية في تخريج دفعات من الأئمة قادرين على إظهار صحيح الدين الإسلامي بشكل وسطي معتدل، قائم على المودة والمحبة، فضلا عن عقد الوزارة مؤتمرات عديدة في الدول الأوروبية لمواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا».

كما نتواصل مع وزارة الشباب والرياضة، إضافة إلى عقد «بروتوكول» تعاون مع وزارة الثقافة لعقد لقاءات تنويرية مشتركة في جميع المحافظات، كما نتشارك مع مؤسسة الأزهر في تجديد الخطاب الديني.

وهناك تعاون كبير مع وزارة التربية والتعليم، من خلال إرسال قوافل دعوية من علماء الأوقاف إلى المدارس، وعقد ندوات ولقاءات مع الطلاب، وبشكل عام نعمل على مراجعة مناهج التعليم، وتم تنقيح عدد كبير من الموضوعات غير الصالحة للتدريس في المراحل التعليمية المختلفة.

● ما حقيقة الخلاف بين وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر فيما يخص قضية تجديد الخطاب الديني؟

- شائعات تبثها منابر تسعى للوقيعة بين الوزارة ومؤسسة الأزهر، وشيخ الأزهر هو الرمز الأكبر في العالم الإسلامي، ويشرفنا جميعا أن نعمل تحت مظلته، وليس هناك أدنى خلاف مع الأزهر.

● كيف ترى الانتقادات الموجهة للوزارة فيما يخص التواصل عبر مواقع التواصل؟

- بدأنا منذ فترة الاهتمام بمواقع التواصل، واليوم هناك موقع متكامل لوزارة الأوقاف، تدخله زيارات يومية بنحو 8 ملايين زائر، إضافة إلى صفحة على «فيسبوك» تصل إلى مليون مشترك، كما وضعت الوزارة برنامجا لتأهيل الأئمة على كيفية التواصل مع التكنولوجيا الحديثة، للتواصل مع الشباب في كل مناطق العالم وليس في مصر فقط، فمواجهة الفكر الإرهابي تنطلق من وجود تواصل مع الآخر عبر شبكات الإنترنت.

● ماذا عن خطة الوزارة في مواجهة الفكر المتطرف؟

- مواجهة التطرف واجب شرعي ووطني، ولابد من استرداد الخطاب الديني من مختطفيه، فالتطرف خطر على الدين وعلى المجتمع والوطن، إذ يشوه صورة الإسلام، ويستعدي الآخرين عليه، والوزارة تضع خطة لاسترداد الخطاب من المتطرفين فكريا، والعمل على إبعادهم ومنع صعودهم للمنابر.

وللأسف أثرت فترة صعود فصيل الإسلام السياسي في العديد من دول المنطقة بالسلب على الإسلام بشكل عام، وعلى الخطاب الديني في الدولة المصرية بشكل خاص، فتنظيم الإخوان مثله مثل تنظيمي داعش والقاعدة، ومن يذهب لمثل هذه التنظيمات يخسر دينه ودنياه، فالداخل عند هؤلاء مفقود والخارج مولود، وخلال الفترة الماضية حرصت الوزارة على تفنيد وكشف زيف هذه الجماعات فكريا، وكشف ضلالهم الفكري.

● ما حقيقة منع بعض الأئمة والدعاة من إمامة المصلين وصعود المنابر؟

- قرارات المنع تخص جميع شهور العام، ونحن لم نمنع أحدا تعنتا، بل إن قرارات المنع جاءت بعد دراسة لفكر هؤلاء وثبوت خروجهم عن النص الديني، الذي حددته الوزارة.

وأتصور أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الوزارة خلال الفترة الماضية، استهدفت حماية المساجد ومنع صعود غير المصرح لهم بالعمل الدعوي، سواء من رموز التيار السلفي أو غيرهم، ولن يصعد المنبر أي شخص لا يحمل تصريحا من وزارة الأوقاف، ونعمل على إعمال القانون ومن يخالفه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.

● ماذا عن حقيقة تقليل الفترة الزمنية في صلاة التراويح؟

- شائعات يطلقها البعض ولا صحة لها، فمسجد عمرو بن العاص، أقدم مساجد مصر وإفريقيا ليس فيه تحديد لمدد زمنية لصلاة التراويح أو خطب الجمعة.

ليس هناك تضييق على أحد، الجميع يمارس شعائر صلاة التراويح دون أي مشاكل إطلاقا، ونعمل على وضع ضوابط للاعتكاف لمنع استغلاله في نشر فكر معين أو استغلال الاعتكاف في أمور أخرى، مثل استقطاب الشباب أو نشر أفكار غير صحيحة، لذلك يكون الاعتكاف وفق ضوابط تضعها وزارة الأوقاف وتلتزم بها كل المساجد.

● البعض لا يزال يتحدث عن خروج مساجد من قبضة الوزارة؟

- غير صحيح، فغالبية المساجد تخضع لسيطرة الوزارة، وغير صحيح ما يطلقه البعض بأن هناك مساجد تخضع لسيطرة الإخوان أو السلفيين، كل المساجد حاليا بعيدة تماما عن العمل السياسي، ولن نسمح بذلك فالمساجد للصلاة والذكر والدعاء والإيمانيات.

ولن نسمح لجمعية أو جماعة بالسيطرة على المساجد، مجددا، وبشكل عام نعمل على حل جميع المشاكل الداخلية في الوزارة أولا بأول، من خلال منظومة متكاملة، ونعمل على تحسين أوضاع وإعانة العلماء والأئمة.

● كيف ترى قضايا ازدراء الأديان؟

- نحترم جميع الآراء ونقدرها ونؤمن بحرية التعبير تماما، لكن دون الإساءة للمقدسات الدينية، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، واحترام الأنبياء والمقدسات الدينية واجب على الجميع دون استثناء، ونرحب بالانتقاد، لكن دون تطاول على المؤسسات الدينية.

back to top