"داعش" صناعة إيرانية، إيران تزرع خلايا ارهابية في البحرين، اكتشاف خلايا وتنظيمات إرهابية في الكويت تابعة لإيران، القرار اليمني مرهون بتعليمات إيران، تفجيرات إرهابية في السعودية تقوم بها مجموعات تمول من إيران، إيران تزرع الفتن الطائفية في العراق هذا البلد العربي الذي خاض حربا مع إيران على مدى ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس وضحايا بالملايين، وفقد الآن مقومات الدولة الموحدة، وأخذت مجموعات مختلفة الأهواء تخوض معارك أدت إلى التدمير وغياب الأمن والاستقرار، أما لبنان فلن يستطيع اختيار رئيس للجمهورية إلا بموافقة إيران.

وغدت سورية ولاية إيرانية كما يردد الإعلام وبعض المسؤولين العرب، أما "داعش" ليبيا فلم يتضح بعد إن كان صناعة إيرانية أم أنه صناعة جهة أخرى، فلم يحدد الإعلام العربي بعد هويته، إيران تستقطب الشركات العالمية التي تتسابق لإيجاد موطئ قدم لها في السوق الإيراني، دول العالم بما فيها الدول الكبرى تتسابق لإقامة صداقات وعلاقات قوية مع إيران، مع الإعجاب بالتاريخ الفارسي والديمقراطية الإيرانية.

Ad

ولعل آخر تلك النجاحات الكشف عن بعض الوثائق التي تدل على أن هناك تعاوناً في بدايات الثورة الخمينية بين أجهزة المخابرات الأميركية وقادة تلك الثورة، وللأسف أن هناك بعض أجهزة الإعلام العربي التي تسوق وتضخم من هذه الوثائق على أنها إدانة لإيران.

أعتذر عن هذا السرد لنجاحات إيران مع يقيني بأن ذلك لن يرضي نسبة عالية من القراء الكرام، ولكن عدم رضاك عن وضع ما لا يعني عدم وجوده، ولكن في الجانب الآخر من المعادلة لماذا فشلت الدول العربية في تحصين مجتمعاتنا من الاختراق الإيراني؟ ولماذا لم نستطع التصدي للتحركات الإيرانية؟ ولماذا لم نستقطب دول العالم؟ حتى حلفاؤنا التقليديون أخذوا ينفضون عنا، بل تجاوزنا ذلك بمعاداة منظمة الأمم المتحدة والمطالبة باستقالة أمينها العام من منصبه دون مراعاة للدول الأعضاء في تلك المنظمة الدولية، فهل يعقل هذا؟

إن إقامة أحلاف عسكرية بين دولنا شيء رائع، ولكن أليس من الأروع إقامة أحلاف وتجمعات اقتصادية وبنوك وصناديق استثمارية تعمل على قيام مشاريع مشتركة، واستغلال الثروات الطبيعية لرفع مستوى الإنسان العربي وتطبيق العدالة الاجتماعية لينعم الجميع بثروات بلاده بدل أن تكون حكرا على نسبة قليلة، ويصل السواد الأعظم إلى مراحل غاية في السوء والإحباط والفقر والجهل والمرض، ويقع فريسة لمنظمات وأفكار متطرفة تمارس القتل والتدمير؟

أين القيادة في عالمنا العربي بعد أن غدا ممزقا، كما لم يحدث من قبل، وأصبحنا نقاد بواسطة أحزاب دينية وجماعات أصولية، وأصبح رجل الدين مع جل احترامي له هو من يمارس السياسة والاقتصاد والتعليم والحياة العامة. وفي اعتقادي أن التحرك الإيراني لم يأت في مجمله من قوة إيران الذاتية، بقدر ما هو تقصير من سياسات الأنظمة العربية سواء الداخلية أو الخارجية.

أين الوحدة العربية، والقومية العربية، والأمة العربية، والجامعة العربية، ومؤتمرات القمة العربية، و... و... و...؟

ودعاؤنا للمولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

في ذمة الله

قبل أيام غيب الموت أحد رجالات الكويت ممن أفنى جلّ عمره في خدمة هذا الوطن الغالي، فقد انتقل إلى رحمة الله المغفور له السفير عبدالمحسن العتيقي، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، فقد تولى أبو فوزي منصب المراقب المالي في وزارة الخارجية، فكان مثال الإخلاص والتفاني، وصديقا صدوقا وأستاذا تعلمنا منه الكثير في مسيرة العمل الدبلوماسي، فدعاؤنا للمولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم أهله جميل الصبر والسلوان.

وفي هذا المقام نتقدم بالشكر والتقدير للنائب أحمد القضيبي لتقديمه اقتراحاً برغبة لتدوين التاريخ السياسي والعملي لسفراء دولة الكويت منذ انطلاق سفينة الدبلوماسية لتجوب أنحاء الدنيا، وبهذا الاقتراح استطاع النائب أن يخترق جدار التجاهل الذي أحيطت به تلك الفئة من رجال الكويت الذين كان لهم شرف حمل راية الوطن في كل أصقاع الدنيا، وبشكل خاص أثناء فترة الغزو والاحتلال للنظام العراقي السابق.