التطهير الطائفي في الفلوجة!
صور مئات المرتزقة من العرب والآسيويين والأوروبيين الذين تم إلقاء القبض عليهم في الخنادق والمغارات في الفلوجة، والذين جاؤوا من مختلف الدول لقتل العراقيين في عقر دارهم، هو دليل قاطع على التطهير الطائفي، وإن تأخر العمليات ووقفها في عدة مراحل هو الرد على المتباكين على الأبرياء والمدنيين العراقيين.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
التطهير العرقي أو الطائفي وخصوصاً في ظل النزاعات المسلحة يعد من كبريات الجرائم بحق الإنسانية ومن المحرمات التي يتصدى لها القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية العالمية النشطة جداً مؤخراً، أي أن النزاعات العسكرية باتت تحت المجهر الدولي، ومن السهولة بمكان اكتشافها ورصدها ونشرها في وسائل الإعلام العابرة للحدود.التطهير العرقي أو الطائفي يصاحبه خطاب إعلامي وعقيدة أيديولوجية تغذيه وتروّج له عبر المنابر الإعلامية والمرجعيات السياسية أو الإثنية أو الدينية ويمارس بطرق منهجية منظمة، ولذلك فإن رصد صوره وممارساته لا يحتاج إلى الكثير من العناء، حتى في حالات الخرق والتجاوز والأخطاء البشرية المعتمدة أو غير المعتمدة فإن كل ذلك يتم توثيقه من خلال مؤسسات قانونية ومحايدة تأخذ طريقها إلى التحقيق والمحاسبة مهما طال الزمن، والشواهد الحديثة خير دليل على ذلك بدءاً من الاتهامات التي تلاحق النازية بشأن اليهود أو الأتراك بحق الأرمن أو الحرب بحق المسلمين والكروات أو السودانيين بحق الجنوبيين وقبائل دارفور إلى آخر هذه القائمة.إن صور مئات المرتزقة من العرب والآسيويين والأوروبيين الذين تم إلقاء القبض عليهم في الخنادق والمغارات في الفلوجة، والذين جاؤوا من مختلف الدول لقتل العراقيين في عقر دارهم، هو دليل قاطع على التطهير الطائفي، وإن تأخر العمليات ووقفها في عدة مراحل هو الرد على المتباكين على الأبرياء والمدنيين العراقيين، وهذا الصراخ المزعوم سوف يعلو أكثر فأكثر عندما يتجاوز الأمر تحرير الفلوجة ليمتد إلى الموصل ثم الرقة في سورية وسرت في ليبيا، ليبين سبب هذا الحزن المدفون والحقيقي باسم التطهير الطائفي!