مع بن لاكنيين!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
جريمة مرقص أورلاندو لجماعات "الغيز" (المثليون)، التي نفذها عمر متين مستلهما الممارسة الداعشية الراسخة في الوجدان الشعبي، يمكن أن تخضع للنهج ذاته حين تذكرنا بفريق "بن لاكن"، نجد إدانة في الاستهلال، ثم يصفعنا استدراك "بن لا كني"، يثير مذكراً، كالعادة، بالتاريخ الأميركي لدينا، أو أن الضحايا لا يستحقون أن يلحق بهم وصف "ضحايا" لأنهم "غيز"! أين الجديد في تاريخ السياسة الأميركية للمنطقة، سواء في دعم إسرائيل أو التدخل بالعراق مثلاً، بل نذهب أبعد من ذلك، إلى تاريخ نشأة الولايات المتحدة حين سحق الرجل الأبيض المستعمر أبناء الأرض من الهنود الحمر، ثم توسع تلك الدولة غرباً وحنوباً وبطشها بالمكسيكان، ثم هيمنة تلك الإمبريالية الصاعدة على أميركا اللاتينية... وقلب أنظمة حكمها حين لا تصطف مع المصالح الأميركية...؟ لا جديد في هذا أو غيره من تاريخ إمبريالي طويل ومرير نحو دول العالم الثالث، فهل ما سبق يعد مبرراً (تبرير ملفوف بورق سوليفان خجل فكري) لجرائم مرعبة مثل مرقص أورلاندو؟! أما كان من الأولى أن تنصب "لكن" الاستدراكية على لوبي جماعات السلاح في أميركا التي وقفت ضد كل سياسات منع اقتناء الأسلحة بحجة نص في الدستور الأميركي بتفسير منحرف أرادته تلك الجماعات... وأصبح عندها اقتناء بنادق القتل هناك مثل شراء قطعة الشوكولاتة من بقالة الحارة...؟!جريمة مرقص أورلاندو ستوفر الدعم الضروري من الطبقة الوسطى عند الأميركان البيض للمرشح ترامب، ونهجه شبه الفاشي ضد المسلمين وغيرهم، مثلما وفرت داعش التي ألهمت عمر متين الدعم الكافي لاستمرار نظام الأسد في البطش بالشعب السوري... بعد ذلك أليس من الأولى أن نتوقف عند ثقافة بن لاكن، ليس في جريمة أورلاندو فقط وإنما في تقييمنا للكثير من جرائم الجنون الإرهابية التي تعصف بمنطقتنا الحزينة؟ فلنكف عن تلمس الأعذار.