رمضان من أحبّ الأشهر إلى قلبي...
غيدا مجذوب: ليس كل من أطلّ على الشاشة إعلامياً
حفرت غيدا مجذوب اسماً مشرفّاً لها في عالم التلفزيون منذ انطلاقتها عبر شاشة «المستقبل» وما زالت تحصد النجاح وحب الناس والاستمرار في النجومية.
حول مسيرتها الإعلامية ونظرتها إلى الواقع التلفزيوني وطبيعة عيشها الشهر الفضيل، كانت الدردشة التالية معها.
حول مسيرتها الإعلامية ونظرتها إلى الواقع التلفزيوني وطبيعة عيشها الشهر الفضيل، كانت الدردشة التالية معها.
طرأت أجواء جديدة على {عالم الصباح} مع حلول شهر رمضان المبارك.يرتدي البرنامج حللاً جديدة مع حلول الأعياد على اختلافها على مدى أشهر السنة، وبطبيعة الحال يتم تعديل فقرات وإضافة أخرى جديدة ومنوّعة تتناسب وأجواء الشهر الفضيل، على غرار زيارة المحتاجين والأشخاص الذين حرمتهم ظروف الحياة من عيش حقيقة هذا الشهر، علّنا نرسم بسمة ولو صغيرة على ثغر هؤلاء، وهذا أمر يفرحني على الصعيد الشخصي كما المهني.
لا تطلّين هذه السنة في أي من البرامج المسائية الخاصّة بالشهر الفضيل، لماذا؟بصراحة فضلت تخصيص الفترة المسائية التي تلي الإفطار للقاء العائلة والأصحاب، خصوصاً أن هذا الشهر عزيز على قلبي وأحب عيش تفاصيله، ثم التوفيق بين عملي ومشاركة أولادي وأهلي أمسيات رمضان، مرهق جداً، لذا وفرت على نفسي هذا العناء وأنا أقضي أوقاتاً ممتعة مع الأسرة. ألا تشعرين بأن معاني هذا الشهر تغيرت بين الأمس واليوم؟ليست معاني العيد التي تغيرت بل ممارسات الناس وطبيعة عيشهم حقيقة الشهر الفضيل، أذكر، في طفولتي، كم كنت أتحمس حين يقترب شهر رمضان، وكيف كان أهلي يزرعون في داخلنا معاني الصوم التي لا تقتصر على الامتناع عن الطعام خلال النهار فحسب، بل ترقى إلى معان إنسانية أسمى وهو ما ربيت أولادي عليه.بالعودة إلى {عالم الصباح}، ما سر استمرارية هذا البرنامج؟بعد مرور سنوات على انطلاقته ما زال الرقم واحد ضمن البرامج الصباحية التي غزت الشاشات اللبنانية والعربية. لا شك في أن هذه الاستمرارية دليل نجاح ومثابرة من قبل فريق العمل، فنحن نجتهد باستمرار لتقديم مادّة جديدة ومهمة ومفيدة، ومواكبة التطورات على الأصعدة الحياتية التي تصبّ في مصلحة المشاهد أولّاً. هل يمكن القول إن هذا البرنامج بات جزءاً لا يتجزّأ من حياتك؟تلفزيون المستقبل و{عالم الصباح} تحديداً الذي قضيت فيه مسيرة إعلامية طويلة أصبحا عائلتي الثانية، والعاملون فيه جزء لا يتجزّا من حياتي اليومية ولا أرى نفسي من دونهم. تجمعنا ألفة ومحبّة وصداقة ووحدة الحال، وهذا سبب إضافي للنجاح الذي حققه {عالم الصباح} طيلة سنوات.ألم يعد هاجسك تقديم برنامج خاص بك؟إلى جانب {عالم الصباح} قدمت برامج خاصّة بي من منوعات وألعاب وسينما وغيرها... لكل برنامج رونقه، سواء اعتمد تقديماً منفرداً أو جماعياً، بالنسبة إلي أفضل النوع الثاني، خصوصاً حين يكون فريق العمل متجانساً وقريباً من بعضه البعض، ما يدخل المتعة إلى قلب المشاهد والمقدّم على حدّ سواء.
تغير المعادلات
معروف أن الفترة المسائية تحقق نسبة مشاهدة أكثر من الفترة الصباحية، هل تغيرت هذه المعادلة برأيك؟طبعاً، مع التطور التكنولوجي ودخولنا مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بات من السهل مشاهدة أي برنامج في أي وقت يختاره المشاهد.ماذا عن برنامج السينما الذي ما زلت تقدمينه؟هذا البرنامج بمثابة ابني الصغير، أحضره من الألف إلى الياء، فأنا أعشق السينما وأستمتع بأدق تفاصيلها، ومنذ سنتين تم اختياري ضمن اللجنة الوطنية للسينما في وزارة الثقافة اللبنانية، ما سمح لي بالغوص أكثر في هذا المجال والتنسيق بين المهرجانات في لبنان والخارج، التي شاركت في لجان تحكيمها.أطليت مع زميلتك ناديا بساط كمشاركة في برنامج {مين بيعرف} الذي تقدمه عبر شاشة {أم تي في}، كيف تقيّمين هذه التجربة؟أوّد أن أعبر عن صداقتي ومحبتي لناديا أولاً، فمعرفتي بها لا تقتصر على الشاشة والسنوات التي قضيناها معاً في تلفزيون المستقبل، بل كنا زميلتين في المدرسة، ورغم انتقالها إلى شاشة أخرى بقينا على تواصل دائم ونجتمع بين الحين والآخر، أفتخر بهكذا زمالة قائمة على الاحترام والحب الصادق. بالنسبة إلى مشاركتي في البرنامج، استمتعت بها خصوصاً أنها جمعتني بزملاء من شاشات أخرى أحبهم وأقدرهم.كيف تنظرين إلى الواقع التلفزيوني اليوم؟ شهد تغيراً في السنوات الأخيرة ، أذكر كيف كنا زملائي وأنا {ننحت بالحجر} لنظهر في برنامج محترم أمام الناس ونقدّم مادة راقية وجديدة، فيما اليوم أي فتاة {حلوة ومضومة ونغشة} وغاوية شهرة تستطيع الظهور على الشاشة بأي مادة كانت، من دون تركيز على المضمون أو على الفائدة التي ستقدّمها للمشاهد. يبرر البعض ذلك بمقولة {الجمهور عاوز كده}، ما ردّك؟غير صحيح، المشاهد ذكي وقادر على التمييز بين الإعلامي المحترف ومن يريد الظهور على الشاشة لمجرّد الشهرة وكسب الأضواء، فضلا عن أنه يبحث عن مادة جيدة وفي حال لم يجدها على شاشاته المحلية يتوجّه سريعاً إلى البرامج الأجنبية التي تقدّم له مادّة مفيدة.كثر في السنوات الأخيرة التعدي على مهنة الإعلام من مجالات أخرى، فهل ترفضين هذا الواقع؟أتجنب التعميم، قلة تمتلك موهبة ولا يمكن إنكار ذلك، لكن المتعدين على التلفزيون هم كثر، والأفظع أنهم يطلقون على أنفسهم لقب إعلامي وإعلامية وهذه كارثة بحدّ ذاتها، {يسمحولي، ليس كل من قدّم برنامجاً هو إعلامي}.بين الإعلام والعائلة وحياتك الخاصة، إلى أي مدى تعتبرين نفسك إنسانة سعيدة؟لا سعادة مطلقة، لكن حققت النجاح في عملي وأسست عائلة متماسكة وأتمتع براحة ضمير وبال وصحّة جيدة، هذه العوامل كفيلة بأن أكون امرأة سعيدة وراضية، متمنية دوام راحة البال في المستقبل.
لكل برنامج رونقه، سواء اعتمد تقديماً منفرداً أو جماعياً وبالنسبة إلي أفضل النوع الثاني