نادين نسيب نجيم الرقم الأصعب في رمضان 2016

«نص يوم» جرأة في الأداء والمضمون

نشر في 15-06-2016
آخر تحديث 15-06-2016 | 00:00
نادين نجيم في مسلسل {نص يوم}
نادين نجيم في مسلسل {نص يوم}
رغم أنه من المبكر الحكم على الأعمال الدرامية التي انطلقت على الشاشات العربية مع حلول الشهر الفضيل، فإن المعالم الأولية لهذه المسلسلات بدأت تتبلور بشكل واضح للمشاهد، واستقطب بعضها نسبة مشاهدة عالية منذ حلقاته الأولى، يأتي في الطليعة {نص يوم} بطولة تيم الحسن ونادين نسيب نجيم.
لا تقوم قصّة المسلسل على الحب التقليدي الذي يغزو الأعمال الأخرى أو على قصة خيالية من الصعب تصديقها أو على مجرّد جمع ممثلين من دول عربية مختلفة وتنفيذ تركيبة غير مقنعة بهدف تحقيق انتشار أوسع، وبالتالي ربح أكبر، بل على ثنائية الحب والوفاء من جهة وقذارة المال والإجرام من جهةٍ أخرى، ضمن إطار درامي عاطفي وبوليسي في آن.

تشابك الأحداث

تبدأ الأحداث بوفاة رجل لديه إقطاعية زيتون واسعة، فيعود ابنه المغترب «ميار» (تيم الحسن) إلى البلاد لإنهاء الالتزامات المهنية والعائلية والسفر من جديد، إلا أنه يغرم بميسا (نادين نجيم)، فيلغي سفره ويبقى في البلاد. وتمر الأحداث بصراعات ضمن قالب بوليسي مشوق، بعد اكتشاف الشاب أن حبيبته امرأة لا تحب إلا نفسها وتعاني أزمات نفسية.

هذه البداية دفعت روّاد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتبار {نص يوم} مقتبساً من فيلم {الخطيئة الأصلية} Original Sin (إنتاج 2001)، بطولة انجلينا جولي وأنطونيو بانديراس، رغم أن كاتب المسلسل باسم سلكا أكد في تصريحات صحافية أن العمل مستمد من رواية عالمية.

ليس مهمّا أن تكون القصّة مقتبسة من رواية أو فيلم عالمي، فالمشاهد يجد نفسه أمام إطار وأداء وصورة مختلفة، إضافة إلى التعديل الذي يطرأ على الأحداث في الأعمال التي تكون عادة مقتبسة من الخارج، وهنا لا بدّ من الإشادة بكاتب السيناريو، إذ جاء الحوار سلساً، صادقاً ومريحاً بعيداً عن التفلسف والتعقيد والاستعراض. أما المخرج سامر البرقاوي فتحنى القبعة له، كونه جعل المشاهد يعيش حقيقة الأحداث ويتنقل من الخيال إلى الواقع، من خلال حرفيته في التصوير.

تقدّم نادين نسيب نجيم أداءً ممتازاً في تجسيدها شخصية ميسا المركبة، المتناقضة، المنفصمة والصعبة لتبرهن مرة جديدة جدارة لا يستهان بها في التمثيل.

في رمضان 2014 لفتت نادين الانتباه لدى مشاركتها في مسلسل «لو»، وتسمر المشاهد أمامها في مسلسل «تشيللو»، اليوم تكسب الرهان منذ الحلقات الأولى لمسلسل «نص يوم»، لتثبت مجدداً أنها الرقم الأصعب بين الأسماء التي تخوض السباق الرمضاني الدرامي على الشاشات اللبنانية والعربية.

ليس سهلا على ممثلة سحرت المشاهد بجمالها الخارجي ونجحت في أدائها أدواراً رومنسية، أن تخوض مغامرة تجسيد شخصية شريرة مزيفة ذات أوجه مختلفة... لم تخشَ نجيم الإخفاق ولم تفكّر بالتأثير السلبي الذي تتركه أدوار الشر عادة على الناس، بل أصرّت وبثقة عالية بالنفس أن تقدّم أداء مختلفاً على صعيدي الشكل والمضمون، وتخوض تحدياً جديداً مع نفسها ومع المشاهد، لا شكّ في أنها كسبته سريعاً كونها ممثلة تمتلك مقومات الفنان الناجح.

جرأة وتجديد

حول دور «ميسا» تقول نادين: «أنا جريئة في اختيار الأدوار، بمعنى ألا مشكلة لدي في تغيير شكلي أو أداء دور لا يشبهني، لذا لا يخيفني دور الشريرة، فأنا أحب عيش قصص غريبة عني، وأستمتع بكل دور أؤديه، وباختصار الدور الذي لا أجد فيه متعة أرفضه، لأنني لن أؤديه من قلبي».

في هذا الإطار نشرت نجيم عبر حسابها الخاص على تطبيق {إنستغرام} صورة لشخصية يارا وأرفقتها بتعليق جاء فيه: {أعتذر في حال أخافتكم حركات عينيّ وحركاتي في المسلسل، أنا مجرد ممثلة عشقت دورها واستمتعت به خصوصاً أنها تجسّد وجهاً وشخصية لا يشبهانها أبداً، لكني سعيدة بأن الأثر جاء بهذا الشكل عليكم، ما يعني أني استطعت التغير من {لو} و{تشيللو} و{سمرا} إلى {نص يوم}، ووجدتم فيّ كل مرة شيئاً جديداً في عينيّ وأدائي {بحبكم كتير أنا نادين ومنّي شريرة}}.

لا يقل تيم الحسن جدارة في الأداء عن نجيم، فحققا معاً ثنائية ناجحة في مسلسل {تشيللو} الذي عرض في رمضان الماضي، وكان من أنجح الإنتاجات التي قدمت ونال جوائز عدّة. يطل الحسن في شخصية ميّار، شخص غارقٌ في عشق محبوبته بكل أخطائها وأوجُهِهَا وأقنعتها التي تتكشّف في سياق الأحداث، فيكتشف المشاهد في وقت لاحقٍ بأن بحث ميّار لا ينصبّ على حبيبته فحسب، بل على ذاته أيضاً، خصوصاً في مرحلة المطاردة التي يقودها مدفوعاً برغبةٍ عارمةٍ في الانتقام إلى جانب حبٍّ كبيرٍ يسيطر على قلبه ويصعب عليه التخلّص منه.

خطأ إخراجي

وقع مخرج {نص يوم} سامر البرقاوي بخطأ إخراجي، حوّل فيه المشهد الذي يفترض أن يكون ليلاً إلى مشهد نهاري، وذلك في الحلقة الثانية عندما قرر ميار الاتصال بميسا ليلاً قائلاً لها: {ألو قلت بلحقك قبل ما تنامي، فهل يمكن أن نلتقي ضروري}، فردّت: { قلقتني وين بدك نلتقي}، وما هي إلا لحظات حتى يظهران في أحد المطاعم، وضوء النهار ينبعث خلفهما، وهي غلطة تحسب على مخرج محترف مثل البرقاوي.

back to top