انتهز كمال الشناوي فرصة ابتعاد والد عفاف وشادية عنهما قليلا، واقترب منهما ليقدم نفسه إليهما، وخلال دقائق قليلة تم التعارف بينهم، حيث راح يبدي إعجابه بكل منهما، وعن أناقتهما، محاولا تذكر الأدوار التي قدمتها عفاف شاكر للسينما، والصغرى شادية التي خاضت تجربتها الأولى في نفس توقيت التجربة الأولى له، والتي راح يركز عينيه عليها، يتحدث إلى عفاف ويضحك معها، بينما عيناه تصوبان السهام إلى شادية، التي ظلت صامتة لا تتحدث، مكتفية بالابتسام، فيما راحت عفاف تثني على فرصته التي حاز فيها البطولة في السينما، وعلى شياكته وأناقته التي تؤكد أنه سيكون له مستقبل في السينما، وأنه خلال عدة أفلام سيكون فتى الشاشة الأول، وما إن انسجم الحديث بينهم، حتى عاد فجأة والداهما، الذي نظر إلى كمال الشناوي شذرا، كأنما أراد أن يفتك به، فارتبك كمال ولم يعرف أن يتصرف، وسارع بتقديم نفسه إليه:

* مساء الخير يا فندم... أنا كمال الشناوي نجم سينمائي

Ad

= نجم!! أهلا

* أيوا يا فندم أنا بطل فيلم "غني حرب" مع المخرج نيازي مصطفى

= واضح واضح... أغنياء الحرب ملو البلد اليومين دول

* ايه آه... سيادتك والله عندك حق... ما هو علشان كده إحنا عملنا الفيلم اللي بيعالج المشكلة دي.

= أي خدمة يا أستاذ... بعد إذنك علشان مرتبطين بمواعيد... يلا يا بنات... فرصة طيبة يا نجم.

اصطحب شاكر والد عفاف وشادية ابنتيه وانصرف مسرعاً من "بيت الفن"، فيما وقف كمال يجفف عرق الخجل، مرتبكا لا يعرف ماذا يفعل، فنظر تجاه صديقه فريد شوقي، ليجده مستلقيا على ظهره من الضحك.

لم ينم كمال الشناوي ليلته، حتى عرف كل كبيرة وصغيرة عن الشقيقتين عفاف وشادية، حيث رغم شدة وحزم والدهما، إلا أنه وافق على مضض بعد محاولات عديدة، على أن تعمل ابنته عفاف بالفن، وبعدها لحقت بها شقيقتها الصغرى فاطمة شاكر التي عرفها الجمهور باسم شادية، الذي اختاره لها المخرج حلمي رفلة، بعد أن اطمأن الوالد على وجود عفاف بالوسط الفني، تفرغ لمرافقة الصغيرة شادية، فلم يتركها لحظة واحدة خارج البيت، يرافقها خلال التصوير، حتى لو استمر طوال اليوم، يحاول أن يحميها من مطاردة شباب الفنانين ومحاولاتهم العاطفية، وكانت شادية شديدة الطاعة لوالدها، تنفذ ما يطلبه منها دون مناقشة، ليس فقط في الحياة، بل والفن أيضاً، حتى أنها أثناء تصوير فيلم "العقل في إجازة" تطلبت أحداث الفيلم أن يطبع محمد فوزي قبلة على شفتي شادية، وما إن علم والدها باستعداد المخرج حلمي رفلة لتصوير هذا المشهد، حتى ثار وغضب وأمسك بابنته وانسحب من الأستوديو.

لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، فالجميع يعلمون أنه رجل شديد، عصبي المزاج، حريص كل الحرص على تقاليده، وتوقف التصوير ولجأ محمد فوزي إلى اتحاد النقابات الفنية، الذي يحل مشاكل السينمائيين والفنانين والخلافات التي تقع بينهم، وعقدت الجلسة للنظر في أسباب الخلاف، وحضرت الجلسة شادية ووالدها ومحمد فوزي، باعتباره منتج الفيلم وشرح والد شادية وجهة نظره في القبلة السينمائية، وأنه لن يسمح لشاب أن يحتضن ابنته ويقبلها.

كانت كوكب الشرق أم كلثوم من بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد النقابات الفنية، باعتبارها نقيب الموسيقيين، وشعرت بإحساس والد شادية، فانتصرت لوجهة نظره، وأيدت إلغاء القبلة من الفيلم، ونزل محمد فوزي عند رغبة الأب، وحذف مشهد القبلة، لكن يبدو أن التمثيل كان سبباً في انجذاب محمد فوزي لشادية بشكل حقيقي، فقرر الارتباط بها بشكل رسمي، فتقدم لوالدها يطلب يدها منه، غير أن الأب ثار وغضب لهذا الطلب، ليس لشيء إلا أن محمد فوزي متزوج، وتوقف التصوير مرة ثانية في الفيلم، وأصر الأب على ألا تعود ابنته إلى الأستوديو وتدخل حلمي رفلة ليقنع الأب بالعدول عن رأيه بعد أن تعهد له بأن ينزع من رأس محمد فوزي فكرة الزواج من شادية.

استقلال فني... وعائلي

شعر كمال الشناوي أن قلبه دق بشدة تجاه شادية، وأنها يمكن أن تكون بداية حب حقيقي في حياته، لكن يبدو أنه الحب المستحيل، فلم يكن والدها يفارقها لحظة واحدة، فيما الفرصة متاحة للالتقاء يومياً بشقيقتها عفاف التي تقوم بتصوير دورها في فيلم "نور من السماء" في استوديو مصر، في الوقت الذي بدأ فيه كمال تصوير فيلمه الثاني.

سعد نيازي مصطفى بالنجاح الذي حققه فيلم "غني حرب" وراح يحضر لفيلمه الثاني مع اكتشافه الجديد كمال الشناوي، الذي تصور أنه مادام منحه فرصة البطولة في أول تجربة له في السينما، واكتشفه وقدمه للجمهور، فإن عليه أن يظل خاضعا له، لا يفعل شيئا في السينما إلا بعد الرجوع إليه، ليس هذا فحسب، بل في الحياة أيضا، فراح يتدخل في شؤونه الخاصة، يطالبه بأن يفعل هذا ولا يفعل ذلك، بأن يقرأ هذا الكتاب، ولا يقرأ تلك النوعية من الكتب، أن يواظب بشكل يومي على تدريباته في التمثيل، غير أن كمال لم يطق تلك القيود، فهو متمرد بطبعه، لا يحب أن يكون هناك من يفرض عليه رأيا معينا أو اتجاها دون غيره، فقرر الهرب من قبضة نيازي، بشكل غير مباشر، عبر الاتفاق على القيام ببطولة فيلم جديد بعيدا عنه، إلى جانب الأربعة أفلام التي تعاقد عليها، ثلاثة مع حلمي رفلة، وواحد مع آسيا، فشعر نيازي مصطفى أن هذه رسالة موجهة له.

تعاقد كمال على بطولة فيلم "خيال امرأة" تأليف وإخراج حسن رضا، ليبدأ في تصويره على الفور، منتصف عام 1947، ورغم أن البطولة الأولى فيه نسائية، فإن دوره فيه كان بارزاً، حيث قدمه حسن رضا، باعتباره أحد نجوم الشاشة في دور الفتى الأول.

نجح الفيلم نجاحا كبيرا، ما زاد من ثقة كمال الشناوي في نفسه وقدراته، ليس فقط كممثل، لكن كنجم يشق طريقه ليبحث عن مكان جديد له وسط كبار النجوم، وحتى تكتمل دائرة نجوميته، لابد أن يحيطها بهالة من الخصوصية، التي وجد أنها لن تكتمل إلا بالابتعاد عن الناس ليكون مثل الجواهر الثمينة، غير متاح لأي إنسان، وفي أي وقت، لابد أن يكون هناك جهد لمشاهدته أو الالتقاء به في الحقيقة، فقرر أولا شراء سيارة، حتى لا يستخدم وسائل المواصلات العامة، أو الأجرة، ثم تأجير شقة فاخرة في منطقة الجيزة، في مواجهة "مدرسة الأورمان الثانوية بنات"، الأمر الذي أصاب الأسرة باستياء شديد، لأنه أعلن انفصاله رسميا عنها:

= شوف يا ابني أنا عمري ما تدخلت في حياتك... صحيح أنا كنت حريص في البداية انك تدرس حاجة تفيدك في مستقبلك، وكنت مبسوط وأنت بتمارس مهنة التدريس... حتى لما كنت بتسافر من إسكندرية لأسيوط للقاهرة...

* أيوا يابابا بس حضرتك عارف إني طول عمري نفسي...

= من فضلك ماتقاطعنيش... أنا سيبتك تختار طريقك ومستقبلك حتى لو كان في التمثيل... لما اقتنعت أنك ممكن تقوم بدورك في الحياة من خلال القصص الإنسانية اللي ممكن تقدمها في السينما... لكن حكاية إنك تقعد لوحدك... خصوصا أنك مش متجوز... ده ها يفتح باب للشيطان أنه يسيطر عليك وممكن تعمل حاجات تغضب ربنا.

* يا بابا أنا تربيتك وتربية جدي الله يرحمه ومش ممكن أعمل حاجة مش بس تغضب ربنا..، ولا كمان تخيب ظنكم فيا

= امال ليه عايز تقعد لوحدك

* مين قال كده... بعد إذنك لو ممكن كلكم تيجوا تقعدوا معايا في الشقة الجديدة... كل الحكاية أن المظهر جزء مهم جداً في حياة الفنان... وحاجات كتير أوي بتتحدد من خلال ملابسه وعربيته وبيته.

= والسيدة زينب مابقتش تليق باسم النجم الكبير دلوقت

* مش كدا خالص... بس الفنان بيكون عايز يحس بالخصوصية شوية... مش كل ما يمشي في الشارع يتلموا عليه الناس... وعايزينه يقعد معاهم ويسايرهم ولو ماعملش كده يزعلوا منه ويقولوا إنه مغرور... خصوصا أهلنا في الأحياء الشعبية زي السيدة زينب... لكن الشقة الجديدة في منطقة هادية كل واحد في حاله وما حدش بيسأل حد عن شيء.

= عموما اعمل اللي يريحك... بس اوعى تفكر في يوم تغضب ربنا.

* اطمن يا بابا من الناحية دي تماما.

رغم انتهاء تصوير فيلم "نور من السماء"، الذي تشارك عفاف شاكر في بطولته، فإنها ظلت تتردد على الأستوديو، بناء على رغبة صديقها الجديد كمال الشناوي، الذي تعود على رؤيتها كل يوم، غير أنه لم يكن قادراً على حسم مشاعره، هل هو يلتقي عفاف لأنه معجب بها هي؟ أم لأنه يسمع منها أخبار شقيقتها شادية، ويستغرق أغلب الوقت في الحديث عنها؟ وإذا كان ما يشعر به هو الحب، فأي منهما يحب؟ هل يحب عفاف خفيفة الظل المرحة المتحدثة، أم يحب شادية الوديعة الهادئة التي تشيع بهجة في المكان الذي تحل به، غير أنه لم تكن هناك فرصة للالتقاء بها بشكل دائم مثلما يحدث مع شقيقتها عفاف، حتى جاءته الفرصة، عندما أخبره المخرج والمنتج حلمي رفلة، بالاستعداد لبدء تصوير الفيلم الأول من بين الأفلام الثلاثة التي تعاقد معه عليها، بعنوان "حمامة السلام" الذي تدور أحداثه حول زوجين متناقضين في طباعهما، الزوجة طيبة القلب جادة الطباع في حياتها، والزوج مستهتر يعشق حياة اللهو والمجون، تتصاعد خلافاتهما وتصل إلى الطلاق، رغم إنجابهما لطفلة، يتركهما الأب ليعيش بلا قيود، تكبر الطفلة، وتدرس الموسيقى، وتتعرف على أحد الشباب، وتقع في حبه، تطلب مساعدته في البحث عن والدها، وإعادة لم شمل الأسرة.

جلس كمال الشناوي يقرأ الفيلم مع المخرج حلمي رفلة، الذي ما إن انتهى من القراءة، حتى بدأ يستعرض أسماء الفنانين الذين سيشاركون معه في بطولة الفيلم، لكنه لاحظ أن كمال يجلس صامتا لا يتحدث:

= ساكت ليه؟ ماقولتش إيه رأيك؟

* رواية هايلة... هاتكسر الدنيا

= طب ده كلام جميل. اجهز بقى يا بطل. ها نبدأ تصوير الأسبوع الجاي

* أستاذ حلمي أنا بس كنت عايز أقول حاجة صغيرة

= لا يا حبيبي الأجر إحنا متفقين عليه وماضيين عقود بكده

* لا مش قصدي خالص... أنا بس كان ليا رأي... حضرتك بس اسمعه قبل ما ترد

= رأي إيه؟ قول

* طبعا كاميليا ممثلة هايلة... وأنا لسه مخلص معاها فيلم "خيال امرأة" بس...

= نعم يا سي كمال... يظهر إنك ناسي إني أنا المنتج والمخرج كمان

* أنا قلت لحضرتك اسمع للنهاية قبل ما ترد... أنا كت عايز أقول إن كاميليا هايلة، لكن الجمهور ممكن ما يقتنعش بيها لأنها بتعمل أدوار فيها شقاوة وعفرته... والدور انت راسمه بعبقرية لبنت صغيرة وديعة هادية مغلوبة على أمرها

= وشايف مين ينفع في الدور ده يا سي كمال

* متهيالي البنت اللي انت اكتشفتها وقدمتها في "العقل في إجازة" هاتبقى أنسب للدور

= شادية

* أيوا بالظبط... هي شادية

من السينما للواقع

استطاع كمال الشناوي أن يقنع حلمي رفلة بأن شادية هي الأنسب للدور، وعلى الفور اتصل بها، لتحضر لتوقيع العقد، لتقوم ببطولة الفيلم أمامه، ويشاركهما حسن فايق، وعبدالسلام النابلسي، وماري منيب، والراقصة هاجر حمدي، التي أعجبت به منذ أن التقت به في فيلم "غني حرب"، غير أنها لم تعد كما كانت على شاشة السينما، بعد أن كتب عباس كامل وأخرج لها فيلم "بنت المعلم" ليكون أول فيلم تقوم ببطولته، ويتصدر اسمها لأول مرة إعلانات الفيلم، وتبعه فيلم "البوسطجي" من بطولتها أيضا، تأليف وإخراج عباس كامل، لتعود للعمل مع كمال بشكل مختلف، بعد أن لمع اسمها كنجمة سينمائية، وليس مجرد راقصة.

على طريقة الروايات التي يقدمونها على شاشة السينما، كانت كواليس فيلم "حمامة السلام" بعيداً عن الكاميرا وتصوير أحداث الفيلم، كانت هناك رواية تدور خلف الكاميرا في الكواليس.

هاجر حمدي وقعت في حب كمال الشناوي وتحاول بكل الطرق أن تلفت نظره إليها ليبادل مشاعرها، فيما هو مشغول بأمر شادية التي شعر بحبها ينمو بداخله، غير أنه لا يجد الفرصة المناسبة ليبوح لها بهذا الحب، حيث لا يفارقها والدها لحظة واحدة، سواء عندما تقف أمام الكاميرا للتمثيل، لمراقبة ما يدور دون تجاوز، أو بعد انتهاء التصوير، حتى لا يقترب منها أحد، في الوقت الذي بدأت تتكرر زيارات عفاف شاكر لكواليس الفيلم، بعد أن شعرت أن حبها لكمال يزداد يوما بعد يوم، ولم تجد منه ما ينفي أو يؤكد هذه المشاعر، لارتياحه الشديد للجلوس معها وتبادلهما الحديث والضحكات، والمدهش أن والدها لم يكن يحاصرها بنظراته ويراقبها مثلما يفعل مع شادية، ما كان هناك فرص عديدة متاحة لها للجلوس مع كمال في الأوقات التي لم يكن فيها تصوير، في الوقت الذي ترى فيه شادية ما يدور حولها من صراعات عاطفية، ولم تجرؤ على اتخاذ خطوة للمشاركة في هذا الصراع، حيث كانت كلمة واحدة منها كافية لحسم هذا الصراع لصالحها، غير أنها لم تفعل، على عكس هاجر حمدي، التي قررت أن تحسم هذا الصراع لصالحها.

قررت هاجر أن تفعل كل ما في وسعها من أجل أن تلفت نظر كمال الشناوي، الذي لم يغير نظرته لها منذ أن التقى بها في "غني حرب"، وأنها لم تكن أكثر من راقصة، مثل الشخصيات التي تجسد على شاشة السينما، لذا لم تكن المعركة سهلة، وتحتاج إلى جهد كبير لتغيير تلك النظرة، فبدأت على الفور تتقرب منه، ليستطيع أن يرى الوجه الحقيقي لها، والذي يجهله مثل أغلب من يتعاملون معها، فانتهزت فرصة توقف التصوير لأحد مشاهد الفيلم، والحصول على استراحة قصيرة لتناول الغداء، وقبل أن ينصرف كمال من البلاتوه، كعادته للخروج لتناول غدائه في أحد المطاعم القريبة، فاجأته هاجر حمدي:

= ممكن أعزم حضرتك على شاي وسندوتش عندي في أوضتي

فيلم «خيال امرأة»

دارت أحداث الفيلم حول فتاة يشاء سوء حظها أن يضعها في موقف اتهام في جريمة قتل، ارتكبها أحد محترفي الإجرام، حيث استغل سذاجة الفتاة وأوهمها أنها هي القاتلة، ليس هذا فحسب، بل راح يستغلها ويستنزفها ماديا ومعنويا، حتى فاض الكيل بها، ما دفعها إلى الذهاب للبوليس، والاعتراف على نفسها بجريمة لم ترتكبها، ويساعدها حبيبها في ذلك، وبالاتفاق مع البوليس على خطة تقوم بتنفيذها، نجحت في الإيقاع بالمجرم الحقيقي وتسليمه للبوليس، لتسعد بحياتها مع من أحبت.

جسد كمال في الفيلم دور الحبيب، فيما قامت بدور الفتاة المغلوبة على أمرها الفنانة كاميليا، ودور المجرم ستيفان روستي، وشاركهم في بطولة الفيلم زوزو شكيب، إلى جانب الكوميديان الذي يصعد بقوة الصاروخ إسماعيل ياسين.

شادية

لم تكن شادية هي الفنانة الوحيدة في أسرتها، فقد جاءت البداية الفنية لشقيقتها عفاف في منتصف الأربعينيات عندما قدمها للسينما الفنان يوسف وهبي في فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946، من تأليفه وإخراجه وبطولته، أمام راقية إبراهيم، وفاتن حمامة، لتشارك بعده في فيلم "أحمر شفايف" في دور ابنة نجيب الريحاني، ومعهما زوزو شكيب، وسامية جمال، لتسبق شقيقتها المطربة فاطمة شاكر، والتي كانت عفاف سببا مباشرا في دخولها الوسط الفني، فعندما شرع المنتج والمخرج محمد عبدالجواد، في تقديم فيلم "المتشردة" للراقصة حكمت فهمي، وسمع من البعض أن عفاف لديها شقيقة تُدعى فاطمة تتمتع بصوت رخيم، وحينما التقاها سألها عن شقيقتها فأكدت له صحة ما سمع عن شقيقتها، فطلب منها أن يسمع صوتها، وبالفعل ذهب معها إلى بيت الأسرة، والتقى فاطمة، واستمع إلى غنائها فأعجب بموهبتها، وقرر الاستعانة بها في الفيلم الجديد، ولم يمانع والدها حيث لم يكن مطلوبا منها إلا أن تغني فقط، وبالفعل غنت شادية بالفيلم من ألحان عبدالعزيز محمود، وحصلت على خمسين جنيها مقابل ذلك، وعندما عُرض الفيلم أعجب الجمهور والنقاد بصوتها، ما كان له أكبر الأثر على الاستعانة بها كمطربة فقط في فيلم "أزهار وأشواك"، فشاهدها وسمعها المنتج والمخرج حلمي رفلة، فقرر على الفور أن يسند لها بطولة سينمائية كممثلة، وبالفعل وقع معها عقد فيلم "العقل في إجازة" لتشارك المطرب والممثل محمد فوزي البطولة، الذي وضع لها الألحان التي ستقدمها في الفيلم، وعهد بها إلى الفنان عبدالوارث عسر، ليعلمها فن الإلقاء والتمثيل، وقبل أن تبدأ تصوير الفيلم، اختار لها حلمي رفلة بالمشاركة مع عبدالوارث عسر ومحمد فوزي اسم "شادية" لجمال صوتها.

البقية الحلقة المقبلة