«بياعة النخي» امرأة بلا حب تعاني القهر والاضطهاد
أحداث المسلسل تسير ببطء شديد وتعتمد على اجترار الذكريات
تستمر الفنانة الكبيرة حياة الفهد في تقديم مسلسلاتها التراثية من خلال عملها الرمضاني «بياعة النخي».
رغم مرور ثمانية حلقات حتى الآن من المسلسل الرمضاني "بياعة النخي" من تأليف وبطولة الفنانة الكبيرة حياة الفهد وإخراج شعلان الدباس، فإن الأحداث لا تزال تسير على وتيرة بطيئة، وبشكل أفقي يفتقد إلى التصاعد الدرامي، وما تم تقديمه كان من الممكن اختزاله في حلقتين أو ثلاث على أكثر تقدير، إلا أن إشكالية مسلسلات الـ30 حلقة أجبرت صناع المسلسل على المط والتطويل حول قصة "شيخة أو أم فهد" التي تجسد شخصيتها حياة الفهد التي تترك زوجها وأولادها لتتزوج من حبيبها القديم، لكنه يتخلى عنها ويطلقها فتضطر إلى الهرب من جزيرة فيلكا إلى "الديرة"، وهناك تعيش في منزل "علي بن حسن" الذي يجسد شخصيته الفنان محمد جابر وزوجته "سبيكة"، وتجسد شخصيتها الفنانة مريم الصالح، وتعاملها الأخيرة كخادمة انتقاما منها لأنها تزوجت حبيبها، ويستمر هذا الصراع المعلن بين الشخصيتين حتى تقرر شيخة ترك هذا المنزل وحياة الذل وتبدأ في البحث عن منزل بديل وعمل تتكسب منه. لكن مثل هذه الأحداث لا تزال تسير بوتيرة بطيئة جداً ومشاهد عديدة مكررة لم يطلها المونتاج وعوضاً عن ذلك كان من المفترض خلال هذه الحلقات أن تنتقل إلى أحداث جديدة كتحولها إلى "بائعة النخي" على سبيل المثال، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن رغم مرور كل هذه الحلقات من عمر العمل، كما حفلت هذه الحلقات الثماني بعدد كبير من مشاهد "الفلاش باك" الذي تستعيد فيه "شيخة" ذكريات الطفولة والحب والزواج، وكان من الأفضل لو تمت الاستعانة بهذه التقنية من التصوير ضمن أحداث فارقة يمكن أن تضيف بعداً درامياً جديداً للأحداث، وليس كما هو حاصل مجرد اجترار للذكريات والكآبة.
مشاهد كوميدية
المسلسل يكشف عن بعض المشاهد الكوميدية التي جمعت بين الفنانتين مريم الصالح وحياة الفهد، وكذلك الأداء الجيد لبعض الممثلين الشباب مثل غدير السبتي في دور "شريفة" زوجة "فهد"، والذي يجسد شخصيته الفنان علي جمعة ولولوة الملا وهند البلوشي، بالإضافة إلى الأداء المتميز للفنان صلاح الملا. كما تميز العمل بموسيقى تصويرية معبرة عن الأحداث بشكل كبير، خاصة من ناحية العزف على آلات الناي والكمان والقانون والعود، ورافقها مشاهد كثيرة من معالم البيوت والشوارع و"الفرجان" في كويت الماضي، فبدا العمل وكأنه يحمل جانباً كبيراً من التوثيق لمعالم الحياة في كويت الماضي، حيث البيوت الطينية المتلاصقة وما تتميز به داخلها من الدور والحوش والدرايش والطرق الملتوية التي تتميز بها "فرجان" تلك الحقبة الزمنية من تاريخ الكويت، والتي سبقت ظهور النفط.ضد المرأة
حفل العمل بكم كبير من المشاهد التي تحمل عنفا ضد المرأة، سواء من خلال الشتم والسباب أو من خلال الاعتداء الجسدي، خاصة في المشاهد التي جمعت بين الزوج السكير "فهد" وزوجته "شريفة"، كما يطرح العمل نماذج سيئة للمرأة التي تكره زوجها وأولادها، لأنها لم تتزوج من تحب كما في شخصية "شيخة" و"سبيكة"، وفي مشاهد عديدة تعكس الفنانة حياة الفهد حياة المرأة المهزومة من الحب والمقهورة من الذل والتي تهجر بيت زوجها وأولادها، وتطلب الطلاق لتتزوج بمن تحب وهو عكس الدور الذي جسدته في مسلسل تراثي سابق بعنوان "الفرية"، عندما كانت ضحية للزوج العاشق.هنا نجد أنفسنا أمام إشكالية تكرار القصص والشخوص في الأعمال المليئة بالتراجيديا، ولو كانت الفنانة حياة الفهد قد نوعت في كتاباتها التراثية واتجهت إلي الكوميديا فكان أفضل لها حتى تفاجئ الجمهور بشكل جديد كما فعلت منذ سنوات مع مسلسلها "الشريب بزه" والذي حصد نسبة كبيرة من المتابعة لدى عرضه.
العمل تميز بموسيقى تصويرية معبرة عن الأحداث بشكل كبير