أبدى خبراء سياحة مصريون مخاوفهم من هروب السياحة الروسية من مصر إلى تونس، لافتين إلى أن غياب السياحة الروسية تسبب في خسارة مصرية كبيرة.

فقد رجَّح بيان أصدره «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، الأسبوع الماضي، انخفاض وتراجع أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة بلغت 54 في المئة خلال الشهرين الماضيين، وانخفاض عدد الوافدين السائحين خاصة من روسيا، بنسبة 99 في المئة، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في الأراضي المصرية، نهاية أكتوبر الماضي.

Ad

ويأتي ذلك، في وقت توقع مراقبون أن يشهد سوق السياحة المصرية انفراجة قريبة، في ضوء تصريحات صادرة عن مسؤولين في «الخطوط الجوية البريطانية»، بشأن استئناف رحلاتها إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، المطلتين على البحر الأحمر، خلال شهر سبتمبر المقبل، بعد توقفها في نوفمبر الماضي، لكن المستشار السياحي السابق لمصر في اليابان، زين الشيخ، لم يكن متفائلاً بقرب عودة السياحة، وقال إن «تراجع عدد السائحين متوقع في ظل الأزمات المتتالية»، مضيفاً أن «قرار الخطوط الجوية البريطانية بعودة الرحلات يستلزم وقتاً طويلاً من شركات السياحة الإنكليزية للاستعداد».

وتابع: «السائح الأوروبي يحتاج إلى وقت طويل للتخطيط لرحلاته، والمشاورات لن نجني ثمارها سريعاً».

الخسارة المصرية جراء تراجع السياحة الروسية إلى مصر ضخمة جدا، عقب حادث الطائرة الروسية، وعلى الرغم من تصريحات الحكومة الروسية بشأن دراسة عودة الوفود الروسية في أقرب وقت إلى مصر، فإن مستثمرين في قطاع السياحة المصرية لفتوا إلى أن السائح الروسي اكتشف بديلاً سياحياً لمصر بالتوجه إلى تونس، التي شهدت زيادة مضاعفة للرحلات الروسية على أراضيها.

الخبير في شؤون السياحة الأوروبية، مجدي البنودي، فسر موقف روسيا بأنه يحمل بعدا سياسيا، لافتا إلى أن إنكلترا تستعد لعودة الرحلات الجوية إلى مصر، كما أن ألمانيا سمحت لمواطنيها بالسفر إلى مصر، بعد التخوفات الأمنية.

وأضاف مجدي لـ»الجريدة» أن «توقف الوفود الروسية قد يستمر فترة طويلة، لأن روسيا لديها شروط لاستئناف رحلاتها إلى مصر أولها تسليم عدة مطارات في سيناء لشركات تفتيش دولية، الأمر الذي رفضته مصر، واستحداث طرق تفتيش جديدة في المطارات، وأتوقع أن يشهد قطاع السياحة انفراجة إذا تراجعت روسيا عن وقف رحلاتها إلى مصر».

المعروف أن قطاع السياحة كان يشكل أكبر دخل لمصر من العملة الصعبة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد تحويلات المغتربين، كما أن عام 2010 شهد تجاوز عدد السياح إلى مصر 15 مليون سائح، وقدرت إيرادات السياحة آنذاك بنحو 12 مليار دولار، وهو أكبر من إيرادات قناة السويس، 5 مليارات، إلا أنه بعد ثورة 25 يناير تراجعت عائدات السياحة، واعتبر عام 2013 الأسوأ سياحيا.