فرنسا: أجواء الحزن والصدمة تسود البلاد بعد مقتل شرطي وصديقته أمام طفلهما

«فيسبوك» يتعاون مع السلطات في تحقيقها حول هذه الجريمة المروعة

نشر في 15-06-2016 | 12:03
آخر تحديث 15-06-2016 | 12:03
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
بعد يومين على مقتل شرطي وصديقته بأيدي جهادي، تسود أجواء الحزن والصدمة في كل مراكز الشرطة بفرنسا بينما تدور تساؤلات حول التهديد الجهادي الذي بلغ «حداً أقصى» بحسب الرئيس فرنسوا هولاند.

ويشارك هولاند ظهر الأربعاء في دقيقة صمت في وزارة الداخلية تكريماً للضحيتين اللذين قتلا في منزلهما مساء الأثنين في منطقة باريس بأيدي العروسي عبالة (25 عاماً) الذي أعلن مبايعته لتنظيم داعش.

وقال هولاند الثلاثاء إن ما قام به عبالة «عمل إرهابي دون أدنى شك»، وأكد على أن الحذر من الإرهاب «في حده الأقصى».

وبعد الاعتداء الأخير في فرنسا واعتداء اورلاندو (49 قتيلاً و53 جريحاً) الذي تبناه أيضاً تنظيم داعش، اتفق هولاند ونظيره الأميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء على «تعزيز التعاون» بين الأجهزة الأميركية والفرنسية ازاء «تهديد» جهادي «في تطور مستمر»، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الرئيسين «أعادا التأكيد على تصميمهما المشترك في القضاء على تنظيم داعش».

وفي تسجيل فيديو، قال العروسي عبالة قبل أن يقتل بأيدي الشرطة، «سنجعل من كأس أوروبا (الذي تستضيفه فرنسا حتى 10 يوليو) مقبرة».

وتوعد عبالة في التسجيل الذي نشره على فيسبوك من منزل ضحيتيه وشاهدته وكالة فرانس برس «نعد لكم مفاجآت أخرى لكأس أوروبا، لن أقول أكثر من ذلك، سنجعل من كأس أوروبا مقبرة»، ودعا إلى «قتل شرطيين وصحافيين وحراس السجون ومغني الراب».

وأعلن موقع فيسبوك الثلاثاء إنه «يتعاون بشكل وثيق مع السلطات الفرنسية في تحقيقها حول هذه الجريمة المروعة».

أهداف

وعثر عناصر الشرطة في منزل عبالة على «لائحة أهداف تضم أسماء شخصيات عامة أو مهناً معينة مثل موسيقيي راب وصحافيين وعناصر شرطة» حسب ما أضاف النائب العام فرنسوا مولانس.

وأوضح مولانس أن عبالة قال لعناصر الشرطة إنه بايع تنظيم داعش قبل ثلاثة أسابيع وإنه كان يعرف أن ضحيته شرطي مع أنه كان بلباس مدني.

وأضاف مولانس أن عبالة قال إنه «رد على بيان» صدر عن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي دعا فيه إلى «قتل الكفار أينما كانوا مع أسرهم».

وقام عبالة بقتل الشرطي جان باتيست سالفين (42 عاماً) مساعد قائد شرطة ايفلين ثم احتجز صديقته جيسيكا شنايدر (36 عاماً) التي تعمل موظفة إدارية في المخفر المجاور قبل أن يقوم بذبحها أمام طفلهما البالغ ثلاث سنوات ونصف السنة والذي عثرت عليه السلطات «في حالة صدمة» وتم نقله إلى المستشفى.

ووقع الهجوم الأخير بعد سبعة أشهر تماماً على اسوأ اعتداء في تاريخ البلاد أوقع 130 قتيلاً في 13 نوفمبر.

ويحاول المحققون الذين يواجهون هجوماً غير مسبوق استهدف أفراداً في منزلهم كشف ما إذا كان عبالة لديه شركاء ساعدوه في الإعداد للاعتداء.

ويتحدر عبالة من مدينة مانت لا جولي الشعبية في غرب باريس وكان معروفاً عنه قربه من التيارات الاسلامية الجهادية، في عام 2011 اعتقل لمشاركته في خلية كانت تسعى لإرسال متطوعين للقتال في باكستان، وقال في اتصال هاتفي مراقب لصديق له في تلك الفترة «يشهد الله أنني متعطش للدماء».

في العام 2013 حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بينها ستة أشهر مع وقف التنفيذ في هذه القضية، وأطلق سراحه على الفور بعد أن تبيّن أنه أمضى محكوميته خلال اعتقاله المؤقت.

وخلال إقامته في السجن عرف عنه ميله إلى الدعوة الإسلامية بين السجناء، ومنذ مطلع العام 2016 ركزت الشرطة على علاقة محتمله له بخلية تجند الشبان للقتال في سورية.

وأوقفت السلطات ثلاثة مشتبه بهم في الـ27 والـ29 والـ44 من العمر، اثنان منهم كان حكم عليهما مع عبالة في العام 2013 في قضية خلية باكستان وأحدهما توجه إلى باكستان في يناير 2011 قبل أن يتم توقيفه بعدها بثلاثة أشهر ويُبعد إلى فرنسا.

back to top