توضح الناقدة حنان شومان أن الهدف من البرومو ينقسم إلى شقين: الشق الأول التشويق لأي شيء يتم عرضه سواء منتج فني أو منتج تجاري ما يدفع المستهلك أو المشاهد لمتابعة هذا المنتج، مثل فكرة الـ {فانكوش} التي ظهرت في فيلم {واحدة بواحدة}، إذ تم الترويج لمنتج وهمي، ما يؤكد ضرورة أن يحمل البرومو التشويقي عناصر جذب للمشاهد تجعله ينتظر مشاهدة العمل.تضيف: {الشق الثاني الواجب توافره يتعلق بالمصداقية، أي أن يعبّر الشريط الدعائي عن المنتج الفني بمصداقية، بغض النظر عن التأثر بهوليود وهي عادة باتت تتكرر في الفترة الأخيرة، بعدما أصبحت فكرة اقتباس الأشكال مقبولة}.
تتابع: {الدراما صناعة مهمة، وإن لم ننتبه إلى ذلك من قبل، وعليه يجب أن يكون البرومو وثيق العلاقة بالمحتوى، فلا يمكن أن يظهر الشريط الدعائي كإيحاء بأن المسلسل يدور في أجواء من الأكشن ثم نكتشف في واقع الأمر أنه مسلسل كوميدي، حتى وإن احتوى بعض مشاهد الأكشن في قالب من الكوميديا بوصفها الإطار الرئيس}.
طبيعة القناة
يعزو الناقد نادر عدلي فكرة {صياغة} البروموهات الخاصة بكل عمل إلى طبيعة القناة التي تبثه وأسلوبها، سواء في اختيارها لنجومها الذين تعرض أعمالهم أو في الترويج للعمل نفسه بما يتوافق وأسلوبها الذي تختاره للترويج لتلك الأعمال، {باختصار تقدم كل قناة نجومها بطريقتها وتكشف عن صناع العمل بالوسائل التي تساعد على جذب المشاهد، وتفاخر بأسماء النجوم الذين نجحت في شراء أعمالهم لعرضها على شاشتها وسط المنافسة الشرسة، وعليه لا يعتبر البرومو الدعائي في حد ذاته الهدف، بل العمل الدرامي نفسه، أي أن الشريط الدعائي مجرد وسيلة لتؤدي الغرض منها}. يضيف أن كل متفرج يحاول المقارنة بين دعاية إعلانية لفيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني وهذا غير منطقي، لأن التتر السينمائي يدعو المتفرج للذهاب إلى صالة العرض، ويجب أن يفصح عن جوانب الفيلم وأبطاله ويحفز على مشاهدته بالطرق كافة، ليضمن تحقيق العمل إيرادات جيدة.يتابع أن صناع العمل يكتفون بصورة النجم واسم العمل على الأفيش، مشيراً إلى أن المسألة ليست صراعا بين النجوم بل صراع قنوات، {هذا هو الاختلاف بين ما هو سينمائي وما هو تلفزيوني.. بمعنى آخر تكون الدعاية في السينما للنجم أو موضوع الفيلم أو قيمة مخرجه، بينما تقوم في الأعمال التلفزيونية على تميز القنوات في تقديم ما هو حصري من النجوم بعيدا عن طبيعة الموضوع أو حتى اسم المخرج أو المؤلف}.غموض واقتباس
للناقد طارق الشناوي رأي مغاير، فهو من الداعمين لفكرة الغموض السائدة في بروموهات مسلسلات رمضان، مؤكدا أن صناع الدراما بدأوا استحداث طرق جديدة منذ سنوات، أي منذ الصراع بين يسرا ونبيلة عبيد ونادية الجندي في الدراما التلفزيونية، اللواتي يقدمن الدراما التلفزيونية في رمضان، وقتها كانت تعلق الأفيشات الدعائية لمسلسلات تلك النجمات على أتوبيسات النقل العام، وكانت تعد طريقة جديدة من نوعها في التسويق للأعمال الفنية.يضيف: «ثم اعتمدت الدعاية على مبدأ «اللي تكسب به العب به»، تصل الدعاية إلى أقصى درجات التشويق، ومن حق كل مُنتج أو صانع عمل درامي أن ينصب مصيدة التشويق للجمهور، فلا نستطيع مصادرة حق أحدهم في صنع برومو غامض لا يفصح عما يحتويه المسلسل في حد ذاته، فيكون على المشاهد الانتظار لتتسنى له المشاهدة الفعلية، عندها يحدد ما إذا كان العمل يستحق متابعته أم لا». أما الناقدة ماجدة خير الله فتؤكد أنه في ظل المنافسة بين النجوم وبين القنوات مع بعضها البعض، من الطبيعي أن تلجأ القنوات الفضائية وصناع الأفلام والشركات المعلنة إلى برومو غرضه الإبهار لجذب شرائح مختلفة من الجمهور. تضيف أن اقتباس الأفيش تكرر في الأعمال الدرامية والسينمائية على السواء، ومع ازدياد المنافسة يصبح الإبهار عاملا مساعداً للجذب والتشويق، لافتة إلى أنه من الطبيعي ألا يفصح البرومو عن مضمون العمل ويكون الغرض من ذلك استفزاز الجمهور ومضاعفة عنصر التشويق لديه.