بمغامرة لا يُقدم عليها إلا فنان واثق من أدواته وقدراته، يقدم محمد متولي، خلال الموسم الرمضاني الحالي، شخصيتي شيخين من نمطين مختلفين، الأولى في الجزء السادس من «ليالي الحلمية»، والثانية في مسلسل «الخروج».

تكمن المغامرة بالنسبة إلى متولي، في أن كلا الشكلين متقاربان من ناحية المظهر الخارجي، إذ قرر مخرجو العملين أن تكون اللحية الكثيفة هي المميز الخارجي لظهور الشخصيتين على الشاشة، بينما أضفى متولي، صاحب سنوات الخبرة الطويلة، على شخصية الشيخين ما يميز كل منهما عن الأخرى.

Ad

يغلب على المسلسل الذي أخرحه محمد العدل، وكتبه محمد الصفتي، الطابع البوليسي التشويقي، يجسد فيه متولي شخصية الشيخ القطب الصوفي الزاهد دائم النصح لمن حوله، متجرداً من كل غرض، واستخدم في سبيل ذلك صوتاً حنوناً محملاً بعواطف خاصة تحتاجها طبيعة الشخصية، بينما بدت بصمات مدير التصوير، في تكوين الصورة التي يظهر من خلالها متولي ليبدو أكثر قبولاً وينساب حواره هادئاً سهلاً يدخل القلوب.

على النقيض من الشخصية السابقة، يطل متولي على مشاهدي «ليالي الحلمية» الجزء السادس، عبر شخصية الشيخ بسيوني، الذي يعتبر التطور الطبيعي لشخصية «بسة» التي صنعها الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانت نموذجاً للانتهازية والشر وتطورات طبقة الأثرياء الجدد في المجتمع المصري خلال السبعينيات والثمانينيات، بينما قرر مؤلفا الجزء السادس عمرو محمود ياسين وأيمن بهجت قمر، أن يظهر متولي وقد انخرط في صفوف جماعات الإسلام السياسي الانتهازية، ويجسّد متولي شخصية الشيخ المنتفع ببراعة أيضاً.