هارون الرشيد وأبو نواس يتجوّلان ليلاً

نشر في 16-06-2016
آخر تحديث 16-06-2016 | 00:05
في الحلقة الحادية عشرة من «ألف ليلة وليلة»، نستكمل مع شهرزاد رحلة ابن شاهبندر التجار في مصر علاء الدين أبو الشامات بن شمس الدين، لتعلم التجارة، وبدء أول سفرية له، والتي لاقى فيها الشاب المليح الأهوال، إلى أن اضطرته الظروف إلى الزواج كمُحلل من «زبيدة العودية»، على أن يطلقها صبيحة اليوم التالي، إذ قال علاء الدين لنفسه، إن مبيته ليلة مع عروس في بيت على فراش، أحسن من المبيتِ في الأزقة والدهاليز. لكن كانت لمُطلق الزوجة قهرمانة عجوز، يُحسن إليها، فطلب منها أن تحتال على زوجته وتبلغها أن الفتى مريض بالجذام، وأن تحتــال عليـه وتبلغـه أن الزوجـة مريضـة أيضـاً، كـي لا يلتقيا ولا يتحابا، لكن الأقدار كان لها رأي آخر، فقد قرأ الفتى القرآن بصوتٍ مليح، فسمعته الزوجة المختبئة وراء الحُجُب وعرفت أن الصوت المليح، ولا شك، يخرج من بَدَنٍ سليم، فقررت أن تذهب إليه وتتعرَّف إليه.
لما كانت الليلة السادسة عشرة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد، أن علاء الدين أبا الشامات، نظر إلى الزوجة، «زبيدة العودية»، ذات الصوت المريح والوجه المليح، ولما نظرت الصبية إليه، زادت محبتها له، ورفعت الستارة التي كانت بينهما، فلما رآها علاء الدين ورأته، تكلَّما وعَرفا أن القهرمانة العجوز خدعتهما، وأمضيا الليلة معاً على خير ما يكون. لما أصبح الصباح، قال علاء الدين: «فرحة ما تمَّت، أخذها الغراب وطار». فسألته: ما معنى هذا الكلام؟ فأجابها: يا سيدتي ما بقي لي عيش معك غير هذه الساعة، لأن أباك كتب عليَّ حجة بعشرة آلاف دينار «مهرك»، وإن لم أطلّقك الآن حبسوني عليها في بيت القاضي، فقالت له: هل العصمة بيدك أو بأيديهم، فقال لها: العصمة بيدي، ولكن ما معي شيء. فقالت له: الأمر سهل ولا تخشَ أمراً. خُذ هذه المئة دينار، ولو كان معي غيرها لأعطيتك ما تريد فإن أبي من محبته لابن أخيه حوّل جميع ماله من عندي إلى بيته. حتى مصاغي أخذه كله. وإذا أرسل إليك القاضي غداً وطلب أن تطلقني فقل له: في أي مذهب يجوز أنني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح؟ ثم قبّل يدي القاضي وأعطه خمسين ديناراً، وأعط كل شاهد عشرة دنانير. وإذا قالوا لك: لماذا لا تُطلق وتأخذ ألف دينار والبغلة والبذلة، كما هو الشرط الذي عليك؟ فقل لهم: لا أطلقها أبداً ولا آخذ بذلة ولا غيرها .فإذا قال لك القاضي: ادفع المهر. فقل له: أنا مُعسر الآن... وحينئذ يترفق بك القاضي والشهود ويمهلونك مدة.

بينما هما في الكلام، إذا برسول القاضي يدق الباب، ولما خرج إليه، قال له: إن نسيبك يطلبك عند القاضي. فأعطاه خمسة دنانير وقال له: في أي شرع أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح؟ قال له الرسول: هذا لا يجوز أبداً، وإن كنتَ تَجهل الشرع، فأنا أعمل وكيلك. ثم ساروا إلى المحكمة، فقالوا له: لأي شيء لم تطلق المرأة وتأخذ ما وقع عليه الشرط؟ فتقدّم إلى القاضي وقبّل يده ووضع فيها خمسين ديناراً وقال له: يا مولانا القاضي، في أي مذهب أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح قهراً عني؟ فقال القاضي: لا يجوز الطلاق بالإجبار في أي مذهب من مذاهب المسلمين. هنا قال والد الصبية لعلاء الدين: إن لم تطلق فادفع الآن عشرة آلاف دينار. فردّ علاء الدين: أمهلني ثلاثة أيام. فقال القاضي: لا تكفي ثلاثة أيام بل نمهلك عشرة أيام.

واتفقوا على ذلك، وشرطوا عليه بعد العشرة أيام، إمّا المهر أو الطلاق.

ثم خرجَ علاء الدين أبو الشامات، من عندهم على هذا الشرط، فأخذ اللحم والأرز والسمن وما يحتاج إليه الأمر من المأكل، وتوجه إلى بيت “زبيدة العودية”، حيث حكى لها كل ما جرى له، فقالت له: “بين الليل والنهار عجائب”.

ثم قامت وهيَّأت الطعام وأحضرت السفرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا، ثم وكما طلب منها، أخذت العود وعملت نوبة يطرب منها الحجر الجلمود، ونادت الأوتار: في الحضرة يا داود! ودخلت في دارج النوبة.

الدراويش الأربعة

بينما هما في حظ ومزاج، وبسط وانشراح، إذا بالباب يطرق، فقالت له: قم وانظر مَن في الباب. قام وفتح الباب فرأى أربعة دراويش واقفين، فسألهم: أي شيء تطلبون؟ فأجابوه: يا سيدي نحن دراويش غرباء الديار، وقوت أرواحنا السماع ورقائق الأشعار، مرادنا أن نرتاح عندك هذه الليلة إلى وقت الصباح، ثم نتوجه إلى سبيلنا، وأجرك على الله تعالى، فإننا نعشق السماع وما فينا واحد إلا ويحفظ القصائد والأشعار والموشحات. فقال لهم: انتظروا قليلاً. ثم عاد إلى زبيدة وأعلمها بأمرهم، فقالت له: افتح لهم الباب. ففتح لهم الباب وأجلسهم ورحَّب بهم.

ثم أحضر لهم طعاماً فلم يأكلوا، وقالوا له: يا سيدي إن زادنا ذكر الله بقلوبنا، وسماع المغاني بآذاننا، وقد كنا نسمع عندك سماعاً لطيفا، فلماذا بَطُلَ السماع؟ وهل يا ترى التي كانت تعمل “النوبة” جارية بيضاء أم سوداء؟ فأجابهم: هذه زوجتي. وحكى لهم كل ما جرى له، وقال لهم: نسيبي عمل عليّ عشرة آلاف دينار مهرها، وأمهلوني عشرة أيام.

قال له درويش منهم: لا تحزن فأنا “شيخ التكية” وتحت يدي أربعون درويشاً أحكم عليهم، وسأجمع لك العشرة آلاف دينار كي توفي المهر الذي عليك لنسيبك، ولكن مُرها أن تعمل لنا “نوبة” لأجل أن يحصل لنا انتعاش، فإن السماع لقوم كالغذاء، ولقوم كالدواء، ولقوم كالمروحة. وكان هؤلاء الدراويش الأربعة هم: الخليفة هارون الرشيد، والوزير جعفر البرمكي، وأبو نواس الحسن بن هانئ، ومسرور سياف النقمة. أما سبب مرورهم على هذا البيت فلأن الخليفة حصل له ضيق صدر، فقال للوزير: مرادنا أن ننزل إلى المدينة للتريض قليلاً. ثم لبسوا ملابس الدراويش، ونزلوا في المدينة، فلما مروا على تلك الدار سمعوا الغناء، فأحبوا أن يعرفوا حقيقة الأمر، ثم أمضوا الليلة في حظ ونظام، ومناقلة كلام، إلى أن أصبح الصباح، فوضع الخليفة مئة دينار تحت السجادة ثم توجهوا في سبيلهم.

لما رفعت الصبية السجادة رأت مئة دينار تحتها، فقالت لزوجها: خذ هذه المئة دينار التي وجدتها تحت السجادة، فإن الدراويش وضعوها قبل ذهابهم من غير أن نشعر. أخذها علاء الدين وذهب إلى السوق واشترى منها اللحم والأرز والسمن وجميع ما يحتاج إليه، ولما جاء المساء، أوقد الشمع وقال لها: الدراويش لم يأتوا بالعشرة آلاف دينار التي وعدوني بها وما أظنهم صادقين. وبينما هما في الكلام، إذا بالدراويش قد طرقوا الباب، فقالت له: انزل افتح لهم... ففتح لهم وطلعوا، فسألهم: هل أحضرتم العشرة آلاف دينار التي وعدتموني بها؟ فأجابوه: ما تيسر منها شيء، ولكن لا تخش بأساً، في غد نطبخ لك طبخة كيمياء، وطلب من زوجتك أن تسمعنا نوبة عظيمة تنتعش بها قلوبنا فإننا نحب السماع. فعملت لهم نوبة على العود، ترقص الحجر الجلمود، فباتوا في هناء وسرور، ومسامرة وحبور، إلى أن طلع الصباح، وأضاء بنوره ولاح.

حط الخليفة مئة دينار تحت السجادة، ثم انصرفوا. ولم يزالوا يأتون إلى علاء الدين على هذه الحال مدة تسع ليال، وكل ليلة يحط الخليفة تحت السجادة مئة دينار، إلى أن أقبلت الليلة العاشرة فلم يأتوا، وكان السبب في انقطاعهم أن الخليفة أرسل إلى رجل عظيم من التجار، وقال له: أحضر لي خمسين حملاً من الأقمشة التي تجيء من مصر.

القماش المصري

لما كانت الليلة السابعة عشرة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أمير المؤمنين قال لذلك التاجر: أحضر لي خمسين حملاً من القماش الذي يجيء من مصر يكون ثمن كل منها ألف دينار، واكتب على كل حمل ثمنه، وأحضر لي عبداً حبشياً. أحضر له التاجر كل ما أمره به، ثم أعطى الخليفة العبد طشتاً وأبريقاً من الذهب، وخمسين حملاً، وكتب كتاباً على لسان شمس الدين شاهبندر التجار بمصر والد علاء الدين، وقال للعبد: خذ هذه الأحمال كلها واذهب بها إلى الحارة حيث شاهبندر التجار، وقل: أين سيدي علاء الدين أبو شامات؟ فإن الناس يدلونك على الحارة وعلى البيت. فأخذ العبد الأحمال ومضى لتنفيذ أمر الخليفة.

وكان ابن عم الصبية قد توجه إلى أبيها وقال له: تعال نذهب إلى علاء الدين ليطلق زبيدة. فسار وإياه وتوجّها إلى علاء الدين، فلما وصلا إلى البيت وجداً خمسين بغلا وعليها خمسون حملاً من القماش، وعبداً راكباً بغلة. فقالا له: لمن هذه الأحمال؟ فقال: لسيدي علاء الدين أبي الشامات، فإن أباه كان قد جهّز له تجارة إلى مدينة بغداد، فنهبها قطاع الطريق وأخذوا ماله وأحماله، فبلغ الخبر إلى أبيه فأرسلني إليه بأحمال أخرى ومعها خمسون ألف دينار وملابس تساوي جملة من المال، وكرك سمور، وطشت وأبريق من الذهب. فقال أبو البنت: هذا نسيبي وأنا أدلك على بيته.

بينما علاء الدين في البيت وهو في غمٍ شديد، إذا بالباب يُطرق، فقال: يا زبيدة الله أعلم أن أباك أرسل إليّ رسولاً من طرف القاضي أو من طرف الوالي. فقالت له: انزل وانظر الخبر. نزل وفتح الباب فرأى نسيبه شاهبندر التجار أبا زبيدة، ووجد عبداً حبشياً أسمر، حلو المنظر، راكباً فوق بغلة. نزل العبد وقبّل يدي علاء الدين وقال له: أنا عبد سيدي علاء الدين ابن شمس الدين شاهبندر التجار بأرض مصر، وقد أرسلني إليه أبوه بهذه الأمانة، ثم أعطاه الكتاب فأخذه علاء الدين وفتحه وقرأه فرأى مكتوباً فيه:

يا كتابي إذا رآك حبيب

قبل الأرض والنعال لديهِ

وتمهّل ولا تكن بعجول

إن روحي وراحتي في يديــهِ

بعد السلام التام، والتحية والإكرام، من شمس الدين، إلى ولده علاء الدين أبي الشامات، اعلم يا ولدي أنه بلغني قتل رجالك ونهب أموالك وأحمالك، فأرسلت إليك غيرها هذه الخمسين حملاً من القماش المصري، والبذلة والكرك السمور، والطشت والأبريق الذهب، ولا تخش بأسا فالمال فداؤك يا ولدي، ولا يحصل لك حزن أبداً.

وبلغني يا ولدي أنهم عملوك محللاً لصبية، اسمها “زبيدة العودية”، وعملوا عليك مهرها خمسين ألف دينار، فهي واصلة إليك صحبة الأحمال مع عبدك سليم.

لما فرغ من قراءة الكتاب، تسلم الأحمال، ثم التفت إلى نسيبه وقال: خذ الخمسين ألف دينار مهر بنتك زبيدة، وخذ الأحمال تصرف فيها ولك المكسب، ورد لي رأس المال. فقال له: لا والله لا آخذ شيئاً. أما مهر زوجتك فأنفق أنت وإياها منه. ثم قام علاء الدين هو ونسيبه ودخلا البيت بعد إدخال الأحمال. فسألت زبيدة أباها: يا أبي لمن هذه الأحمال؟ فأجابها: هذه الأحمال لعلاء الدين زوجك، أرسلها إليه أبوه عوضاً عن الأحمال التي ضاعت منه، وأرسل إليه خمسين ألف دينار مع بذلة وكرك سمور وهذا عدا مهرك، والرأي لك فيه. فقام علاء الدين وفتح الصندوق وأعطاها إياه. فقال مطلق زبيدة: يا عم دع علاء الدين يطلق لي امرأتي، فقال له: هذا شيء ما بقي يصح أبداً والعصمة بيده. فانصرف المسكين مهموماً مقهوراً، ورقد في بيته مريضاً وما لبث أن مات.

شاهبندر التجار
أما علاء الدين فإنه طلع إلى السوق بعد أن أخذ الأحمال، وأخذ ما يحتاج إليه من المأكل والمشرب السمن، وعمل نظاما مثل كل ليلة، وقال لزبيدة: انظري إلى هؤلاء الدراويش الكذابين، فقد وعدونا وأخلفوا بوعدهم. فقالت له: أنت ابن شاهبندر التجار، وكانت يدك قصيرة عن نصف فضة، فكيف بالمساكين الدراويش؟ فقال لها: أغنانا الله تعالى عنهم... ولكن ما بقيت أفتح لهم الباب إذا أتوا إلينا، فقالت له: لأي شيء والخير ما جاءنا إلا على قدومهم وكل ليلة يحطون لنا تحت السجادة مئة دينار، فلا بد من أن نفتح لهم الباب إذا جاؤوا.

فلما ولي النهار بضيائه وأقبل الليل، أوقدا الشمع وقال لها: قومي اعملي لنا نوبة... وإذا بالباب يطرق، فقالت له: قم انظر من الباب. نزل وفتح الباب، ولما رأى الدراويش قال لهم: يا مرحباً بالكذابين! ثم أدخلهم وأجلسهم، وجاء لهم بسفرة الطعام فأكلوا وشربوا وتلذذوا وطربوا. لما كانت الليلة الثامنة عشرة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الدراويش قالوا لعلاء الدين: والله ما منعنا إلا قصر أيدينا عن الدراهم. فقال لهم: أتاني الفرج القريب من عند ربي، فقد أرسل إليّ والدي خمسين ألف دينار، وخمسين حملاً من القماش ثمن كل حمل ألف دينار، وبذلة وكركا وبغلة وعبداً وطشتاً وأبريقاً من الذهب، ووقع الصلح بيني وبين نسيبي، وطابت لي زوجتي، والحمد لله على ذلك...

ثم قام الخليفة يزيل ضرورة فمال الوزير جعفر على علاء الدين وقال له: الزم الأدب، فإنك في حضرة أمير المؤمنين. فقال له: أي شيء وقع مني من قلة الأدب في حضرة أمير المؤمنين؟ ومن هو أمير المؤمنين منكم؟ فقال له: هو الذي كان يكلمك وقام يزيل الضرورة، وأنا الوزير جعفر، وهذان مسرور السياف وأبو نواس الحسن بن هانئ، فتأمل بعقلك يا علاء الدين وانظر مسافة كم يوم في السفر من مصر إلى بغداد؟ فقال له: خمسة وأربعون يوماً... فقال الوزير: إن أحمالك نُهبت منذ عشرة أيام فقط، فكيف يروح الخبر لأبيك ويحزم لك الأحمال وتقطع مسافة خمسة وأربعين يوماً في عشرة أيام؟ فقال له: إذاً من أين أتاني هذا؟ فقال له: من عند الخليفة أمير المؤمنين، بسبب فرط محبته لك.

بينما هم في هذا الكلام وإذا بالخليفة قد أقبل، فقام علاء الدين وقبل الأرض بين يديه، وقال له: الله يحفظك يا أمير المؤمنين ويديم بقاءك، ولا عدم الناس فضلك وإحسانك. فقال له: يا علاء الدين دع زبيدة تعمل لنا حلاوة السلامة. فعملت على العود، من غرائب الموجود، إلى أن طرب الحجر الجلمود، وصاح العود: في الحضرة يا داود! فباتوا على أحسن حال إلى الصباح. فلما أصبحوا قال الخليفة لعلاء الدين: في غد تعال إلى الديوان، فقال: سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين إن شاء الله تعالى وأنت بخير. ثم أخذ علاء الدين عشرة أطباق ووضع فيها هدية سنية، وطلع بها الديوان. فقال له الخليفة: مرحباً بعلاء الدين. فردّ: يا أمير المؤمنين إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل الهدية وهذه العشرة أطياف ما فيها هدية مني إليك. فقبل منه ذلك أمير المؤمنين، وأمر له بخلعة بأن يجعله شاهبندر التجار، وأقعده في الديوان.. بينما هو جالس وإذا بنسيبه أبي زبيدة مقبل فوجد علاء الدين جالساً في رتبته وعليه خلعة، فقال لأمير المؤمنين: يا ملك الزمان لأي شيء هذا جالس في رتبتي وعليه الخلعة؟ فقال له الخليفة: إني جعلته شاهبندر التجار، والمناصب تقليد لا تخليد، وأنت معزول. فقال له: إنه منا وإلينا، ونعم ما فعلت يا أمير المؤمنين. ثم كتب الخليفة فرمانا لعلاء الدين وأعطاه للوالي، والوالي أعطاه للمشاعلي، ونادى في الديوان: “ما شاهبندر التجار إلا علاء الدين أبو الشامات، وهو مسموع الكلمة، محفوظ الحرمة، يجب له الإكرام والاحترام ورفع المقام”..

لما انفضّ الديوان نزل الوالي بالمنادي بين يدي علاء الدين، وصار المنادي يقول: ما شاهبندر التجار إلا سيدي علاء الدين أبو الشامات، وداروا به في شوارع بغداد، والمنادي ينادي بذلك، وفي اليوم التالي فتح دكاناً للعبد وأجلسه فيها يبيع ويشتري، أما هو فإنه كان يركب ويتوجه إلى مرتبته في ديوان الخليفة، وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

علاء الدين لعروسه ساعة الصباحية: فرحة ما تمَّت أخذها الغراب وطار

والد زبيدة العودية يطلب من علاء الدين ١٠ آلاف دينار مهراً لابنته

الخليفة يتنكر ويصطحب معه جعفر البرمكي ومسرور السياف والشاعر أبو نواس ويطرق باب علاء الدين

علاء الدين أبو الشامات شاهبندر التجار بقرار من الخليفة

علاء الدين أبو الشامات يطلب مهلة ٣ أيام لتأمين مهر حبيبته
back to top