فجر يوم جديد: «دُرر السينما المصرية»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
مرحلة الغاية والاستعراض هو الوصف الذي يمكن إطلاقه على الحقبة التي شهدت ظهور ممثلات مصريات تأثرن بنجمات السينما العالمية، وآثرن محاكاتهن، ونجحن في ذلك، مثلما فعلت: تحية كاريوكا، ليلى مراد، هند رستم وهدى سلطان لكن مع اندلاع ثورة يوليو 1952 تغيرت مواصفات البطلة المصرية، وغادرت فاتن حمامة سجن الفتاة المغلوبة على أمرها لتقدم «لا أنام» و{الباب المفتوح» وقدمت ماجدة «المراهقات» و{ثورة اليمن» ومريم فخر الدين «رد قلبي» ونادية لطفي «الناصر صلاح الدين» و{النظارة السوداء» لكن مع ظهور سعاد حسني اختلفت الصورة تماماً، وأصبحت ابنة الطبقة المتوسطة رمزاً للمرأة المصرية على الشاشة، وهو ما حرصت عليه نبيلة عبيد ثم يسرا وأخيراً منى زكي لكن بصورة أخرى، إذ ظلت سعاد حسني أو «السندريلا» الفتاة ثم المرأة الناضجة التي أسرت العقول، وتربعت في القلوب، وكانت نموذجا لـ «الفنانة الشاملة»! «الكوميديان» هو اللقب الذي نجح عدد قليل من ممثلي السينما المصرية في انتزاعه، بحيث يمكن القول إنه على الرغم من وفرة الأسماء التي قدمت نفسها في هذا اللون إلا أن عدداً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة برهن على موهبته في الوصول إلى الناس، بالضحكة الراقية، والابتسامة الصافية، مثلما رأينا في أدوار نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وعادل إمام ومحمد هنيدي، وإن اختلفت درجة براعتهم في المزج بين الكوميديا والتراجيديا تبعاً لمواهبهم ودرجة وعيهم، والعصر الذي أفرزهم، وهو ما ينطبق على أصحاب لقب «الفتى الأول» أو{الدونجوان» الذي عرفته السينما على امتداد مراحلها، وإن تنوعت مظاهره، وسماته، فالاختلاف كبير بين المرحلة الرومانسية، التي لمع خلالها أحمد سالم، حسين صدقي، عماد حمدي، رشدي أباظة، شكري سرحان وعمر الشريف، ومرحلة «الولد الشقي»، التي انطلق فيها أحمد رمزي وحسن يوسف ثم مرحلة «الفتى الوسيم»، التي كان نجومها : محمود ياسين، حسين فهمي ونور الشريف ثم محمود عبد العزيز قبل أن يحطم أحمد زكي الأسطورة، وينجح بموهبته الخارقة في تكريس مواصفات جديدة للنجم «ابن الشعب» المهموم بواقعه، الغارق في أفراحه وأتراحه، والمشتبك مع انتصاراته وانكساراته، ومع تغير المعايير أصبح الطريق مفروشاً بالورود أمام ظهور أسماء جديدة مثل: محمود حميدة، الذي وضع قواعد جديدة للممثل الذي يضع على رأس أولوياته الدراسة والثقافة وإجادة اللغة الأجنبية ومع ظهور أحمد حلمي اكتمل عقد الموهوبين في السينما المصرية!