لا يزال الترقب في الأسواق المالية بشأن تشديد مجلس الاحتياطي الفدرالي للسياسة النقدية، والهبوط الملحوظ للعملة الصينية «اليوان» يسيطر على مخاوف المستثمرين حول العالم.وقال تقرير نشرته «فايننشال تايمز»، إن العديد من المستثمرين بدأوا الأسبوع الماضي في تبني خطط استثمارية على أساس تقرير الوظائف الشهرية المخيبة للآمال عن شهر مايو الماضي، كمثال آخر على الأخبار السيئة التي يتم اتخاذها كأمور جيدة.
مكاسب الأصول المالية
- تدفع بعض البيانات الاقتصادية الضعيفة المستثمرين نحو شراء أسهم وسلع أساسية وسندات شركات، مع الاعتقاد بأن هذه البيانات سوف تجعل معدلات الفائدة منخفضة، أو في الحالة الحالية ستعني تثبيت الاحتياطي الفدرالي للفائدة دون تغيير.- ظهر تحول وشيك في تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بعد إشارات على ارتفاع شهية المستثمرين لتحمل المخاطر خلال الشهر الجاري، خصوصاً في الأسواق الناشئة، والسلع الأساسية، والائتمان.- ارتفعت أسعار النفط، وعملات بقيادة الريال البرازيلي والروبل الروسي، إضافة إلى الأسهم العالمية عبر مؤشر «إف تي إس إي» العالمي لمستويات قياسية مرتفعة جديدة خلال العام الحالي.- مع صعود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مستوى قياسي جديد في 2016، وتواصل صعود أسعار النفط لأعلى مستوى 50 دولاراً للبرميل، تراجعت العوائد على مجموعة من السندات الحكومية لأجل 10 سنوات إلى مستويات متدنية، ليمثل رسالة متحدية للوضع الحالي في أسواق الأصول الأكثر خطراً مثل الأسهم.- تعتبر عوائد السندات الحكومية، وتلك التي تصدرها الشركات في الولايات المتحدة أعلى من مثيلتها في بعض دول العالم المتقدم، حيث توجد سندات بقيمة 10.4 تريليونات دولار حالياً تقدم عائداً أدنى «الصفر»، كما انخفض متوسط عائد السندات الألمانية للنطاق السالب للمرة الأولى على الإطلاق.الطلب على الأصول الخطرة
- سجل الطلب الخارجي على شراء سندات الخزانة الأميركية الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً، مع سعي المستثمرين إلى الحصول على العائد المرتفع التي تقدمه، لاسيما مع سياسة الفائدة السالبة في اليابان وأوروبا.- يرى المستثمرون، الذين يفضلون الأصول الأكثر خطراً أن الهبوط القياسي في عوائد السندات، لا تشير إلى اتجاه هابط للنمو الاقتصادي، إنما هي منخفضة بشكل مصطنع.- قد يكون التراجع الحاد في عوائد السندات لأجل 10 سنوات يشير إلى ارتفاع الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين، والذين يعتقدون أن بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة عن الشهر الماضي، لا تمثل إلا هبوطاً موقتاً وسط حالة من الأداء الجيد للاقتصاد.- تواصل هذا الأداء القوي لأسعار النفط وهبوط الدولار مع تراجع عوائد السندات العالمية حتى يوم الخميس الماضي، حينما وضع الهبوط المستمر لعوائد السندات الأميركية والألمانية والبريطانية حداً للرغبة في حيازة الأسهم وأصول الأسواق الناشئة.- يبحث مستثمرو الذهب والسندات عن إشارات بشأن تراجع أرباح الشركات الأميركية، وتدهور نوعية ديون الشركات حول العالم، خصوصاً في الصين والولايات المتحدة.عوامل مؤثرة
- لا يزال الاتجاه العام يشير إلى أن ارتفاع شهية المخاطرة يمتلك مزيداً من المساحة خلال الفترة المقبلة، حتى في حال ظهور بعض العوائق، وسط توقعات بتواصل ارتفاع أسعار الأسهم.- يمثل الرفض المحتمل لعضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء المقرر عقده في 23 يونيو الجاري اختباراً حقيقياً لشهية المخاطرة لدى المستثمرين، رغم أن العواقب العالمية للخروج من الاتحاد تبدو محدودة.- قد يؤدي تخارج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى زيادة بنك إنكلترا للتحفيز النقدي، مع استعداد البنوك المركزية الأخرى لدعم معنويات المستثمرين والمستهلكين.- لا تزال احتمالية تثبيت الاحتياطي الفدرالي الأميركي لمعدل الفائدة خلال الصيف الحالي العامل الأكثر تأثيراً في أسعار الأصول، كما أنها سوف تضع حداً لأي صعود لقيمة الدولار.- يرى «آلان راسكين» من «دويتشه بنك» أن السوق بحاجة لأسباب مقنعة لتأجيل رفع الفائدة بعد شهر يوليو المقبل، حيث إن الانتظار حتى سبتمبر أو ديسمبر سوف يبدو بالنسبة للمستثمرين أمراً بعيداً.