أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن طرفي مشاورات السلام اليمنية، التي ترعاها بالكويت، بحثا تشكيل لجان عسكرية وأمنية للإشراف على فترة انتقالية محتملة لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 14 شهراً.

وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان، أمس، إنه عقد اجتماعا مع رؤساء الوفود المشاركة في مشاورات السلام، أمس الأول، جرى خلاله استكمال مناقشة القضايا العسكرية والأمنية وتفاصيل تشكيل اللجان العسكرية والأمنية.

Ad

وبدأت المشاورات بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ووفد جماعة "أنصار الله" وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي صالح المقربين من إيران، في 21 أبريل الماضي. ولم تحقق المباحثات خرقا جديا منذ بدئها.

ترحيب أممي

من جانب آخر، رحب ولد الشيخ بإفراج "أنصار الله" عن 57 محتجزا في مدينة عمران اليمنية، وذلك بعد يوم من إفراج الحركة عن 130 محتجزا في مدينة إب.

وأكد المبعوث أن الإفراج عن هؤلاء المحتجزين من شأنه أن يحدث "أثرا إيجابيا" بالمجتمع اليمني وفي مسار السلام.

ودعا ولد الشيخ الأطراف اليمنية إلى الاستمرار في الإفراج عن المحتجزين، ولاسيما الفئات المستضعفة منهم والسجناء السياسيون وسجناء الرأي.

وذكر أنه فيما يتعلق بعمل لجنة الأسرى والمعتقلين، استأنف أعضاء اللجنة النقاش للمضي قدما بهذا الملف، وإحراز تقدم في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن النقاش تطرق كذلك إلى أهمية احترام حقوق المحتجزين، ولاسيما سلامتهم الجسدية، والسماح للمنظمات الإنسانية المتخصصة بزيارة أماكن الاحتجاز، للتحقق منها، والعمل على تحسين الأوضاع فيها.

وقال انه التقى عددا من السفراء، وبحث معهم تطورات مشاورات السلام، وأكدوا دعمهم لجهود المبعوث الخاص والأمم المتحدة لإنهاء النزاع وإحلال السلام في اليمن. وكانت الحكومة اليمنية أعلنت في 7 الجاري تسلمها من قوات التحالف 52 طفلا يمنياً، تمهيداً لتسليمهم إلى ذويهم، وذلك في إطار اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في الكويت.

ورغم اتفاق أولي بين الطرفين على الافراج عن نصف المعتقلين لدى كل منهما مع بداية شهر رمضان، فإن هذا الامر لم يجد طريقه إلى التنفيذ.

إلى ذلك، أعاد رئيس وفد "أنصار الله" محمد عبدالسلام التأكيد على مطالب جماعته في تصريحات أدلى بها أمس الأول.

وقال إن "أي ورقة لا تلبي مطالب الشعب بسلطة توافقية سترفض".

وأوضح "على هذا التوافق أن يشمل مؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية إضافة إلى التوافق على لجنة أمنية وعسكرية".

انعاش الانفصال

في هذه الأثناء، وفيما تعيش مدينة عدن، عاصمة اليمن الجنوبي، أوضاعا معيشية صعبة جراء نقص إمدادات الوقود وانقطاع الكهرباء المتكرر وتردي الخدمات المقدمة من الحكومة التي عادت من الرياض قبل 4 أيام، تنتعش آمال دعاة انفصال جنوب اليمن عن شماله في إنهاء وحدة البلد الذي مزقته الحرب الأهلية.

وانضم اليمن الجنوبي، المستعمرة البريطانية السابقة والبلد الشيوعي العربي الوحيد، إلى الشمال، المؤيد للغرب، بعد حرب قصيرة في عام 1986. وساعد انهيار الاتحاد السوفياتي الداعم المالي للجنوب بنفس الفترة في نجاح عملية الوحدة.

وخرجت الحركة الانفصالية الجنوبية الحالية من رحم حملة طالبت بمزايا مالية لضباط الجيش والموظفين عام 2007.

وبعد احتجاجات "الربيع العربي" المناهضة للحكومة في 2011 التي أجبرت صالح على التنحي يطالب الانفصاليون الجنوبيون الآن بالاستقلال التام، وخاصة بعدما تقلدوا أغلب المناصب، بعد طرد "أنصار الله" وقوات صالح من عدن.