صلة الأرحام
تعتبر صلة الأرحام" من مفاتيح الرزق، وأسبابه، التي يُسْتَنزل بها الرزق من الله عز وجل، حيث يقول النبي (ص): "من سره أن يبسط الله له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه"، وفي رواية: "من سره أن يُعظم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه".وقد كان السلف يحافظون على صلة الرحم، فيكافأون على ذلك، بأن تنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا، وما تجد أهل بيت يتواصلون فيحتاجون.وصلة الرحم، لا تنحصر في صلتهم بالمال، بل مفهومها أوسع من ذلك، فإنها تكون بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء، والقول الجامع في معنى صلة الرحم: إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة.
وقد حث الإسلام على صلة الأرحام حتى مع الكافرين، فمن كان له أقارب كفار فإنه يؤمر بالإحسان إليهم، كما دل على ذلك قوله تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ". (الممتحنة:8).ويذكر أن سبب نزول هذه الآية، أن أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنها) جاءتها أمها المشركة ترغب في صلتها، فسألت النبي (ص) فقالت: "إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم صلي أمك"، فالإنسان يصل رحمه، ولو كانوا كافرين، أو عصاة، مع دعوتهم إلى الإنابة، وإلى الطاعة بقدر استطاعته، ومع ذلك لا يكف عن صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب، عسى أن يعودوا للطريق المستقيم.أيضا يبسط الله الرزق لمن يصل رحمه حتى لو كان عاصيا، فالرسول (ص) يقول: "إن أعجلَ الطاعة ثواباً لَصِلَةُ الرحم، حتى أن أهل البيت ليكونوا فَجَرة، فتنموَ أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا".يشير الدكتور سعيد الشوربجي أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة عين شمس المصرية إلى أن صلة الرحم من أفضل الأسباب المؤدية إلى كثرة المال والرزق في الدنيا والمقصود بالرحم هم الأقارب وهم كل من بينك وبينهم صلة قرابة سواء من جانب الأب أو من جانب الأم، وصلة الرحم معناها تقديم الإحسان بكل أنواعه حسية ومعنوية، حيث يقول النبي (ص): "صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل"، وأحد الصحابة قال يا رسول الله (ص) أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال (ص): تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم".