أكد الفنان فيصل العميري أن النجاح الذي يحققه مسلسل "ساق البامبو"، وسط هذه الغابة من الدراما التلفزيونية العربية في رمضان، لم يأت من فراغ بل نتيجة تضافر عوامل عديدة أبرزها الكوكبة التي جسدت شخصيات "رواية بوكر العالمية" بإحساس عال وصدق في الاداء اوصل المشاهد الى انه جزء من العمل وليس طرفا متلقيا وعلى رأسهم القديرة سعاد عبدالله.

وقال العميري إن تجسيده دور غسان صديق راشد في "ساق البامبو" بمنزلة نقطة انطلاقة جديدة في مسيرته الفنية، لان الشخصية غنية بالانفعالات الانسانية التي تساعد على الاداء من القلب، نظرا لما بها من مساحات واسعة من التركيبات النفسية والمشاعر التي تتفاوت بين الحزن إلى البكاء والفرح الى درجة البكاء ايضا.

Ad

واضاف ان نص رواية "ساق البامبو" كانت منصة الانطلاقة الى هذه المكانة التي وضعت المسلسل ضمن ابرز المسلسلات الرمضانية ليس على المستوى الخليجي بل على المستوى العربي قاطبة.

وشدد على ان الروائي سعود السنعوسي عرف بقلمه الرشيق واحساسه العالي من المشاعر الإنسانية لشخصياته في "ساق البامبو" الى درجة انك تشعر عند قراءة النص بأنها أرواح تنبض بالحياة وأجساد تجري على الأسطر، نجح المخرج المتمكن من ادواته محمد القفاص في أن يخرجها من بين دفتي الرواية الي عالم أرحب.

معايشة صادقة

وأوضح العميري أن ما ساعده على تفهم أبعاد شخصية غسان، الذي حمل عبء استدعاء عيسى من الفلبين إلى بلده الكويت واستقباله واصراره على تقديمه لاسرة ابيه راشد الطاروف، هو المعايشة الصادقة مع كل حرف كتبه عنها المبدع السنعوسي، والاستدعاء الذهني لكل الاشخاص الذين عاشوا هذه التجربة من المعارف والاصدقاء، واسترجع احاسيسهم وتباين تفاعلهم مع الحدث وانفعالاتهم مع اشخاصه، حتى يكون جسر تواصل عريض يساعدني في توصيل القيمة الحقيقية للمعنى والتأثير الحقيقي للتجربة.

وبين أنه يحرص بشدة على انتقاء أدواره لانه يؤمن بأن الاعمال القيمة هي التي تترك أثرا في نفوس المتلقين، وتظل باقية في ذاكرتهم، وهذا ما أطمح إليه دائما في كل الاعمال التي جسدتها سواء اجتماعية أو تاريخية، لأترك بصمة لأطول مدى في ذاكرة الجميع.

وأشار الى ان العمل الناجح يولد من البدايات، وخلال فترة التجهيزات وفي فترة "البروفات"، وهذا ما لمسه مع فريق عمل "ساق البامبو" الرائع، وقد برع كل منهم في عمله.

وامتدح الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله سواء على المستوى الفني او الانساني، قائلا: "لا يمكن أن أنسى اللفتة النبيلة منها بعد الانتهاء من تجسيد مشهد يجمعنا، شعرت انها كانت قاسية طبقا لمتطلبات شخصية غنيمة، إلا أنها تجاوزت الخيال الى الواقع واعتذرت عن الحدة في التصرف والخشونة في التعامل".

7 جوائز

وكشف العميري المخرج المسرحي، الحاصل على 7 جوائز في الإخراج، وجائزتين في التمثيل، وله العديد من الأعمال المسرحية التي قدمت رسالة سامية، ان هناك العديد من الاشارات التي لم تصل الى حد الترجمة الى شيء واقعي للمشاركة في أعمال بالمستقبل سواء سينما او تلفزيون، وسيعلن عنها في حينها.

واردف ان عمله مع نجوم الدراما العربية في أكثر من عمل خلال الفترة الماضية اضاف له شيئين: الالتزام من الناحية الفنية والأدبية، والتواضع انسانيا.

ومن الأعمال الدرامية التي شارك فيها العميري "عنترة"، "الفاروق عمر"، "خالد بن الوليد"، "ساهر الليل"، "عيون الحي"، "رسائل من صدف"، "الدريشة"، "يا من هواه"، "دموع شارع"، وفي المسرح مسرحيات "حيال أبو طير"، "ريتشارد الثالث"، "طقوس وحشية"، "الهشيم"، "سامري"، "نيجاتيف"، "مونولوج غربة"، "معزوفة الذاكرة"، "القلعة"، "الليلة الثانية عشر"، "الملك لير"، "سمك عسير الهضم".