مثلما تابعنا الخلاف بين الفنان الشاب المتزوج حديثاً كمال الشناوي وزوجته الأولى الفنانة عفاف شاكر، شقيقة الفنانة شادية، نتابع في هذه الحلقة كيف كان الطلاق خلاصاً لكل منهما من الأزمات التي وضعهما فيها الزواج غير المناسب.

كمال كان يجب أن يتخلص مما يقيده، لأنه فنان حر طليق، والزوجة عفاف كانت لابد أن تتخلص من الزواج، لأنه سبب لها حالات معقدة من الانفعال والغضب، بسبب ما يمكن تسميته "جحيم الغيرة".

Ad

انتهى الزواج وأصبح الفنان حراً، ليشارك في كثير من البطولات السينمائية، بلا منغصات أو مشاكل، وليساعد صديقه المخرج عزالدين ذوالفقار، على الارتباط بالفنانة الشابة فاتن حمامة، طالبة الثانوي التي احترفت التمثيل منذ الصغر، والتي يرافقها أبوها أحمد حمامة، كظلها في كل مكان خوفاً عليها من الشباب الطائشين، فكيف يمكن إبعاد الأب عن مراقبة الابنة الصغيرة، ليتمكن المخرج من الزواج بها، دون علم أبيها؟

لأن كمال يعشق حياة الحرية، ضاق بالحصار الذي فرضته عليه عفاف، سواء على حياته الخاصة، ووجوده في الحفلات العامة، أو سهرات الأصدقاء التي يحضرانها معا، والتي كانت يعقبها غالبا مشكلة كبيرة بينهما بسبب الغيرة لأنه ابتسم لهذه، أو تحدث مع تلك، فضلا عن تدخلاتها في عمله برفض هذا العمل وقبول ذلك، وفقا للممثلة التي تقف أمامه في الفيلم، ثم الحصار الذي تفرضه على تحركاته داخل البلاتوهات خلال عمله، فوجد نفسه ينفجر فيها:

* أنا مابقتش قادر أستحمل العيشة دي... إحنا مابقلناش كام شهر متجوزين وحاسس إن حياتنا بقت جحيم.

= أنت السبب في الجحيم ده... لأنك ما بتفكرش غير في نفسك بس

* أنا بافكر في شغلي ومستقبلي اللي ابتديت أحس انهم مهددين

= بسببي

* أنت شايفة إن فيه سبب تاني... أنا بقيت أخاف أتكلم مع أي زميلة بسبب نظراتهم ليا وأنت بتحاصريني.

= لا يا أستاذ دي حجة بتبرر بيها اللي أنت بتعمله

* صدقيني أنا مافيش حاجة في دماغي غير شغلي

= تقصد نجاحك بس

* ونجاحي ونجاحك ايه... المفروض إني جوزك... ونجاحي نجاح لك

= وأنا عمري ما أقف ضد نجاحك

* اللي أنت بتعمليه ده مش ضد نجاحي... ده بيدمر مستقبلي

= بقيت أنا دلوقت العقبة في طريق مستقبلك... ومستقبلي أنا مافكرتش فيه... أنا ضحيت بكل حاجة علشانك

* وأنا متنازل عن أي تضحية ممكن تقديمها لي

كان لابد أن تنتهي هذه الزيجة سريعاً، فلم يمر على زواجهما سوى عدة أشهر، عاشا خلالها في مشاجرات دائمة بسبب الغيرة، وبالفعل في منتصف عام 1948، تم الطلاق بين كمال الشناوي وعفاف شاكر، بعد أن تأكد كل منهما استحالة العيش مع الآخر، بل اكتشفا أن زواجهما كان غلطة كبيرة، كان يجب ألا تحدث، فانفصلا بهدوء ودون أن يثيرا مشاكل بينهما، ليتنفس كمال الصعداء ويشعر بأنه استرد حريته التي حرم منها عدة أشهر، ليعود إلى حياته السابقة على الزواج.

الماضي يعود

عرضت أفلام "عدل السماء، سجى الليل، والعقاب" بالتتابع في دور العرض، فحققت وجودا ملحوظا لكمال الشناوي، جعل منه منافسا قويا لنجوم الشاشة آنذاك، حسين صدقي، وأنور وجدي، وعماد حمدي، ومحسن سرحان، ويحيى شاهين، فلفت أنظار المنتجين والمخرجين بشكل كبير، والأهم من ذلك لفت أنظار الجمهور، فأصبح يشار إليه كلما مشى في الشارع، أو وُجِد في مكان عام، ما جعله يحرص على قضاء أوقات فراغه إما في "بيت الفن" الذي يلتقي فيه الفنانون والمنتجون والمخرجون، أو يجلس في بيته يمارس هوايته القديمة "الرسم" الذي لم يتخل عنه يوما، بل يحرص على أن يمارسه بشكل يومي في أوقات فراغه.

دق جرس الباب، ففتح الخادم، فوجد سيدة جميلة في كامل أناقتها، تسأل عن الأستاذ كمال الشناوي، فسمح لها بالدخول والانتظار إلى حين إخباره، وما ان خرج إليها كمال، حتى أصابته المفاجأة بصدمة، إنها "لولا" أو هكذا كما أطلقت على نفسها، الحبيبة الأولى، فاتنة أسيوط، التي عاش معها أجمل قصة رومانسية، وانتهت بمأساة اكتشافه أنها زوجة وأم، أتت إلى هنا وتجلس في "صالون" بيته، فوقف وقد عقدت المفاجأة لسانه، ينظر إليها ولا يعرف هل يفرح أم يحزن؟ هل يرحب بها، أم يلومها على مجيئها إلى منزله؟ غير أنها كعادتها، لم تترك له الفرصة ليبادر بالفعل، وهبت من مكانها لتستقبله بالأحضان، ففاجأها بمد يده لمصافحتها لتكون حاجزاً بينهما، غير أنها تخطت هذه اللحظة ولم تقف عندها، لتنتقل لما هو أهم:

= كمال حبيبي... أنا مش مصدقة أني أخيرا هنا معاك

* أهلا وسهلا مدام لولا

= مدام لولا ايه؟ أنا لولا حبيبتك يا كمال

* لو سمحتي أنا هنا مش لوحدي

= أيوا بس أنا عرفت أنك وعفاف شاكر اتطلقتم

* أنا قصدي إن فيه ناس شغالين هنا وأنا حابب اني أحافظ على صورتي قدامهم

= تحافظ على صورتك من مين؟ أنا لولا حبيبتك

* أظن اننا نهينا الموضوع ده قبل كده في أسيوط

= أيوا ده لما كنت متجوزة... أنا دلوقت حرة أنا اتطلقت... يعني ممكن نحقق حلمنا دلوقت ونتجوز... فاكر يا كمال... ياما حلمنا باللحظة دي

* مدام لولا من فضلك دي مرحلة وانتهت وأنا نسيتها

= نسيتها؟! دلوقت بتقول كده لما بقيت نجم ومشهور نسيت لولا

* أنا نسيت المرحلة... والكارثة اللي كان ممكن نعملها في لحظات طيش غير مسؤولة... أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقت رغم أني ماكنتش أعرف أنك كنتي متجوزة

= وخلاص بقيت حرة

* بس أنا مش هاقدر أرجع اللي فات تاني... وياريت أنت كمان تنسيه... وتفكري في حياتك ومستقبلك بعيد عني

= أنا مقدرش أعيش من غيرك

* لازم تقدري

= ده أنا كنت أموت... أنا اتنازلت عن كل حاجة علشانك سبت الدنيا كلها علشان أجيلك ونحقق حلمنا... حتى ابني اتنازلت عن اني أشوفه علشان... ما أقدرش أبعد عنك ده أنا أتجنن

* اللي عملتيه هو الجنان بعينه

= كمال... أنت لو ماتجوزتنيش أنا هاموت نفسي... هانتحر

* بلاش تخاريف

= أنا ما بخرفش... أنا بتكلم بجد... أنت فعلا لو ما اتجوزتنيش هاموت نفسي

* يبقى أنت لوحدك اللي هاتدفعي التمن

أصر كمال الشناوي على ألا يعود لمحبوبته الأولى، رغم كل شيء، رغم حبها الذي لايزال بداخله، رغم تحررها من زوجها والاستغناء عن الدنيا كلها من أجله، فقط لأنها خدعته وجعلته ينظر لنفسه نظرة قاسية، لمجرد إحساسه بأنه كان يشارك في خيانة رجل لا ذنب له سوى أنه كان زوجا لهذه السيدة، لذا لم يخش تهديداتها بالانتحار، وأصر على عدم العودة إليها، وحرص على أن يقوم بتوصيلها إلى محطة سكك حديد مصر، لتستقل القطار العائد إلى أسيوط، غير أنها طلبت منه إيقاف السيارة ومغادرتها إلى مكان ستزوره قبل العودة إلى أسيوط، فنزل على رغبتها، غير أنه طلب منها عدم زيارته مرة أخرى، سواء في بيته أو أي مكان يمكن أن يوجد فيه، وتعمل على نسيانه.

سعادة محرمة

في الوقت الذي طلق فيه كمال زوجته عفاف شاكر، وودع حبه الأول مع "لولا" إلى الأبد، لتصبح حياته جافة بلا حب، كأنما حُرمت عليه السعادة، ويبدو أن الأقدار شعرت به، فأرسلت إليه فيلم "السعادة المحرمة" الذي تدور أحداثه حول الحب الذي ربط بين قلبين، وفرقهما الحقد والغيرة، عندما اشتعلت تلك النيران في قلب رجل عجوز، أعجب بالفتاة التي يحبها شاب وحاول القضاء عليه والتخلص منه، والزواج من تلك الفتاة التي لم تتمكن من الفرار منه، وقبلت أن تعيش في مهانة، حتى أنها أنجبت منه ونتيجة لوفائها لحبيبها قرر الزوج أن ينتقم منها في ابنها، حيث أهمل تربيته وساعده في أن يصبح شخصا سيئا بمعنى الكلمة، ولم يتوقف حقده وكرهه لها عند هذا الحد بل إنه يوصي بحرمان زوجته من الميراث، إذا تزوجت بعده، وتمر الأيام ويعود حبيبها الذي نجا من الموت بأعجوبة فتعود إليه وتضحي بالثروة في سبيل حبها.

الفيلم قصة وحوار علي الزرقاني، سيناريو وإخراج السيد زيادة، ووقف فيه كمال أمام الفنان محسن سرحان، ونعيمة جمال، إضافة إلى نجم الكوميديا إسماعيل ياسين، الذي أصبح "الحصان الرابح" الذي يراهن عليه المنتجون والمخرجون، لضمان نجاح أي فيلم يشارك فيه، حتى أن بعضهم كان يطلب من كتاب السيناريو وضع دور إسماعيل ياسين في الحسبان أثناء الكتابة، أو إضافة دور له إذا لم يكن السيناريو جاهزا وليس به دور له، وهو ما فعله المخرج عز الدين ذو الفقار عندما كتب فيلمه "خلود"، والذي أصر أن يكتب خلاله دورا، لم يتخط وقت مشاهده على الشاشة عشر دقائق، من أجل أن يكون موجودا فقط على "أفيش" فيلمه الثالث له كمخرج، بعد أن قدم استقالته من الجيش، الذي وصل فيه إلى رتبة "نقيب" من أجل العمل في السينما، حيث بدأ بالعمل مساعدا للمخرج محمد عبدالجواد، قبل أن يقوم بإخراج أول أفلامه "أسير الظلام" عام 1947، وعلى الرغم من تربيته العسكرية، وحياته الصارمة، فإنه تمتع بحس مرهف، ومشاعر رومانسية رقيقة، وهو ما حرص على ترجمته فوق الشاشة، فعمد إلى صبغ أفلامه بصبغة رومانسية، كان لها وجود مهم في حياته، أكبر كثيرا من وجودها على الشاشة، وهو ما جعله يقع في هوى بطلة فيلمه الثاني "أبو زيد الهلالي" الفنانة الشابة فاتن حمامة، غير أنه لم يستطع أن يبوح لها بحبه، لسببين، أولهما رومانسيته الزائدة عن الحد، وخوفه أن يخدش هذا الحب بالكلام، منذ أن شاهدها أول مرة في "بيت الفن" ومنحها أول بطولة مطلقة على الشاشة في فيلم "أبو زيد الهلالي"، أما السبب الثاني والأهم هو ملازمة أحمد حمامة لابنته فاتن في كل تحركاتها وسكناتها، حتى شعر عز الدين بأنه لم يعد قادرا على العيش دون فاتن، فقرر أن يفتح طريقا جديدا إلى قلبها ليفاتحها بحبه، فقرر أن يسند إليها بطولة فيلمه الجديد "خلود" الذي كتبه خصوصا من أجل أن تلعب فاتن بطولته، ويقف هو نفسه أمامها كبطل، لعله يستطيع أن "يذيب الجليد" بينهما من المشاعر الساخنة التي كتبها على الورق في حوار الفيلم، الذي سيكون شريكا فيه معها، ليس كبطل ومخرج فقط، بل كمنتج أيضا، حيث استطاع بعد نجاح فيلم "أبو زيد الهلالي" أن يقنع والدها بتكوين شركة سينمائية للإنتاج مع المصور مصطفى حسن، لتكون باكورة إنتاجها فيلم "خلود".

بدأ عزالدين التحضير لتصوير الفيلم، واختار للمشاركة في بطولته إلى جانبه وفاتن حمامة، كمال الشناوي، وإسماعيل ياسين، غير أنه اكتشف أن التصوير يمكن أن يستغرق ثلاثة أو أربعة أسابيع، فيما يريد أن يستغرق أكثر من ذلك ليقترب من فاتن، ومرافقة والدها لها سيحول دون ذلك، ففكر في أنه لو تقدم لطلب يدها بشكل رسمي من والدها، ربما سيتيح له ذلك فرصة أكبر للالتقاء بها ومصارحتها بحبه، غير أن والدها وافق على طلبه، بشرط أن يؤجل كل الإجراءات، ليس إلى ما بعد انتهاء الفيلم، بل إلى ما بعد انتهائها من الدراسة الثانوية، مع استمرار مرافقتها في كل لحظة، فاهتدى عز الدين ذو الفقار إلى حيلة جديدة، راح يتفق على تفاصيلها مع كمال الشناوي:

* طبعا البروفات شيء جميل ومحترم... بس أنا ماعنديش وقت لموضوع البروفات ده

= البروفات دي زي التصوير ويمكن أهم... البروفات بتظبط مشاعر الفنان واللحظات اللي بيعيشها في أحداث الفيلم قبل ما يبدأ التصوير... علشان لما نبدأ التصوير الفعلي يكون الممثل عاش كل لحظات الفيلم وفاهمها ودارسها كويس

* كل اللي بتقوله أنا فاهمه كويس ومقتنع به... لكن أقسم لك أنا ماعنديش وقت، لأن المفروض في فيلمين تانيين باصورهم في نفس الوقت

= من الآخر كده يا كمال أنا عايزك تعمل البروفات دي علشان خاطري

* يا أستاذ خاطرك على راسي ونجاح الفيلم نجاح لنا كلنا مش لك لوحدك

= يا أخي أنا مش قصدي على الفيلم... بصراحة كده أنا عايز أعمل البروفات دي علشان يبقى فيه فرصة أقرب من فاتن... عمي أحمد مش سايب لنا فرصة نتقابل ولا نتكلم... ومأجل كل حاجة لحد ما فاتن تخلص دراسة.

* لا إن كان كده أنا ماعنديش أي مانع بالعكس أنا مستعد أعمل أي حاجة ممكن تساعدك... بس تفتكر أن عم أحمد حمامة هايسيب فاتن تيجي عندك البيت هنا لوحدها علشان البروفات... ماهو برضه هاييجي يحضر البروفات ومش هايسيبها.

= ما أنا فكرت في الموضوع ده... ولقيت اني لو عملت البروفات عندهم في البيت كده هايبقى متطمن جدا... لأننا في بيته... وممكن يسيبنا نشتغل ويشوف هو حاله وهو مطمن.

* هاهاها... فكرة جهنمية ماتطلعش من واحد رومانسي زيك

نفذ عز الدين ذو الفقار مخططه ونجح بالفعل، حيث ذهب لإجراء البروفات في بيت أسرة فاتن حمامة في حي المنيرة، وحدث ما خطط له بالفعل، حيث يكون والدها أحمد حمامة في استقباله هو وكمال الشناوي وإسماعيل ياسين، يجلس معهم ويقوم بواجب الضيافة، ثم يستأذن منهم ليتركهم لعملهم، وما إن ينصرف تلغى البروفة تلقائيا، ويجلس كمال الشناوي وإسماعيل ياسين يتجاذبان أطراف الحديث، حتى توطدت الصداقة بينهما، في حين يجلس الحبيبان عز الدين وفاتن، يبوح كل منهما بمشاعره للآخر، حتى فهم كل منهما مشاعر الآخر نحوه، وخلال تصوير الفيلم زاد اقترابهما، فاتفقا معا مع نهاية تصوير الفيلم، على اختصار الطريق بالزواج فوراً، وشارك كمال الشناوي والكاتب الصحافي جليل البنداري، كاتب الأغاني والحوار للفيلم، ومدير التصوير مصطفى حسن، شريك عز الدين وفاتن في شركة الإنتاج، في تدبير المؤامرة، في اليوم الأخير من تصوير الفيلم الذي يتم في استوديو "ناصيبان"، حيث حضرت فاتن كالعادة بصحبة والدها، فصاح عزالدين يطلب منها ومن كمال الصعود إلى الدور الثاني من الاستوديو لعمل المكياج، في حين بدأ هو تصوير عدد آخر من المشاهد لحين انتهاء البطلين من مكياجهما، حينها جلس والد فاتن يشاهد تصوير المشاهد التي تتم أمامه، ثم توقف عزالدين فجأة واستأذن من أحمد حمامة أن يصعد لاستعجالهما والإشراف على المكياج، ليتركه بين جليل البنداري ومصطفى حسن يلهيانه بالحديث، في حين صعد هو إلى فاتن وأخذها وخرجا من الباب الخلفي للاستوديو، حيث ذهبا إلى "فيلا فؤاد الجزايرلي" لإتمام الزواج، بشهادة فؤاد الجزائرلي وأنيس حامد.

خطة زواج

بعد قليل هبط كمال الشناوي من الدور العلوي من الاستوديو بمفرده، فساور الأب الشك لهذا التأخير، فسأله عن فاتن، فبادر كمال مهنئا له، لأن فاتن وعزالدين ذهبا لعقد القران، فأصيب الرجل بدوار وسقط مغشيا عليه، واجتهد الثلاثة، كمال الشناوي وجليل البنداري ومصطفى حسن، في إفاقته ثم تهدئة ثورته العارمة، محاولين إقناعه بقبول الأمر الواقع، وأن فاتن أصبحت زوجة لعزالدين، ولم يفعلا ما يدعو للحزن أو القلق، واصطحبوه إلى البيت، ولم يتركاه حتى انتهت الأزمة وباركت الأسرة الزواج، لينتقل الزوجان إلى فندق "الكونتننتال" لقضاء شهر العسل، لحين الانتهاء من "عش الزوجية".

نحو المجد
قبل أن يعرض فيلم "خلود"، تعاقد كمال الشناوي على بطولة فيلمين جديدين، طار بهما فرحا، ليس بسبب دوره فيهما، أو لإحساسه بأنه أصبح مطلوبا بشكل كبير، لكن لأنه سيقف في الفيلمين أمام بطلتين تمنى كثيرا أن يلتقي بهما ولو مصادفة وصافحهما، الأولى هي الفنانة "لولا صدقي" التي لم يترك فيلما يعرض لها في دار العرض، إلا وحضره، وتمنى طويلا أن يشارك في فيلم معها، حتى لو لم يقف أمامها، والثانية هي الفنانة "تحية كاريوكا" التي يشعر إلى جانب أنها فنانة غير عادية، لا تقل سحرا وجمالا عن النجمة الأميركية "مارلين مونرو"، يشعر أيضا بأنها فتاة أحلامه، التي يمكن أن يعيش معها في خياله أجمل أيام حياته.

قبل أن ينتهي شهر العسل، كانت فاتن قد عادت لاستئناف عملها، حيث تشارك أمام كمال الشناوي في بطولة فيلم "نحو المجد" قصة محمد كامل حسن المحامي، سيناريو وحوار وبطولة وإخراج الفنان حسين صدقي، إلى جانب فاتن حمامة، ولولا صدقي، وتدور أحداثه حول الشاب الجامعي "خالد" الذي يعاني سوء معاملة والده، مسلوب الإرادة أمام زوجته، التي تكيد المكائد له أيضا هي وشقيقتها لابنه خالد، من أجل أن يترك البيت، وهو ما يضطر إليه الابن، حتى يستطيع أن يتفرغ لدروسه ويحقق طموحاته في مستقبله.

يسكن خالد مع زميلين له في الجامعة، أحدهما طيب، والآخر شرير يتآمر ضده، ويحاول اغتياله في اللحظة التي يخطب فيها في الجماهير دفاعا عن قضية العمال، حيث يقف خالد ضد "رحمي بك" الرأسمالي الذي يأكل حقوق العمال، ويعارض شعاراته الرنانة وآراءه الهدامة، غير أنه يكتشف أن هذا الرجل الذي يحاربه ويشن الحملات ضده، هو نفسه والد محبوبته وزميلته في الجامعة سهير، الأمر الذي يضعف من عزمه على الوقوف ضده، لكن يلتف حوله عدد كبير من الشباب والزملاء المؤمنين به وبقضيته، ويدفعونه للاستمرار في نضاله إلى أن ينتصر.

البقية الحلقة المقبلة