في استفتاء الجريدة • لأفضل نجمات السينما المصرية

فاتن وسعاد في الصدارة ونيللي كريم ومنّة {نجمتا} المستقبل

نشر في 17-06-2016
آخر تحديث 17-06-2016 | 00:00
على مدار أكثر من 110 أعوام هي عمر السينما المصرية، شاهدنا آلاف الأفلام التي شارك مئات النجوم في صناعتها، خلف الكاميرا وأمامها، جميعهم  اجتهدوا لتقديم أفضل ما لديهم من خلال تجارب فنية تعيش في ذاكرتنا ووجداننا.
«الجريدة» استطلعت آراء أبرز النقاد السينمائيين للوقوف على الأفضل في تاريخ السينما المصرية، وهل شهدت تغيراً في الخيارات عبر تخصصات عدة، في سلسلة حلقاتها التي تنشرها خلال شهر رمضان.
لا يزال السجال بين النقاد، في استفتاء أفضل ممثلة في السينما المصرية، ينحصر بين فاتن حمامة وسعاد حسني، وبقيت سيدة الشاشة العربية والسندريلا في صدارة أهم الممثلات وأفضلهن حتى الآن.

في استطلاع «الجريدة» اختار النقاد، أيضاً، فاتن حمامة وسعاد حسني لتكونا في الصدارة، متفوقتين على ممثلات أخريات شكلن علامات مهمة في مسيرة السينما، على غرار شادية وهند رستم، واللافت أن قائمة أفضل الممثلات لم تتضمن نادية الجندي ونبيلة عبيد، ورغم تفردهما واستئثارهما بالبطولة النسائية سينمائياً أكثر من 15 عاماً، إضافة إلى قدرتهما، بالأخص نادية الجندي، على تحقيق إيرادات مرتفعة في شباك التذاكر، إلا أن المعايير الفنية للنقاد جعلتهما خارج التقييم الذي اعتمد على مستوى الأعمال والتنوع وليس الأكثر تحقيقاً للإيرادات.

خيرية البشلاوي

تعتبر الناقدة خيرية البشلاوي أن سعاد حسني الفنانة الأكثر تأثيراً، نظراً إلى أدوارها التي تميزت بالاختلاف والتنوع، عكس فاتن حمامة التي تأتي بعدها بمسافة ليست قليلة، مشيرة إلى أن سعاد عبرت عن البنت المصرية بشقاوتها وحزنها وسعادتها وخفة دمها، وارتبطت بها الفتيات، وما زالت حكايات أفلامها محور أحاديث الفتيات، بالإضافة إلى صدق أدائها ومشاعرها في التعامل مع الآخرين.

محمود قاسم

يضع الناقد محمود قاسم فاتن حمامة في المقدمة مبرراً ذلك بتلقائيتها منذ ظهورها الأول في السينما، بالإضافة إلى قدرتها على الوصول إلى قلب الجمهور، مشيراً إلى أنها صاحبة أكبر كمّ من الأفلام المهمة في تاريخ السينما وشكلت وجدان فنانات كثيرات لاحقاً.

يضيف أن سعاد حسني إحدى الفنانات المؤثرات في مسيرة السينما لطبيعة الأعمال الاستعراضية التي قدمتها وأوجدت لها مكانة خاصة بين الفنانات، مشيراً إلى أن تجربة السندريلا لم تعوض في السينما، فيما أضاف شادية لتميز أعمالها.

أندرو محسن

يرشح الناقد أندرو محسن سعاد حسني كأشهر فنانة في تاريخ السينما المصرية، لدقة خياراتها السينمائية وتنوعها وتقديمها أعمالا سينمائية جيدة، مشيراً إلى أن ارتباط الجمهور بها في مراحل حياتها المختلفة جعل منها نجمة سينمائية استثنائية.

أضاف أن الجمهور ارتبط بالسندريلا منذ بدايتها الفنية حتى وفاتها، فضلا عن أن أغانيها التي ادتها في أفلامها تتردد باستمرار بين الناس، لا سيما عندما غنت من ألحان صلاح جاهين، معتبراً أن وفاة سعاد حسني الغامضة زادت ارتباط الجمهور بها.

ماجدة خير الله

تختار الناقدة ماجدة خير الله سعاد حسني كأشهر ممثلة سينمائية لتنوع أدوارها وتنقلها بسهولة بين الفتاة الجميلة والزوجة التي تتعرض لضغوط في {الزوجة الثانية}، وغيرها من الأدوار التي لم يكن ممكناً لأي ممثلة أخرى أن تؤديها .

تضيف أن مسيرة سعاد السينمائية تجعلها الأشهر بلا منازع، خصوصاً أنها الوحيدة التي قدمت هذا القدر من التنوع في أعمالها، عكس فاتن حمامة التي قدمت شخصية واحدة تقريباً على مدى نصف مسيرتها الفنية على الأقل، رغم اشتراكها في أعمال سينمائية جيدة من الناحية الفنية.

ماجدة موريس

فاتن حمامة أهم ممثلة في تاريخ السينما، برأي الناقدة ماجدة موريس، لأنها عبرت عن الفتيات في مختلف الطبقات الاجتماعية بدءاً من الطبقات الفقيرة الكادحة، مروراً بالمرأة في المجتمع الريفي على غرار تجربتها في {دعاء الكروان}، وصولاً إلى الطبقة الأعلى في المجتمع، واصفة هذا التعبير بأنه الأذكى بين الفنانات، خصوصاً أنها أبقت حياتها الشخصية ومستواها الاجتماعي بعيداً عن الإعلام، عكس فنانات أخريات تضررن من هذه النقطة، ففي كل إطلالة لفاتن كان الجمهور يصدقها ويتعاطف معها ويحبها حتى لو أخطأت.

تضيف أن فاتن عاشت تطورات السينما، رغم محافظتها الشديدة، ورصدتها بدقة وتفاعلت معها في أعمالها، سواء في القضايا التي اختلفت وفق الظروف السياسية، أو القضايا الاجتماعية التي تُناقش سينمائياً، فجاءت عبارتها {يا ابن الكلب} في {الباب المفتوح} لتعبر عن التحول في المجتمع المصري، بداية عصر الانفتاح، وهو لفظ لم يكن الجمهور يتوقع أن يصدر منها، لكنها لم تجد غيره للتعبير عن السلوك الانتهازي للرجال في ما يتعلق بعلاقتهن مع السيدات.

تتابع أن فاتن قدمت أدواراً مميزة وبقيت رومنسيتها رمزاً للحب، فهي امتلكت أوراقاً متنوعة فنياً وظفتها بكفاءة وقوة، ما يؤكد أن جزءا كبيراً من نجاحها يعود إلى إجادتها التنويع في أدوارها.

تعتبر موريس أن سعاد حسني من الممثلات المهمات في تاريخ السينما، لصدق أدائها وتعبيرها ودخولها القلوب من اللحظة الأولى، بالإضافة إلى رصيدها المهم من الأفلام الاستعراضية والدرامية المميزة التي أصبحت أيقونات في السينما المصرية.

تشير إلى أن منة شلبي من الفنانات في الجيل الجديد التي تستحق الإشادة والتقدير {لأنها تتقدم على مستوى الحرفة والاجتهاد، وتفاجئنا باختيار الأدوار وبمستوياتها التعبيرية وقدرتها على الإحاطة بكل ما يخص الشخصية الدرامية، وهو أمر مهم للفنان}، أيضاً تشيد بنيللي كريم وانتقالها من أدوار بسيطة إلى خيارات مهمة تتصاعد تدريجاً لتكشف جوانب أخرى في موهبتها.

نادر عدلي
يضع الناقد نادر عدلي فاتن حمامة في مقدمة نجمات السينما المصرية {لقدرتها على تقديم صورة للمرأة المصرية عبر ثلاثة عقود تعكس مشاكلها وتطرحها في وجه المجتمع، عكس مسيرة بعض الفنانات اللواتي لم يتطرقن لمشاكل جيلهن أمام الكاميرا}.

يضيف أن تجربة فاتن ثرية بأعمال تطرقت إلى قضايا اجتماعية ما زالت مثار جدل، من بينها عمل المرأة في فيلم {الأستاذة فاطمة} في بداية الخمسينيات، مؤكداً أن تجاربها المختلفة تجعلها أيقونة سينمائية مصرية خالصة.

يتابع أن السندريلا سعاد حسني من الفنانات المهمات في مسيرة السينما، لقدرتها على تقديم نوعية مختلفة من الأدوار السينمائية، لافتاً إلى أن أفلامها الاستعراضية قدمت نموذجاً للسينما الاستعراضية لم تستطع كثيرات تقديمه على الشاشة بعدها.

فاتن حمامة... سيدة الشاشة
رغم ابتعاد فاتن حمامة عن السينما نحو عقدين قبل وفاتها واختيارها لأدوارها خلال النصف الثاني من مسيرتها الفنية، بقيت الفنانة الأفضل سينمائياً بين نجمات الفن المصري، ما دفع {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي} لإطلاق اسمها على جائزة سنوية أصبحت ضمن جوائزه المهمة اعتباراً من الدورة الماضية.

خلال مسيرتها السينمائية التي بدأت مبكراً، قدمت فاتن حمامة أكثر من 95 فيلماً شكلت في غالبيتها محطات مهمة في حياتها. دخلت مجال التمثيل عن طريق المخرج المصري محمد كريم الذي درس السينما في أميركا، واختارها بعدما شاهد صورتها على غلاف إحدى المجلات وهي طفلة ترتدي زي ممرضة بعدما فازت بمسابقة بين الأطفال.

لم تكن فاتن حمامة أكملت عامها العاشر عندما وقفت أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم {يوم سعيد}، فكان انطلاقتها نحو السينما التي كانت تبحث عن بطلات مع بداية الأربعينيات وانتعاش الصناعة، وشاركت فاتن بأدوار ساعدتها بساطتها على تقديمها، وأحبت أجواء صناعة السينما فقررت التركيز في الفن لتلتحق بمعهد الفنون المسرحية ضمن الدفعة الأولى مع تأسيسه على يد الفنان زكي طليمات.

رغم أن التحاقها بالمعهد جاء بعد اشتراكها بأفلام مثل {اليتيمتين} مع يوسف وهبي و{ملاك الرحمة} إلا أنها تمسكت بأن تصقل موهبتها بالدراسة، ما أفادها كثيراً لاحقا، وساعدتها نصائح يوسف وهبي على تقديم مشاهد صعبة، ففي تصريحاتها حول فترة تعاونهما سوياً وصفته بالأب والمعلم في الأستوديو.

تمردت فاتن حمامة على أدوار الفتاة البسيطة وجسدت شخصيات شكلت محطات مهمة في حياتها الفنية، ففي {الحرام} عكست معاناة المرأة في الريف، وفي {أفواه وأرانب} ناقشت مشكلة إجبار المرأة على الزواج في الريف ما يدفعها للهرب، فضلا عن معاناة الأسر مع إنجاب الكثير من الأبناء، بينما في {أريد حلا} ناقشت مشكلة الطلاق ومعاناة المرأة في الدفاع عن حقوقها، فيما طرحت في {امبراطورية ميم} الظروف الاجتماعية التي تواجه المرأة عندما تعول أبناءها بعد وفاة زوجها وكيف يقابل الأبناء وجود قصة حب في حياة أمهم.

شكلت فاتن حمامة وعمر الشريف ثنائياً محبوباً على الشاشة قبل زواجهما وبعده، وجاءت موافقتها على إسناد البطولة السينمائية الأولى لعمر الشريف في فيلم {صراع في الوادي} باكورة تعاونهما سوياً وقصة الحب التي نشأت في كواليس التصوير في الأقصر، من ثم قدما سوياً أعمالاً مهمة من بينها: {سيدة القصر}، {نهر الحب} و{صراع في المينا}...

قصة الحب الخالدة سينمائياً لم تستمر مدى الحياة، فقد انفصلا في أوائل السبعينيات مع تركيز عمر على العمل في السينما الأميركية. تزوجت ثلاث مرات} الأولى من المخرج عز الدين ذو الفقار وأنجبت منه ابنتها نادية، ومن عمر الشريف وانجبت نجلهما الوحيد طارق، ومن الدكتور محمد عبد الوهاب الذي عاشت معه ثلاثة عقود حتى وفاتها المفاجئة في يناير 2015 بعد إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة، ولم تنجب منه.

back to top