تصاعد خلال الأيام الماضية حديث بشأن المصالحة بين الدولة المصرية وجماعة "الإخوان"، ففي الوقت الذي فتحت تصريحات وزير الدولة للشؤون القانونية مجدي العجاتي، المتعلقة بإمكانية التصالح مع الجماعة، باب الجدل في ذلك الملف الشائك، تأكدت "الجريدة" من صحة ما نشرته صحيفة مصرية بخصوص عقد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية أسامة الأزهري لقاءات مع شباب "الإخوان" في سجني طرة والعقرب، تمهيدا لطرح مراجعات فكرية لما بدر منهم من أعمال عنف.ويلقى حديث المصالحة بين الدولة والإخوان انتقادات شعبية واسعة، فضلا عن انتقادات أعضاء في البرلمان، خاصة بعد ثبوت تورط الجماعة في أعمال عنف واغتيالات أعقبت ثورة 30 يونيو التي أزاحتهم عن الحكم.
وقال القيادي الإخواني المنشق مختار نوح، لـ"الجريدة"، إن "السياسة لا أخلاق لها ولا دين"، مشددا على أن النظام يعيد السياسات ذاتها التي اتبعها السادات ومبارك مع الإخوان.وأضاف نوح: "السادات قرر الإفراج عن الإخوان وتكريمهم عام 1971، بعد محاكمتهم في 1954 إبان فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، ثم عاد وقبض عليهم في 1981"، مرجحا فشل مبادرات المراجعة التي يقودها الأزهري، وقال: "لا الشعب ولا البرلمان سيوافق". وذكر خبير الحركات الإسلامية سامح عيد أن "الاتجاه العام للدولة المصرية حاليا تجاه الإخوان هو الهدنة معهم"، وقال لـ"الجريدة": "مستشار الرئيس للشؤون الدينية أسامة الأزهري عقد فعليا سلسلة من اللقاءات مع عناصر الصف الثالث من قيادات الجماعة في سجني طرة والعقرب".وانتقد عيد الطريقة التي تتعامل بها الدولة حاليا مع ملف شباب "الإخوان" في السجون، وقال: "الدولة تعيد التجارب ذاتها التي قامت بها في تسعينيات القرن الماضي مع قيادات الجماعة الإسلامية والجهاد رغم أنها أثبتت فشلها مع أول تطبيق عملي لها"، مؤكدا أن التعامل الأمثل مع ذلك الملف هو تطبيق القانون على الجميع.يذكر أن مرصد الفتاوى والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أصدر بيانا منذ نحو شهر، طالب فيه عناصر "الإخوان" بالتوبة والرجوع، وإصدار مراجعات فكرية لما صدر عنهم من عنف، وهي الفترة ذاتها التي شهدت إصدار جماعة الإخوان بيانات تؤكد عدم دخولها في مفاوضات مع النظام.
دوليات
ترجيح فشل مستشار السيسي في «مراجعة الإخوان»
17-06-2016