مستأجرو العقارات لـ الجريدة•: الجشع أرهقنا

أكدوا أن عشوائية رفع «الإيجار» غايتها تطفيش السكان

نشر في 17-06-2016
آخر تحديث 17-06-2016 | 00:08
No Image Caption
أبدى بعض المستأجرين استياءهم من طريقة تعامل بعض أصحاب العقارات معهم، مؤكدين أن هناك العديد من الأساليب التي يمارسها بعض الملاك لـ"تطفيشهم" من المجمعات السكنية، دون بحث عن راحة المستأجر بل يسعون إلى استغلال ظروفه لإجباره على الخضوع لهم.
لطالما شكل طمع وجشع بعض اصحاب العقارات هاجسا، وأثار الكثير من المخاوف لدى المستأجرين الذين يرون انهم ضعفاء امام المالك الذي تتغير نظرته وقراراته بين عشية وضحاها، الامر الذي يضعهم في مأزق ليخرجهم عن صمتهم ويلجأون الى الطرق القانونية او غيرها لإنصافهم.

وأبرز تلك الاستغلالات والطمع من اصحاب العقار يتمثل في تخيير المستأجر، إما زيادة الايجارات بشكل خيالي، أو البحث عن سكن آخر خلال فترة لا يستطيع فيها ايجاد ما يناسبه، وإن لم يرضخ يعاقب بأمور اخرى مثل "التطفيش" والتعرض للأذى، وابتكار العراقيل والعوائق امام السكن، إلى غيرها من الضغوطات التي تجعل المستأجر يلوذ بالقضاء متذرعا بالعقود المبرمة مع المالك، وهو ما يفسر امتلاء ادراج المحاكم بمثل تلك القضايا.

"الجريدة" أرادت تسليط الضوء على تلك الظاهرة، فأجرت جولة في بعض المجمعات السكنية، وتوفقت مع بعض قاطنيها لتسألهم عن تعامل ملاك العقارات مع المستأجرين، فكان التحقيق التالي:

بداية، قال وائل كيالي ان بعض اصحاب العقار لا يعرفون اساسيات التعامل مع المستأجرين في المجمعات السكنية وينفذون ما يرونه في مصلحتهم وحسب اهوائهم بعيدا عن راحة ومصلحة المستأجرين، لافتا الى انه يسكن في مجمع منذ 17 عاماً، حيث كان صاحبه نموذجاً رائعاً لاصحاب العقار قبل ان يمرض ويتولى مكتب عقاري تعسفي التعامل مع المستأجرين بتكليف من عائلة المالك.

وأضاف أن المالك القديم "كان ينتقي المستأجرين بعناية شديدة ولم يرض بتأجير المحل الملحق بالمجمع أو حتى تأجير الشقق في الدورين الأول والثاني لأغراض تجارية، رغبةً في توفير الراحة للمستأجرين"، مضيفاً ان سكان المجمع فوجئوا بإعلامهم بتغيير الشركة التي تدير العقار من قبل العائلة المالكة للمجمع، وتعيينها دلالاً لإدارة العقار، رغبة في بناء دورين إضافيين علويين للمجمع، وعلى الجميع الرضوخ أو الإخلاء، مبيناً أن ذك كله كان لـ"تطفيش" المستأجرين.

وأشار إلى ان بعض اصحاب العقار يوكلون مكاتب دلالة تستخدم اساليب عنيفة لاستغلال وضع المستأجرين مثل زيادة الايجارات بشكل مبالغ او ايقاف المصعد او الغاء مواقف السيارات وغيرها من الاساليب وتطفيشهم لكسر العقود المبرمة معهم، وهذا امر غير مقبول نهائيا، موضحا ان بعض المستأجرين يتجنبون الدخول في دوامة المحاكم والقضايا، لذا يلتزمون الصمت وينفذون ما يطلب منهم تجنبا لصداع البحث عن سكن آخر لا تعلم خفاياه.

ولفت إلى أن بعض الملاك يقوم بتوكيل مكاتب متمرسة تملك خبرة طويلة في تهجير السكان، مستذكرا أنه كان من المشهور عن الكويت على مر الزمان ان مجرد كلمة كانت تلزم الشخص في جميع التعاقدات والمعاملات المختلفة، فما بالك بعقود رسمية ونظامية مبرمة حسب القوانين المرعية.

إحراج المستأجرين

من جانبه، ذكر حنا جبور ان بعض اصحاب العقار يتعمد احراج المستأجرين ووضعهم امام الامر الواقع عن طريق تصرفات تستفزهم حتى يخضعوا للاوامر، لافتا الى انه من السكان الذين تم رفع الايجار عليهم دون سابق انذار، لأن الطمع يلعب دوراً كبيراً في التأثير على عقول اصحاب العقار.

وقال جبور ان اغلاق مواقف السيارات وعدم الالتفات لصيانة المصعد عند تعطله من صور التطفيش التي يمارسها البعض، في وقت ليس من السهل البحث والتنقل من بناية إلى اخرى، خاصة اذا كانت الاسرة كبيرة، مشيرا الى انه يقطن في بناية منذ زمن ولم يتأخر مرة في دفع الايجار او يعارض رفعه، "لكن في اخر السنوات لم أعد استطيع تحمل صاحب العقار ".

وبين أن الاسر والعائلات التي تسكن البنايات تتجنب دائما اللجوء الى القضاء ولا تحبذ الخوض في عراك مع اصحاب العقار، رغم ان هناك عقوداً مبرمة بينهم، واغلب الحق لصالح المستأجرين، متابعا انه بسبب ذلك تجد بعض المستأجرين يفضل الرحيل عن البناية للحصول على الراحة الذي يريدونها بعيدا عن المشاكل، متمنيا من الملاك النظر بانسانية واحترام المستأجر لأن الفائدة في النهاية تعود إليهم.

«طرارة»

بدورها، استاءت غادة فتح الله من التعامل الذي يلقاه المستأجرون من بعض أصحاب البنايات ومكاتب العقار، مشبهة ذلك بأنها عملية "طرارة"، مستغربة هذه الأفعال في ظل علمهم جيداً مدى معاناة الأسر حين تبحث عن سكن، ومع ذلك نرى بعض المكاتب التي تدير المجمعات السكنية تعمل جاهدة لرفع الإيجار، لكي تستفيد وتضغط على المستأجر متى أرادت حسب اهوائها.

وأكدت فتح الله أن أبشع التصرفات التي يمارسها البعض هو استغلال ظروف المستأجرين، ولذا فإنها لجأت مرارا وتكرارا للقضاء الذي انصفها في مسألة رفع الإيجار بالشكل المبالغ، مبينة أن على المستأجرين ألا يتهاونوا في حقوقهم، وعليهم عدم الرضوخ للاستغلال طالما هناك قانون.

وأعربت عن استيائها من وجود بعض المعدات والسقالات في البناية، مشيرة إلى انها ليست فقط نوعاً من الضغط على المستأجرين وتخويفهم، بل كذلك يمكن ان يصعد عليها اي شخص ويسرق الشقق دون وجود حارس للبناية.

تجاهل

من جانبه، قال باسم قاسم انه من الصعب التعامل مع تعنت بعض اصحاب العقار في تنفيذ ما يريدون، معتبرة أن راحة المستأجرين اهم نقطة يجب توافرها في اي عقار، لأن وجود المستأجرين نعمة كبيرة لاصحاب العقار، ولكن الاغلبية لا تنظر إلى هذا الجانب.

وأشار قاسم إلى أنه يجب إخطار المستأجرين بأي اعمال تقام في المجمع السكني او البناية قبل فترة مناسبة، ولكن لا نرى سوى تجاهل لهم وعدم الاخذ برأيهم وإنه "لأمر مخزٍ استضعاف الناس وإيذاؤهم وتطفيشهم لتحقيق رغبات اصحاب العقار"، وهو ما يجعل سمعة البناية سيئة، متمنيا مراعاة ظروف المستأجرين والبحث عن راحتهم بدلا من طردهم وتشتيتهم.

تعامل جاف

بدوره، قال خالد السكري ان ليس كل اصحاب العقار سيئين ويتعاملون بشكل جاف مع المستأجرين، انما هناك الجيدون، ودائما ما يبحثون عن راحة السكان، لافتا الى ان البعض لا يريد التعامل بشكل مباشر لذا يكلف مكاتب العقار لادارتها، لذا ينبغي مراعاة راحة الطرفين، وعادة فإن ما ينظم ذلك هو العقد بينهما.

ورأى علي مسعود ان البعض، سواء كان من الملاك او المستأجرين لا يحترمون العقود، فبالتالي ينبغي اللجوء الى سبل اخرى، مبيناً أن على "صاحب العقار أن يتعاطف مع المستأجر ولا يستغله، بوصفه المستفيد، وكذلك على المستأجر الا يماطل في دفع الايجار، مثنيا على صاحب المجمع السكني الذي يسكن فيه، وعلى تعامله الراقي وحرصه على توفير راحة المستأجرين.

خبراء عقاريون: الاستغلال مرفوض والظروف قد تتحكم
قال الخبير العقاري عبدالعزيز الدغيشم إن اصحاب العقار لا يرفعون الايجارات على المستأجرين وفق رغباتهم، انما هناك ظروف تتحكم فيهم، سواء لسوق العقار او غيره، لافتا إلى انه «ضد الطمع والاستغلال الذي يمارسه البعض في الزيادة العشوائية طالما كانت الإيجارات مناسبة للمنطقة التي يوجد بها العقار او البناية».

وأوضح الدغيشم ان قيمة وتكلفة الاراضي مرتفعة جدا في الكويت ما يحتم على البعض رفع الايجار حتى يتمكن من الاستفادة من مشروعه او عقاره، غير أن «القانون يقف دائما مع صاحب العقار حيث هناك العديد من العقارات مخالفة ولم يتم النظر بها، بل يعطي لصاحب العقار الحق في استغلال المستأجر»، في وقت ينبغي على المالك احترام المستأجر ومراعاة حقوقه الكاملة.

وبين ان هناك اشكالاً كثيرة يستطيع من خلالها صاحب العقار اخراج المستأجر، سواء بعملية البناء ورفع الايجار بشكل مبالغ فيه أو غيرها من الأساليب.

بدوره، قال مدير مكتب الدليجان العقاري سليمان الدليجان ان ارتفاع السوق العقاري سببه قلة المناطق السكنية وارتفاع قيمة الاراضي خاصة في المناطق الداخلية، مشيرا الى ان الجشع والطمع مسألة نسبية من شخص لآخر ومن وقت لآخر حسب الظروف.

وذكر الدليجان ان قيمة الاراضي تمثل 70 في المئة من المشروع العقاري، الأمر الذي ينعكس على قيمة ايجارات الشقق، لافتا الى ان الطلب يأتي دائما على المجمعات المأهولة بالسكان بشكل اكبر. وأضاف أنه ليس مع استغلال صاحب العقار للمستأجر بأي شكل، مشيراً إلى أن السوق العقاري الآن في ركود والايجارات منخفضة.

على المستأجرين التمسك بحقوقهم وعدم الخضوع للاستغلال مادام هناك قانون فتح الله

بعض الملاك يوكلون مكاتب تستخدم أساليب عنيفة لكسر العقود المبرمة مع المستأجرين كيالي

الأسر المستأجرة لا تحبذ الخوض في عراك قضائي مع أصحاب العقار جبور
back to top