اشتباكات بين قوات الأسد و«حزب الله» توقع 15 قتيلاً
موسكو تفرض تهدئة مؤقتة بحلب وتبدي استعدادها لهدنة طويلة الأمد
في تطور ميداني غير مسبوق، اشتبكت قوات النظام السوري مع حليفها الأبرز «حزب الله» اللبناني بالأسلحة الثقيلة والمدفعية بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع إعلان روسيا تهدئة جديدة تلت التحذير الأميركي بأن صبرها شارف على النفاد من ممارساتها ومحاولتها التغطية على محاسبة الرئيس بشار الأسد.
شهد محيط بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب الشمالي خلال الساعات الماضية اشتباكاً عسكرياً غير مسبوق بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد من جهة، ومقاتلين من "حزب الله"، تحولت إلى معركة ضارية شارك فيها أيضاً مقاتلون شيعة من الميليشيات العراقية الموجودة في سورية، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمدفعية وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.وامتدت الاشتباكات لتشمل، أمس، تلة المياسات ومنطقة البريج بريف حلب الشمالي، ودار أعنفها على تلتي حيلان والمضافة ومنطقة المياسات وجبهة البريج، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من الطرفين وتسببت بقطع طريق حلب – ماير – نبل – الزهراء – عفرين بالكامل.وعزا مصدر ميداني هذا التوتر غير المسبوق بين الأسد وحليفه الأبرز إلى خسائر قواته الكبيرة على جبهة الملاح لليوم الثالث على التوالي، في حين تعتبر ميليشيات "حزب الله" أنها هي من "حرر" تلك المناطق، ليأتي جنود الأسد ويضيعوها"، حسب مصدر ميداني.
ورأى ناشطون أن سبب الخلاف الرئيس، هو الهدنة المفاجئة، التي أعلنتها موسكو ليل الأربعاء- الخميس ودخلت حيز التنفيذ في مدينة حلب لمدة 48 ساعة، موضحين أن النظام وافق عليها، في حين رفض الحزب الامتثال للأمر، مشيرين إلى أن قوات الأسد أعطت إحداثيات مواقع "حزب الله" للطائرات الروسية، التي قامت بدروها بقصف منطقة المياسات ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، كما قام أحد الطرفين بقصف بلدتي نبل والزهراء بقذائف المدفعية الثقيلة.وتحدثت مصادر أخرى عن أن سبب الاشتباك هو خلاف مذهبي بين ضابط سني وأحد قادة "حزب الله" .
قتلى واشتباكات
وفيما ذكرت مصادر ميدانية أن 7 من عناصر النظام قتلوا في المعارك، نعت مواقع مقربة من "حزب الله" ثمانية قتلى بينهم القيادي البارز محمد نوار قصاب الملقب بـ"الحاج باسم".وأكد موقع "جنوب لبنان"، الذي عدد أسماء القتلى، أنهم قضوا "إثر خلاف دب خلال تأدية واجبهم الجهادي في محيط بلدتي نبل والزهراء".ونشبت اشتباكات مماثلة بين حركة "النجباء" العراقية و"حزب الله" من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى في بلدة الحاضر بالريف الجنوبي، سمعت أصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون داخل البلدة.شريف شحادة
وعلق عضو مجلس الشعب السوري السابق، المحلل الصحافي الموالي للنظام، شريف شحادة على الاشتباكات بين الحزب والنظام وكتب على صفحته في "فيسبوك": "السيادة الوطنية خط أحمر، والقرار دائماً للبوط (الحذاء) السوري، وأي خلاف مع القوات الرديفة يجب حله بأسرع وقت، لأن المرحلة لا تحتمل الخلافات. أبنائي في حزب الله، أتيتم لتنصرونا، وليس لتحكمونا، أرجوكم أعيدوا حساباتكم".هدنة 48 ساعة
وبعد تحذير وجهه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لروسيا والأسد من مغبة عدم احترام وقف الأعمال القتالية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ،مساء أمس الأول، عن دخول هدنة لمدة 48 ساعة حيز التنفيذ في مدينة حلب اعتباراً من يوم أمس، للمساعدة على تهدئة الوضع، متهمة "جبهة النصرة" بقصف أحياء عدة بقاذفات صواريخ، فضلاً عن شن هجوم بالدبابات في جنوب غرب المدينة.وأدى القصف الجوي إلى إصابة مستشفى عمر بن عبدالعزيز، أبرز المشافي في شرق حلب بأضرار كبيرة، لكنه لم يسفر عن ضحايا، بحسب منظمة "أطباء العالم" المشرفة عليه.قنابل وهدنة
وقبيل الهدنة المفاجئة، التي لم تعلن موسكو عن جهة ناقشت معها القرار أو المشمولين به، كثفت الطائرات الروسية وتيرة قصفها لحلب وأمطرت أريافها بالقنابل العنقودية والفوسفورية، كما عاودت أمس استهداف مدينة الأتارب بعشرات الغارات الجوية، بحسب "شبكة شام".وعشية الاجتماع المرتقب في سان بطرسبورغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، شدد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ،أمس، على أن روسيا تريد "وقفاً لإطلاق النار طويل الأمد" في حلب.مجموعة دولية
وعلى غرار مجموعة "5+1" مع إيران، اقترح ائتلاف المعارضة وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أمس الأول، تشكيل مجموعة دولية من ست دول تشمل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة لحل الأزمة.وقال رئيس الائتلاف أنس العبدة، في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في بروكسل، إنه يمكن أن تنضم لتلك المجموعة دولة أو اثنتان من الشرق الأوسط لدفع العملية السياسية إلى الأمام، معتبراً أن الولايات المتحدة المنشغلة بالانتخابات الرئاسية وروسيا المنحازة للأسد "احتكرتا الوضع" ولم يؤد ذلك إلى أي نتائج لإنهاء الصراع.توحيد المعارضة
من جانبه، أكد منسق الهيئة حسن عبدالعظيم أن "اجتماع بروكسل يعد الرابع من نوعه، الذي يهدف إلى إرساء أساس لتوحيد موقف المعارضة ودعم نتائج مؤتمر الرياض الذي عقد في ديسمبر الماضي"، موضحاً أن الجانبين أكدا إدانتهما "للمجازر المروعة على يد نظام الأسد وحلفائه" وأعربا عن أسفهما لإخفاق المجتمع الدولي في توفير الحماية للشعب، كما جدد الطرفان التزامهما بضرورة إقصاء الأسد وحل سياسي وطني وفقاً لبيان "جنيف1" الصادر في 30 يونيو 2012.