في البداية، أكد ممثل حملة ناطر بيت الإسكانية بشار الأستاد أنه لا يوجد مناطق بعيدة في الكويت، مبينا أن دول العالم تتوسع، وأن تكديس الناس في موقع واحد سيتسبب بتكرار أزمة الزحام والضغط على الخدمات.وقال الاستاد لـ"الجريدة" إن هذا التوزع وخلق التجمعات الاقتصادية في اماكن مختلفة جميعها قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وطريقة سليمة، مبينا أن الأهم من ذلك ان تكون المدن متكاملة بجميع خدماتها ومتزامنة مع تجهيز خدماتها العامة.
وأشار إلى أن الدول الاخرى جرت العادة ان يقوم كثير من موظفيها بأخذ قطار والاستيقاظ من النوم من الساعة الخامسة فجراً ويستغرق المشوار ساعة ونصف الساعة من وإلى العمل، وهو الأمر غير الموجود لدينا، حيث نصل بالسيارة في نحو 20 دقيقة.
المناطق الحدودية
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم حملة وطن بالايجار الإسكانية م. عباس الشواف إن موضوع البعد ينقسم إلى شقين، الأول في المناطق الحدودية مثل الوفرة وصباح الأحمد، ومستقبلاً قد تكون في العبدلي، وذلك نرفضه تماماً فلا حاجة للابتعاد الى هذه المسافات البعيدة، فنحن الآن في بلد نعيش تقريباً في 3 في المئة من مساحته الإجمالية و7 في المئة مع الشوارع والأراضي المحتكرة، مبيناً أن الاتجاه للسكن في المناطق الحدودية والتي تبعد عن المنطقة الحضرية نحو 80 كلم استنزاف للمال العام لضمها تمديدات للبنى التحتية والمواصلات وغيرها، الأمر الذي لسنا بحاجة له.وأضاف الشواف لـ"الجريدة" أن الشق الآخر من مرحلة التمدن في إطار النطاق الحضري لا بأس به، ولكن بشروط، فالمواطن الآن لديه خبرة سيئة سابقة مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية في المدن التي بنتها في مدينتي جابر الاحمد وصباح الاحمد، معبراً بقوله "مع الاسف السكنية تسلم البيت ولا تسلم المنطقة التجارية بشكل قائم بتواجد المجمعات التجارية والفنادق واماكن العمل".وذكر أن مدينة المطلاع مثال ويجب أن نوجه خطابنا ليس فقط إلى السكنية، وإنما كذلك الى بلدية الكويت والمجلس البلدي، متسائلاً: "أين الجهات الحكومية اليوم من توفير أماكن العمل للمواطنين في هذه المدن الجديدة والمواطن يتحدث عن البعد لابتعاد موقع عمله؟ مطالباً المؤسسة بتفعيل قانون المطور العقاري والذي بدوره قد يؤسس مجمعاً كبيراً أسوة بمجمع الافنيوز في المدن الجديدة والفورملا 1 وفنادق ومراكز عمل وشركات وغيرها من الامور في الوقت ذاته.ووجه عتبه إلى بلدية الكويت والمجلس البلدي قائلا:"لا نعرف سياسة توزيع الاراضي، فالاراضي التي بها معوقات يتم تسليمها للمؤسسة العامة للرعاية السكنية، وهذا أحد الأمور المسببة لأزمة الإسكان، فعلى سبيل المثال مدينة جنوب صباح الاحمد اكتشفوا بها بابا بمنتصف المدينة".الكويت صغيرة
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم حملة لجنة أهالي المطلاع الاسكانية خالد العنزي لـ"الجريدة" إنه لا يوجد بعد في البلاد، وإن الكويت بشكل عام صغيرة وبمعدل ساعة أو نصف الساعة يتم التنقل خلالها، مشيرا الى انه في البداية كان يرفض فكرة السكن في اماكن بعيدة، ولكنه الآن ندمان للحصول على مسكن في مشاريع بعيدة مثل مدينة صباح الأحمد. بدوره، أكد عضو لجنة أهالي بيوت جابر الاحمد السكنية سعيد الهاجري انه يوجد بعد في المشاريع الاسكانية، متسائلاً "لماذا نرى اليوم بيوتا في صباح الأحمد والمطلاع؟ وفي المقابل هناك اماكن اخرى افضل بكثير يمكن بناؤها في المنطقة الحضرية، وكان يفترض ان تحرر وتستغل في الرعاية السكنية؟"وقال الهاجري لـ"الجريدة" إن الدولة تتحدث عن مشاريع مستقبلية مثل مدينة الحرير والمطلاع او حتى باتجاه مدينة صباح الاحمد، ونحن نؤيدها، ولكن يجب أن يكون هناك طرق سليمة وسريعة للوصول اليها وتخدم هذه المناطق، فعلى سبيل المطلاع اليوم ليس لديها سوى طريق واحد ومدينة صباح الاحمد كذلك يعانون من أزمة الطريق في الذهاب والعودة إليها ولا أتحدث عن بعد للمسافة الزمنية، بل اقصد تسهيل خدمات الطرق والمواصلات من والى هذه المدن.توفير الخدمات
وبشكل مختلف، بين رئيس لجنة اهالي بيوت شمال غرب الصليبيخات د. عبدالمحسن العارضي ان موضوع البعد يجب ان ينظر إليه بشكل مختلف، ففي اي مشروع قامت المؤسسة ببنائه يجب ان يتم توفير المواصلات الحديثة له، مبيناً انه غير مستعد للسكن في مدينة تبعد عن مقر عمله 100 كلم، في الوقت الذي يجب ان يصل الى مقر عمله في تمام الساعة 8 صباحاً مع الازدحام والاختناق المروري.وقال العارضي لـ"الجريدة" ان البعد قد يكون مقبولا في حال توفرت الحلول والممثلة في تجهيز "مترو" او قطار او خط سريع بلا ازدحام او غيرها من المواصلات السريعة، مشيراً الى ان الكويت بلد صغير ونستطيع ان نسكن على الحدود ونأتي، ولكن الامر مرتبط بتوفير الخدمات العامة في كل مدينة او منطقة بعيدة وحديثة، متسائلاً "كيف سيتم علاج زحام الجامعات الحديثة في منطقة العارضية والشدادية؟" مؤكداً ان الموضوع ليس سكناً فقط وإنما حياة كاملة.وأضاف "يجب توفير الكادر الطبي في كل مدينة جديدة"، لافتاً الى انه وعن تجربة شخصية فالمستشفى الذي بجانب بيته ليس به وحدة قلب ما دفعه للذهاب الى مركز قائد الانسانية الشيخ صباح الاحمد للقلب، معبراً بقوله "تخيلت لو انني أسكن في مكان ابعد ولا يوجد مستشفى متخصص لا اعرف ماذا سيحدث".وأكد عضو لجنة اهالي شقق شمال غرب الصليبيخات محمد المشوح وجود بعد في المشاريع الاسكانية عن المدينة الحضرية، مستغرباً وزارة الدولة لشؤون الاسكان لعدم توفير المدارس والمساجد خلال بنائها المدن الجديدة، وهي أمور اساسية وليست كمالية، متسائلاً: "في حال مرض احد ابنائي كيف انتقل من مدينة صباح الاحمد على سبيل المثال الى احد المستشفيات وهو المستشفى الصدري أو أحد المستشفيات التخصصية؟" داعياً الى البدء في هذا الجانب بتجهيز الخدمات العامة للمدن والمناطق.ولفت المشوح إلى أن بيت والده سكن في عام 1988 في منطقة جابر العلي، وأخبرته المؤسسة بوجود منطقة تجارية بقرب منطقته، مبيناً انه قبل فترة بسيطة تم الانتهاء من بناء وتجهيز مجمع البيرق بعد انتظار سنوات طويلة.«السكنية»
بدوره، كشف الناطق الرسمي باسم المؤسسة العامة للرعاية السكنية م. إبراهيم الناشي أن الجميع يتفق أنه لا توجد مشكلة في بُعد المشاريع الإسكانية، مادامت توفرت الخدمات العامة في المدينة.وقال الناشي لـ"الجريدة"، إن المؤسسة العامة للرعاية السكنية ليست هي من تختار المواقع الإسكانية بل بلدية الكويت، مبيناً أنه من المفترض أن تقوم البلدية بناء على المخطط الهيكلي الثالث بعمل الدراسات وتقسم البلاد إلى عدة اقاليم.وأضاف أن البلدية لديها مستشار يختار ويحدد مواقع المشاريع الإسكانية، ولديه أسباب الاختيار، ومنها مشروع جنوب المطلاع، وشمال المطلاع، والصبية، ولديه اسباب استبعاد العبدلي ضمن خطة الرعاية الإسكانية، وهو أمر يرجع إليهم.أما عن تطوير الطرق للمدن الجديدة، فلفت الناشي إلى طريق الشيخ جابر الأحمد، مفيداً بقوله "طريق الجهراء لا الجسر" الذي يمتد من محافظة الجهراء باتجاه العبدلي، والذي بحسب خطة وزارة الأشغال سيطرح وسيطور قريباً، مضيفاً "طريق 306 في ميناء عبدالله الى الوفرة يعمل المقاول الآن على تطويره".وتابع "هذه الأمور ليست مهارة، ولكن تطبق في تخطيط المدن، وهي خطة تنمية المدينة لتكون الطرق مواكبة للوحدات السكنية ومواكبة للمرافق، ومواكبة للمحاور الخدمية مثل الاستثماري والتجاري وغيرها، وهي مهمة مدير المشروع الذي وقّعت المؤسسة مؤخراً معه في مشروع جنوب المطلاع الإسكاني، فهو المشرف على العمل، ويشارك المقاول في وضع الجدول الزمني الذي يفترض أن يكون ضمن البنية التحتية، ويتزامن إنشاء محطات التحويل الرئيسية للكهرباء مع إنشاء المرافق الرئيسية في كل ضاحية".وعن المطلاع، قال الناشي إن مدينة جنوب المطلاع تضم 165 مدرسة بمختلف المراحل، وهو رقم كبير، فمدارس الكويت جميعاً قد تصل الى اكثر من 900، إلى جانب ان المحور الخدمي يضم جامعة والاستثماري والتجاري، والان يدرس من المستشار الاستراتيجي، مبيناً ان أغلب المدن بها محاور خدمية، ومدينة صباح الأحمد الان ستطرح فيها الفرص الاستثمارية بمشاركة القطاع الخاص، لافتاً إلى أن المؤسسة بانتظار صيغة الخمس فرص الاستثمارية لدراسة أفضلية المساحات بتأجيرها أو بيعها، وهل مساحة المجمع التجاري يجب أن تطرح قبل المساحات الأخرى أم لا. أما عن أعمال المؤسسة، فقال إن "السكنية" تقوم بالكثير من الأعمال بدءاً من البنية التحتية مروراً بمحطات التحويل الفرعية، مبيناً ان المؤسسة الآن تقوم بتجهيز محطات التحويل الرئيسية "المحول الكبير"، إذ كانت في السابق تسلم أرضها إلى وزارة الكهرباء من باب الاستعجال في إنجاز المشاريع، فضلاً عن المرافق العامة والمساجد والجمعيات، فجهات الدولة لديها متطلبات كثيرة وغير ملامين عليها، فهذه احتياجاتهم.