كثافة الإنتاجات الدرامية الرمضانية... دليل عافية أم (لعنة)؟

العمل الجيد يفرض نفسه

نشر في 18-06-2016
آخر تحديث 18-06-2016 | 00:00
يشهد موسم رمضان هذا العام، كما في كل عام، كثافة في الأعمال الرمضانية، ورغم أن الدراما يغلب عليها طابع التنوع، فإن المشاهد يعجر عن متابعتها كلها حتى لو تسمّر أمام الشاشة اليوم كله، من هنا قد يظلم بعض المسلسلات، ولا يلقى نسبة مشاهدة كبيرة رغم جودته، فيعلق القيمون آمالا لدى إعادة عرض هذه المسلسلات بعد موسم رمضان... هنا يبرز السؤال: هل تؤدي كثرة الأعمال الرمضانية إلى أن يحرق بعضها بعضاً أم أن العمل المميز يفرض نفسه؟
حول هذه الإشكالية بالذات استطلعت «الجريدة» آراء مجموعة من الفنانين وسجلت الانطباعات التالية.
عبدالرحمن العقل

{أنا مع مقولة إن العمل الجيد يفرض نفسه مهما ازدحمت الأعمال الدرامية على شاشة رمضان}، يؤكد الفنان عبد الرحمن العقل لافتاً إلى إن الجمهور ذكي، فهو يشاهدة معظم الأعمال الدرامية، في بداية الشهر الكريم، ومع توالي الأيام يفرز الجيد منها ويتابعه حتى نهاية الشهر.

يضيف: {أتصور أنه مع هذه الزحمة سيكون من المناسب اختيار عملين أو ثلاثة على أكثر تقدير لمتابعتها، أما إذا زاد العدد فسيكون مبالغاً فيه، وقد لا يشعر الجمهور بمتعة المشاهدة. الفرصة المناسبة لمشاهدة المزيد من هذه الأعمال تكون بعد انتهاء شهر رمضان، ذلك أن المحطات الفضائية تعيد عرض الأعمال الرمضانية على مدار العام}.

حول ردود الفعل على أدواره في الدراما الرمضانية يجيب: {جيدة لغاية الآن سواء بالنسبة إلى دوري في {المحتالة}، مسلسل كوميدي خفيف من تأليف نجاة حسين وإخراج محمد العوالي، أو دوري في {حكايات حب}، سداسيات تلفزيونية تناقش قصصاً اجتماعية تراجيدية من إخراج عبدالله التركماني. أنا سعيد بالأصداء هذه التي تؤكد أن الجمهور ينجذب تلقائياً إلى الأعمال الجيدة مهما ازدحمت الأعمال في شهر رمضان}.

مرام

{قاعدة أن العمل الجيد يفرض نفسه هي الصحيحة رغم كثافة الأعمال الدرامية الرمضانية}، توضح الفنانة مرام مشيرة إلى {أننا نعيش في مجتمع يعشق الدراما وتكون محور أحاديثنا اليومية، ونتناول المسلسلات والبرامج بالنقد والتحليل}.

تضيف: {أصبح الجمهور العادي غير المتخصص يمتلك رؤية نقدية جديرة بالاحترام، وتصوب عمل الفنان خصوصاً بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهي وجه آخر لوسائل الإعلام التقليدية، من خلال ما يعرف الآن بصحافة المواطن أو الإعلام البديل}.

تتابع: {مع الأيام الأولى من الشهر الفضيل ، تستقطب أعمال محدودة الجمهور لجودتها، سواء محلية أو خليجية أو عربية، وهو أمر حدث مع مسلسلي {ساق البامبو} الذي حصد نسبة مشاهدة كبيرة منذ الحلقات الأولى، وأجسد فيه شخصية ابنة قاسية وصارمة، وهو دور جديد أقدمه للمرة الأولى في مشواري الفني، وقد كرهني الجمهور بسببه، ما يعني أنني نجحت في تقديم الشخصية، ولا أنكر أنها أرهقتني أثناء التصوير لأنها تختلف تماماً عن شخصيتي الحقيقية}.

علي كاكولي

{لا أرى زحمة في الأعمال الدرامية على مستوى الإنتاج التلفزيوني الخليجي لشهر رمضان هذا العام، ذلك أن الإنتاجات الدرامية أقل من العام الماضي}، يشير الفنان علي كاكولي، ملاحظاً أن ثمة {سؤ توقيت} في عرض بعض الأعمال الفنية، ما ينعكس سلباً على متابعتها من جانب الجمهور.

يضيف: {تقع المسؤولية في مثل هذه الحال على بعض المحطات الفضائية التي يجب أن تختار أوقاتاً مناسبة، تواكب وجود الناس في بيوتهم وليس العكس، وهو أمر حدث مع مسلسلي الرمضاني الحالي {باب الريح}، تأليف محمد حسن أحمد، إخراج علي العلي، بطولة الفنانين: سعد الفرج، فاطمة عبدالرحيم، زهرة عرفات، إبراهيم الحساوي، حمد العماني، أميرة محمد وآخرون}.

يتابع: {رغم ضخامة المسلسل من نواحي القصة والإنتاج والفنانين النجوم المشاركين فيه، لكن المسلسل يعرض في وقت ميت عند الثانية إلا ربع بعد الظهر، كأنه {مركون على الرف}، ما ظلمه رغم أنه من الأعمال الجيدة ويستحق اهتماماً أكثر مما حدث في الواقع، ليأخذ فرصته الحقيقية من المتابعة والرصد من الجمهور، لا أقول ذلك لأنني أحد الفنانين المشاركين فيه بل لأنه عمل ضخم يستحق الاهتمام به بما يليق بمستواه الفني}.

فهد العبدالمحسن

{ تؤدي كثرة الإنتاجات الدرامية إلى حرق بعضها البعض، لا سيما أن حيز الوقت المتاح للمتابعة قصير}، يلفت الفنان فهد العبدالمحسن، موضحاً أن الجمهور يجد نفسه مجبراً على تخصيص بعضاً من وقته لمتابعة بعض الأعمال الفنية وتجاهل البعض الأخر.

يضيف: {لا بد من أن يفرض العمل الجيد نفسه رغم الزحمة في الدراما الرمضانية، لا سيما إذا كان متكاملاً من نواحي: القصة الجديدة التي تقدم طرحاً مغايراً للسائد والرؤية الإخراجية والنجوم}.

حول الأعمال الدرامية التي يتابعها خلال الشهر الفضيل يجيب: {أتابع المسلسل الكويتي {ساق البامبو} للفنانة الكبيرة سعاد عبدالله وإخراج محمد القفاص، لأن الرواية المأخوذ العمل منها فازت بجائزة البوكر للرواية العربية، فضلا عن تكامل العناصر الفنية للمسلسل. كذلك أتابع المسلسل المصري {أفراح القبة} من بطولة: منى زكي، جمال سليمان وأياد نصار، إخراج محمد ياسين، وسر إعجابي به أنه يقدم شكلاً جديداً في الدراما العربية عموماً وأسلوب إخراجه مميز. تمنيت متابعة مزيد من الأعمال الفنية ولكن انشغالي ببروفات مسرحية {البيدار} مع الفنان الكبير سعد الفرج، يأخذ وقتي في معظمه}.

back to top