● حدثني عن جمعية مسلمي اليابان؟- هناك العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية في اليابان، وهي في الغالب تابعة للجاليات الوافدة والمهاجرة إليها، وخاصة من شرق آسيا، لكن أبرزها جمعية مسلمي اليابان، لأنها تختص فقط بأبناء المسلمين من اليابان.
وتعد هذه الجمعية من أقدم الجمعيات الإسلامية في اليابان، ويرجع إنشاؤها إلى ما قبل 1950، وأسسها مسلمو اليابان، بعد الحرب العالمية الثانية، وجميع أعضائها مثقفون ثقافة إسلامية جيدة، وهدف الجمعية دعوة أبناء اليابان للدخول في الإسلام، لأن الياباني المسلم أقدر على دعوة ابن جلدته، لمعرفته بالأساليب المناسبة لدعوته ولقدرته على مخاطبته بلغته.
إقبال على اعتناق الإسلام
● هل هناك إحصاء دقيق لعدد مسلمي اليابان؟- يقدر عددهم بنحو 150 ألف نسمة، منهم 100 ألف من المهاجرين و12 في المئة (نحو 18 ألفاً) من أصل ياباني، وهذه الأرقام تعتمد على تقديرات تقريبية نشرت منذ أكثر من عامين، لكن هناك بعض التقديرات التي تؤكد أن المسلمين يزيد عددهم كثيرا على هذا الرقم، نظراً للإقبال الكبير على اعتناق الإسلام في اليابان، وانتشار المسلمين في كل أنحاء اليابان.● تعانون عدم وجود مدارس إسلامية، فكيف تتغلبون على هذه المشكلة؟- التعليم في اليابان يأخذ الشكل الإجباري، وللأسف لا توجد مدرسة إسلامية واحدة في اليابان، لكن توجد أعداد من الكتاتيب التابعة للجمعيات الإسلامية، نشاطها ضعيف، ولا ترتقي لتحمل مسؤولية إعداد جيل من الشباب المسلم المثقف الواعي والعارف لدينه بشكل عصري، وهناك آلاف من أبناء المسلمين لم يتهيأ لهم تعلم الإسلام واللغة العربية، وهذا يهدد بذوبان هؤلاء الأبناء في المجتمع الياباني. واضطر عدد من المهاجرين إلى إرسال أبنائهم إلى بلدانهم الأصلية لدراسة الدين الإسلامي، وأفرزت هذه المشكلة مشاكل أخرى أضرت بالمسلمين اليابانيين، فقد أدى السفر وإرسال الأبناء إلى هدم الحياة الزوجية، لكن نعمل الآن جاهدين إلى الاعتناء بأبناء المسلمين من الجيل الثاني، لأن هؤلاء هم الذين سيقدمون الإسلام للشعب الياباني بكفاءة أعلى منا، فهم يابانيون ولغتهم يابانية.جهود مشكورة
● ما مدى تأثير البعثات الدعوية التي ترسلها الدول الإسلامية إلى اليابان؟- هي جهود مشكورة يقدرها كل مسلم في اليابان، لكن أرى أنها قد تتسبب في بروز مشكلات، حيث يكون أفراد البعثة من غير المسلحين بالعلم وغير المؤهلين جيدا للدعوة من الأساس، وربما في الغالب أيضاً لا يجيدون، ولو بشكل متواضع، الغة اليابانية، وليست لديهم أي قراءة عن خريطة اليابان الثقافية والعادات والتقاليد، لذلك فهم غالبا لا يتوجهون بدعوتهم إلا للمسلمين الذين يتحدثون العربية، لهذا نحن بحاجة إلى مساعدة المسلمين في المشرق إلى مد يد العون في بناء مؤسسات إسلامية دعوية أو افتتاح فرع لجامعاتها الإسلامية في اليابان.● لعل قضية دفن الموتى مازالت تمثل قمة المشاكل لمسلمي اليابان حتى الآن، فما السبب؟- أكبر هموم المسلمين في اليابان هي قضية دفن موتاهم، فالمشكلة ليست اضطهاداً للمسلمين، بل ترجع المشكلة إلى أن كلفة الحصول على قبر تبلغ أكثر من مليون ين ياباني (10 آلاف دولار)، لذا حرصنا خلال السنوات الأخيرة على شراء أرض فضاء لبناء قبور شرعية بجوار العاصمة (طوكيو)، لدفن موتانا مجاناً، وامتدت يد العون لنا من أغلب الدول العربية، وعلى رأسها الكويت والسعودية، ما ساعد على خروجنا من عثرتنا، حيث إن أغلب مسلمي اليابان ليسوا من الأغنياء، لأن أغلبهم مهاجرون بسطاء.شهر رمضان باليابان
● هل لكم طقوس خاصة في شهر رمضان؟- رمضان من الشهور الجليلة التي ينتظرها جميع مسلمي اليابان، حيث إننا نملك أكثر من عشرة مساجد كبيرة، وهي في الغالب عبارة عن جمعيات إسلامية، ونقوم بعمل إفطار جماعي في هذه المساجد، ونتبادل الزيارات ونصلي التراويح، ونستمع إلى دروس السيرة النبوية وللقرآن الكريم.وأنا دائماً أطالب أي مسلم عند مجيئه إلى المسجد طوال شهر رمضان أن يصطحب معه أولاده، من أجل تواصل أبناء المسلمين فيما بينهم، ونظمنا دورات دينية ورياضية لإبراز الدين الإسلامي، باعتباره يجمع بين الدين والدنيا، وكما أنه يهتم بالروح يهتم أيضا بالبدن والصحة.● يقال إنك من أوائل المسلمين في اليابان، فهل يعني أنك حديث عهد بالإسلام؟- الإسلام في اليابان قديم قدم المعاملات التجارية، لكنني بالفعل من أوائل المسلمين في اليابان، لأنني أول مسلم من أصل ياباني يدخل الإسلام، فقد كنت أعتنق البوذية طيلة 27 عاماً، ولما اطلعت على الإسلام وتبحرت فيه تيقنت بأنه هو الدين المنزَّل من عند الله، فدخلته، وتوالى دخول العديد من اليابانيين، وكوَّنا جمعية مسلمي اليابان، الذين هم من أصل ياباني دون سواهم، وظلت زوجتي على دين البوذية لأكثر من ثلاث سنوات، ثم أسلمت بعدها عن اقتناع، وأنجبنا ابنتي التي تعد الفتاة المسلمة الوحيدة التي تحصل على دكتوراه في علوم الدين الإسلامي من مسلمى اليابان.