أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر كتابا للدكتور الراحل محمد البهي، أستاذ الفلسفة الإسلامية، بعنوان "الإسلام فطرة الله"، لم يترك فيه المؤلف فرصة إلا وهاجم فيها الفكر المادي، في مختلف أشكاله وصوره، فقد راح يبين أن الوحي المكي حارب مادية الفكر، التي كانت تسيطر على عقول العرب المكيين، مؤكداً أن المادية المعاصرة ما هي إلا شكل آخر من أشكال المادية، لا يختلف في أساسه عن المادية القديمة.ويرى المؤلف أن حل مشكلات المجتمعات الإسلامية المعاصرة يكمن في الحلول الإسلامية، وليس في الحلول المستوردة من الشرق أو الغرب.
وأشار المؤلف إلى وجود غلو في ممارسة الحرية الفردية، سواء من جانب المفكرين أو رجال السياسة أو أصحاب المال في أي نظام ديمقراطي، فصار الارتباط بين تلك الأطراف ليس فكرياً أو نظرياً فحسب، إنما قبله ارتباط مصلحي أو ارتباط منفعة مادية في العلاقات، فأرباب الفكر والقلم أصبحوا يدافعون عن السياسة، أو صاروا محترفي سياسة ويدافعون عن الماليين وأصحاب رؤوس الأموال.وأيضاً رجال السياسة يدافعون عن الماليين وأصحاب رؤوس الأموال وهكذا، كما أن احتكار المال بين فئة قليلة كأحد الملامح أو الآثار والنتائج التي تحدد طابع الرأسمالية هو في الواقع الظاهرة التي تجر إلى الظواهر الأخرى التي يتكون من مجموعها هذا الطابع، فهذا الاحتكار يؤدي إلى السيطرة في مجال السياسة والتفكير والتوجيه.وتناول الكتاب أن الله استخلف الإنسان لعبادته، وأيضا لرعاية حق الله في المال، كما كان حريصا على تناول الرأي الإسلامي في حل عدد من المشكلات التي تسود المجتمعات الإسلامية المعاصرة، وهي مشكلات العلمانية والديمقراطية ومشكلة الاقتصاد في المجتمع، ومشكلة العمل في المصانع، ومشكلة التأمين في البنوك، ومشكلة ازدياد السكان والحياة الصناعية المعاصرة، كما كان حريصا على عرض وجهات النظر الإسلامية في مواجهة التيارات المعاصرة، وعرض الإسلام في مواجهة التحديات الأيديولوجية الماركسية والمنطقية الوضعية.
توابل - دين ودنيا
«الإسلام فطرة الله» يحارب مادية الفكر
18-06-2016