مفاتيح الرزق: الزواج
تتعدد مفاتيح وأسباب الرزق والبركة فيه، أبرزها الاستغفار والتوبة والتقوى والتوكل على الله، والتفرغ لطاعته، والمتابعة بين الحج والعمرة وصلة الرحم والإنفاق في سبيل الله والإنفاق على أهل الخير، ولا سيما طلبة العلم الشرعي، الدعاء، الإحسان للفقراء والصدقة والزواج.يقول أستاذ فلسفة الأديان والعلوم الإنسانية بالجامعة الأميركية في القاهرة، د. أحمد علي عثمان، إن القرآن قبل أكثر من 1400 سنة ذكر الزواج في قوله تعالى: "وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ". (النور:32). وهذه الآية تؤكد أن الزواج يمكن أن يكون سبباً للغنى، لقوله تعالى: "إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور: 32)، لكن بعض الناس في الجاهلية كان يخشى الفقر، فكانوا يقتلون الأولاد أو يدفنون البنات في التراب، لذلك نزل قوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا". (الإسراء:31)، ففي هذه الآية تعهد الله برزق الأولاد.
وقد نشرت مجلة التايم الأميركية دراسة أخيرا أجريت في جامعة أوهايو، وأظهرت أن المتزوجين، ولديهم أطفال، ترتفع دخولهم بمقدار 16 في المئة سنوياً، مقارنة بثمانية في المئة لدى غير المتزوجين.وقامت الباحثتان الاجتماعيتان ماريا كانشين من جامعة وسكنسن، وديبورا ريد مديرة الأبحاث في مركز ماثماتيكا للبحوث السياسية، بإجراء دراسة نشرت في كتاب "تغيير الفقر... تغيير السياسات"، تناولتا فيها تأثير انخفاض معدلات الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وتأثيرها في مستوى الفقر.وبينت الدراسة، أن عدد السكان الذين يقعون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة سيرتفع بمقدار 2.6 في المئة، بسبب كثرة حالات الطلاق، بعدما تبيَّن لهما أن المرأة المتزوجة لديها فرصة أكبر في إيجاد عمل بدخل أكثر من نظيرتها غير المتزوجة. كما أوضحت، أن وجود زوج أو زوجة في البيت، يؤدي إلى رفع الحالة المعنوية لكل منهما، ما يؤدي إلى إنتاجية أكبر لهما، وبالتالي زيادة الدخل الناتج من عملهما.وأوصت الدراسة بتوفير أماكن لرعاية الأطفال في مقار العمل، ما سيشجع غير المتزوجات على القيام بهذه الخطوة، دون الخوف على أولادهن، أو اعتبارهم عائقاً أمام تطورهن الوظيفي.وهذا يعني أن الزواج وسيلة لزيادة الدخل، وهذه حقيقة علمية، وليست مجرد مقولة، ومن هنا نستطيع أن ندرك أن الآية الكريمة تحوي إعجازاً، فمن الذي أخبر النبي الكريم بأن الزواج يمكن أن يكون سبباً في غنى الإنسان؟ إنه القائل: "إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور: 32).لذلك، فإن النبي (ص) أنكر على ذلك الرجل الذي أراد العزوف عن الزواج، وقال: "النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنَّتي فليس مني" إن سنَّة النبي (ص) دائماً وبعدما ينكرها الملحدون نجد علماءهم ينادون بها، فماذا يدل ذلك؟ إنه يدل على أن النبي (ص) على حق، فهل سيبقى الملحدون يشككون بهذه السنة النبوية العظيمة؟كما تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس أن العالم المتزوج أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالم الأعزب، لكن الدراسة تؤكد أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء المتزوجات، بسبب انشغالهن بشؤون المنزل وتربية الأطفال ومسؤولية الزوج.من هنا، ندرك أن عطاء المرأة المتزوجة وإبداعها ينصب باتجاه أطفالها وبيتها وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين، ليعيشا في راحة تامة.ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية.