أكد الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا أن والديه كوميديان في المواقف التي تحدث بينهما، حيث يطلقان مجموعة من «الإفيهات» أثناء تشجارهما معاً، ما يستدعي ضحكه مع إخوته، مشيراً إلى فارق السن الكبير بينهما.

وأضاف «بوعدنان» أثناء حديثه عن حياته الشخصية والفنية للإعلامي السعودي داود الشريان في حلقة أمس الأول، أن والدته، واسمها بيبي والمفردة فارسية - تركية تعني أميرة، تحملت مسؤولية 16 فرداً أثناء غياب والده، بحكم أنه نوخذة، يستغرق سفره مدة طويلة بين إفريقيا وبومبي لجلب الأخشاب وتوزيعها على الخليج، أما رحلات الغوص فهي قصيرة.

Ad

ولفت عبدالحسين إلى أن والده يحب الفن والطرب ويختار البحارة الذين يضربون الإيقاعات مثل المرواس والطبل، وكان يرافقه في رحلات أثناء العطلات وهو في سن الثامنة، لأنه هادئ جداً والمفضل والمطيع لدى والدته، والأوسط بين أشقائه وشقيقاته.

وعن بدايته مع التمثيل، استدعى ذاكرته إلى أيام دراسته في الأحمدية ثم المباركية، عندما تولى أستاذه محمد الحسيني تكوين فرقة مسرحية لتقديم عمل عن «عمر بن الخطاب»، حيث جسد بوعدنان دور «عمر» وحضر العرض وزير المعارف وقتذاك الشيخ عبدالله الجابر والشهير بعقاله المعروف باسم «المقصب»، لافتاً إلى أن الحركة المسرحية بدأت من خلال المسرح المدرسي وكذلك الرياضة.

أما عن انطلاقته الفعلية مع المسرح العربي، فكانت من خلال مسرحية «صقر قريش» من إخراج عميد المسرح العربي زكي طليمات الذي أسس هذه الفرقة ومعهد الدراسات المسرحية، وقد استقطبه الرائد الشامل حمد الرجيب، وعندما تخلف الممثل عدنان حسين كان بوعدنان بديله، ومن هنا انطلق.

وأوضح عبدالحسين أن طليمات كان يجلس آخر الصالة وظهره للمسرح، لاختبار الأداء الصوتي ومخارج الحروف، كما انصب اهتمامه على الوقفة على الخشبة وكيفية مقاطعة حوار الزميل، وهو فخور جداً بتدريب مجموعته في المسرح العربي.

واعتبر بوعدنان أن برنامج «دنيا الأسرة» الذي قدمته الإعلامية فاطمة حسين، ويحتوي مشهد تمثيلي لإحدى القضايا الاجتماعية ومن ثم البحث عن حلول لها مع أهل الاختصاص، أدى إلى ظهور السهرات التلفزيونية بعد اعجاب المشاهدين بتلك المشاهد التمثيلية في ستينيات القرن الماضي، وأسهم ذلك في شهرة الكثير من الفنانين، ما انعكس على تكويت الأعمال المسرحية.

أما عن عمله في الطباعة، فبيّن بوعدنان أنه افتتح مطبعة الأهرام بعد عودته من الدورة في القاهرة، لافتا إلى أنه أحب هذه المهنة إلى جانب التمثيل، والتي ساعدت في الانفاق على العائلة.

وعن الدويتو الجميل مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، عزا التناغم والكيمياء التي بينهما إلى أن كليهما يعرف امكانيات الآخر، وهي تستحق ما اطلق عليها أنها «سندريلا الشاشة»، ومثلت معه في أول مسرحية لها مع العربي «اغنم زمانك» ثم «30 يوم حب»، بعدها «عزوبي السالمية» و«فرحة أمة» التي عرضت بمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون، ومسلسل «درس خصوصي»، مضيفاً أن الملحن الراحل أحمد باقر مؤسس المعهد العالي للفنون الموسيقية جمعهما في اسكتشات جميلة مثل «مداعبات قبل الزواج» و«شهر العسل».

وقال عبدالحسين كلمة حق في الفنان الراحل عبدالعزيز النمش، إنه كان يحفظ أفضل منهم، على الرغم من عدم معرفته الكتابة والقراءة. وفي حق الفنان ناصر القصبي، قال بوعدنان أنه فنان ملتزم، وخلوق، ومبدع كبير، يحتاج إلى مخرج يفهمه.

وعن أبنائه وجينات الموهبة الفنية، أشار إلى ابنه بشار الذي يكتب الأغنيات وهو الآن ملحق عسكري في روما، وابنته منال فنانة تشكيلية ومصممة أزياء وديكور.