عباس شومان: الشعوب العربية ليست مؤهلة للحرية

وكيل الأزهر لـ الجريدة•: البعض يهاجمنا لمصالح شخصية ولا علاقة لنا بقضايا الازدراء

نشر في 18-06-2016
آخر تحديث 18-06-2016 | 00:00
No Image Caption
اعتبر وكيل الأزهر الشريف عباس شومان أن الشعوب العربية لم تؤهل تأهيلاً صحيحاً للتعامل مع الحريات، وطالب بضرورة إحكام السيطرة على المتحدثين في الشأن الديني، معتبراً في حوار مع «الجريدة» أن البعض يهاجم الأزهر لمصالح شخصية، لكن الأزهر لن ينزلق إلى محاولات استهدافه، وفيما يلي نص الحوار:
● يرى البعض أن مفهوم الحرية تغير بعد ثورة 25 يناير 2011، ما تعليقك؟

- المشكلة أن المفاهيم اختلطت، ونحن شعوب لم تتأهل تأهيلاً صحيحا للتعامل مع الحريات، لذا يجب أن نفهم معنى الحريات قبل التوسع في استخدامها.

● كيف ترى دور الأزهر في تجديد الخطاب الديني؟

- تجديد الخطاب الديني ليس مسؤولية الأزهر وحده، ويتطلب تطويراً أكبر في المناهج التعليمية في الوطن العربي كله، وأن تكون هناك مناهج موحدة في أهدافها تنطلق من فكر يواكب التغيرات المتتالية التي تحدث حولنا.

● كيف يتم ذلك في ظل فوضى الفتاوى التي أصبحت تثير اللغط؟

- الجميع الآن يتحدث في أمور الدين، المؤهل وغير المؤهل، وأصبح كل من هو بدون عمل يتحدث في الدين، ومن هنا لابد من إحكام السيطرة على المتحدثين في الشأن الديني، بحيث يكونون مؤهلين لذلك، ولا يكون المجال مفتوحاً لكل من أراد التحدث في أمور الدين.

● ما الرؤية التي يتبناها الأزهر في الخطاب الديني خلال المرحلة المقبلة؟

- رؤيتنا واضحة وتتلخص في فصل الخطاب والفكر الديني عن الأغراض الضيقة والمصالح الشخصية والحزبية، لأن مؤسسة الأزهر بعيدة عن أي صراعات، ودورنا هو أن يكون هناك خطاب يضيء الطريق ويبرز الحقائق، ولا يتلون باللون السياسي السائد أو الذي زال، وعموماً أؤكد أن البعض يهاجم الأزهر لأجل مصالح وأهداف شخصية.

● زادت مؤخراً قضايا ازدراء الأديان، فما السبب برأيك؟

- المشكلة أننا نعاني الفهم المغلوط، عندما نتحدث عن الحريات نتحدث عنها بطريقة غير صحيحة لا سقف لها، فالبعض يرى أن من حق أي شخص أن ينتقد الأديان والثوابت ويقول ما يحلو له، وهذه ليست حرية تعبير، فالحرية ليست مطلقة سواء في العالم الإسلامي أو الغربي، وليس من حق أحد التعرض لمقدسات أو لأديان، وأؤكد أن الأزهر ليست له علاقة بهذه القضايا، ولكن دورنا هو التصدي لمحاولات التعرض للأديان أو للمقدسات.

● هل يؤيد الأزهر تعديل قانون ازدراء الأديان؟

- لسنا رجال قانون، لكن إذا وُضعت القوانين في إطارها الصحيح يُمكن أن تنتقد أي شخص لكن لا يمكن أن تنتقد الدين الذي يتبعه.

● ما رأيك فيما يقوله البعض بأن دور الأزهر تراجع في مواجهة التطرف؟

- غير صحيح، فالأزهر ماضٍ في طريقه ولا يتأثر بوتيرة اللغط الكثير وحالة العشوائية في تناول كل شيء، والأزهر لن ينزلق إلى محاولات استهدافه.

● إذاً كيف سيتعامل الأزهر مع انتشار التطرف واستقطاب الشباب؟

- الأزهر وضع استراتيجية جديدة لمواجهة التطرف وأعلن ملامحها قبل أيام شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، حيث سيكون هناك تحديث في استخدام الوسائل والأساليب لمواجهة التطرف، وسنقوم بالتركيز على استخدام التقنيات الحديثة ومواجهة الجماعات المتطرفة بنفس أسلحتهم.

● كيف ترى تسريب امتحانات الثانوية العامة وكيف تواجه الدولة هذه الظاهرة؟

- تسريب الامتحانات حرام شرعاً، لأن الحصول على أي شيء بطرق غير مشروعة حرام، لكن لا نكثر من الحديث عن المسائل الشرعية نحن نتحدث عن ظاهرة منتشرة في كل أرجاء المجتمع، ولابد من تغيير ثقافة أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، وعلى الجميع أن يدرك أن الغش لا يمكن أن يخرج عقليات نافعة وصالحة للأمة، ولذلك يجب أن تكون هناك تشريعات جديدة لضبط العملية التعليمية، ويجب التشويش على الهواتف المحمولة داخل لجان الامتحان.

back to top