العرب كعادتهم مهتمون بالانتخابات الأميركية أكثر من الأميركيين أنفسهم، فكل أربع سنوات نجد الشعوب العربية وجميع وسائلها الإعلامية تركز على هذه الانتخابات "اللعينة" التي جلبت لهم جل مآسيهم ومشاكلهم على أمل أن يأتي من رحمها رئيس يهتم بقضاياهم، معتقدين أن الحال لن تتغير إلا بوجود رئيس لأميركا يكون بمثابة المنقذ لهم، متناسين أن أهم شعارات المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة هو "الالتزام بأمن إسرائيل وبقائها"، وهو الشعار الثابت الذي لم يتغير في أي برنامج لأي مرشح، جمهورياً كان أو ديمقراطيا. وكل ما يطرح قابل للتغيير عدا مصلحة أميركا العليا واقتصادها، لذلك نجد أن الجمهوريين حينما كانوا في سدة الحكم أسقطوا نظام البعث في العراق وحل الجيش العراقي ليأتي بعده الديمقراطيون ويصنعون لهم "داعش" ويجعلون العراق في فوضى خلاقة ليدمَّر ويفتت شعبه وقوته، وهم أيضاً من تركوا النظام السوري يفرط في قتل شعبه وتشريده للمحافظة على أمن إسرائيل، وهم من أنهوا ثورات الشعوب العربية حتى لا تختار حكومات قد تضر بمصلحة أميركا، لذا لا تتوقعوا جديداً قد يحدث وراء هذه الانتخابات.
يعني بالعربي المشرمح:
لا تعقدوا آمالكم على الانتخابات الأميركية، فسواء نجح جمهوري أو ديمقراطي فلن تكونوا إلا كعرب في حساباتهم، ولن يخرجوكم مما أوقعكم به أسلافهم، فلن تكونوا في درجة اهتمامهم بالكيان الصهيوني الذي يستمدون كمرشحين قوتهم منه، فاتركوا انتخاباتهم وفكروا في وحدتكم وقوتكم لكي يلتفتوا إليكم ويعملوا لكم ألف حساب.