هل جهزت حقيبتك؟
![هنادي ملا يوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1466186748797029800/1466186771000/1280x960.jpg)
فكما نعلم جميعنا أن أبواب الجنان مفتوحة والشياطين مصفدة والإغراء بالأجر العظيم لا يعدّ ولا يحصى، فشهر رمضان فرصتك لتزور أخاك الذي قطعت علاقتك معه منذ أشهر طويلة، وهو فرصة لتصالح زوجتك المحبة التي لم ترضَ أن تتركك في هذا الشهر دون أن تعدّ لك ولأولادك طعام الفطور والسحور، تبتغي الأجر عن الذهاب لبيت أهلها بعد أن أسأت معاملتها، وهذا الشهر عملتك النادرة لتزور عمتك في المستشفى التي تترقب حضورك لديها ولتصالح مديرك في العمل، وتفتح صفحة جديدة معه، وتطوي ما مضى وتخبره بأنك ما فعلت ذلك إلا لأجل شهر الله. أتعلم أنك إن قمت بهذه الأشياء أو بعضها فإنك تقوم بتنظيف داخلي لجسمك وقلبك، وهو بلا شك سينعكس على لسانك ووجهك! فلماذا نرى دائما المخرج في الأفلام يختار دور المجرم لشخص ذي ملامح سيئة ومنفرة وغير مريحة؟ لأن ما تفعله من عمل أو قول ينعكس على وجهك. يقول تعالى "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ". فاعلم أنك متى ما جاهدت نفسك وترفعت عن أذية غيرك فأنت ترتقي باطنيا، وسينعكس هذا ظاهريا عليك، وهنا ستولد شخصا بروح شفافة جميلة يجذب كل من حواليه، وكن على يقين يا قارئي العزيز أن التسامح قوة لا ضعف، وأن الله جلّ علاه يسامح ويغفر، ويعطينا فرصا كثيرة، لذا عليك اغتنام هذا الشهر الفضيل لنيل غفران رب العالمين، فلا تكن غافلا عن ذلك، وافتح صفحة جديدة مع نفسك أولاً، ومع أهل بيتك ثانياً، ومع الأرحام ثالثاً، والناس رابعاً، وتذكر ما جاء في الأثر "من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه"، فأحسن تجهيز حقيبتك وتقبل الله أعمالنا وأعمالكم.