للتربية وسائل متعددة منها التربية بالعبادة، والقصة، والأحداث، وإحياء الضمير، والموعظة، والترغيب والترهيب، والعقوبة والقدوة.

ومقالنا اليوم عن التربية بالقدوة، فهي تعتبر من أصعب أنواع التربية لأنها تدعو إلى الالتزام بالعمل قبل الكلام، وكما يقولون: "لسان الحال أبلغ من المقال"، فلهذا النوع من التربية تأثير كبير على الأطفال إذ عندما يرون القدوة أمامهم يقلدونها، فإن كانت القدوة صالحة صلح الأبناء والعكس صحيح.

Ad

يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا

على ما كان عوّده أبوه

ويقول آخر:

حرض بنيك على الآداب في الصغر

حتى تقر بهم عيناك في الكبر

وإليكم القصة التالية التي تتحدث عن التربية بالقدوة: ذهبت امرأة إلى غاندي تطلب منه أن ينصح طفلها ألا يأكل الحلويات لأنها تضر بصحته، فقال لها غاندي: تعالي بعد شهر... إلا أنها أبلغته أنها جاءت من قرية بعيدة، وهناك مشقة كبيرة عليها بأن تعود مرة أخرى، إلا أنه أجابها: تعالي بعد شهر.

عادت الأم بعد شهر مع طفلها، فقال غاندي للطفل: "لا تأكل الحلويات لأنها تضر بصحتك وأسنانك"، فدهشت الأم أنه لم يقل شيئا جديدا يستحق الانتظار شهراً بكامله يدعها تتحمل مشقة السفر مرتين.

سألته: لماذا لم تقل ذلك من المرة الأولى؟ فأجابها غاندي: "أنا لا أستطيع أن أنهى عن فعل وآتي بمثله لقد كنت آكل الحلويات قبل شهر، وتوقفت عن أكلها منذ ذلك اليوم".

لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

فما أحوجنا اليوم إلى قدوة صالحة في البيت، وفي المدرسة، وفي العمل، وفي الشارع، وفي كل مكان لكي ننهض بمجتمعنا، ونتخلص من السلوكيات الخاطئة التي استشرت فيه.

* آخر المقال:

"عمل واحد يؤثر في ألف، وأقوال ألف لا تؤثر في واحد إذا كانت أقوالاً بلا عمل".