«ديزني» تطلق المتنزه الأكثر إثارة في الصين

نشر في 18-06-2016
آخر تحديث 18-06-2016 | 00:01
No Image Caption
إذا كان لديك أطفال صغار فقد تعرف مدى الحيرة في كيفية شرح طبيعة عملك لهم. والقول لهم "أمك هي مصرفية استثمارية" لا تعني الكثير بالنسبة الى طفل في الخامسة من العمر. ولكن بالنسبة الى سكوت دريك فإن المطلوب هو قليل من التوضيح. أولاده الثلاثة يفهمون تماماً أن والدهم يبني اللعبة الأفعوانية العملاقة في ديزني لاند الصين.

وعمد دريك، وهو المدير التنفيذي الفني لشركة والت ديزني، التي تحتل المركز 53 في قائمة فورتشن 500 الى نقل عائلته الى شنغهاي قبل ثلاث سنوات –وهو يتولى الإشراف على بناء تومورولاند، وهي واحدة من 6 مواقع ستفتتح عما قريب في منتجع ديزني شنغهاي. وبتكلفة تبلغ 5.5 مليارات دولار فإنها تمثل بكل تأكيد المتنزه الأكثر طموحاً حتى الآن لميكي ماوس.

وفي حقيقة الأمر فإن كل شيء هو أكبر حجماً في ديزني شنغهاي التي تشتمل على أطول قلعة سحرية في أي موقع لديزني. وقسم دريك في المنتجع هو مدينة مستقبلية طورت أولاً من قبل والت ديزني نفسه في موقع المتنزه الأصلي في أناهايم بولاية كاليفورنيا، حيث افتتح أول تومورولاند في سنة 1955 وكان يمثل المستقبل حتى عام 1986. لكن بناء تومورولاند للقرن الحادي والعشرين، خصوصا في مدينة مثل شنغهاي كان مشروعاً مختلفاً تماماً.

نموذج للحداثة

يطرح دريك الأمر على شكل "التحدي الأكبر الذي واجهناه هو كيف نروي قصة تومورولاند في مدينة هي في الأساس مدينة مستقبل، وقد دفعنا هذا الى التفكير بصورة مختلفة على كل المستويات".

ومع عدد سكان يقارب الـ24 مليون نسمة وسماء تعج بأكبر وأحدث ناطحات السحاب في العالم، أصبحت شنغهاي نموذجاً للحداثة ووجهة للمال والسياحة. ويتربع منتجع ديزني الضخم فوق حوالي 1000 أكر في مقاطعة بودونغ في المدينة.

وبالنسبة الى دريك حتى مجرد جزء من ذلك الصندوق الرملي في البر الصيني يعني مساحة واسعة للتفكير الخلاق.

ويقول دريك (39 سنة) "كانت تلك الفرصة لتصميم ما سيكون عليه شكل مستقبل متفائل. وقد أردنا ابراز الانسانية والطبيعة والتقنية في انسجام مثالي".

وتتمثل ذروة تلك الرؤية في "ترون لايت سايكل باور رن Tron Lightcycle Power Run"، وهي أسرع أفعوانية بنتها ديزني وتتكون من عجلتين ومركبات على غرار دراجة نارية تطلق مجموعة من الأضواء الملونة، وقد عرضت لأول مرة في فيلم ترون الأصلي في 1982. ويبلغ طول مضمار ركوب تومورولاند 966 متراً ويتعين أن يتمكن الكابل والأسلاك اللازمة لتشغيله من الالتفاف حول شنغهاي 37 مرة.

وقال دريك "كان علينا بناء تومورورولاند هذه بطريقة جديدة وبأدوات متطورة وتقنيات لم تكن موجودة عندما شيد والت المتنزه الأصلي".

فكرة بارعة

ونبعت هذه الفكرة البارعة المفاجئة من كتاب مؤسس ديزني – وجمعت ايماجينيرنغ التي أطلقها ديزني في خمسينيات القرن الماضي بين فرق من الاختصاصيين المبدعين لطرح تجارب جديدة لمتنزهات الشركة. وفي سنة 2009 عندما اختار الرئيس التنفيذي لديزني بوب أيغر، دريك لإدارة مشروع شنغهاي تومورولاند استدعى المهندسين والمصممين ومهندسي الأفعوانية وغيرهم من الخبراء لتقديم أفكار. وبمجرد أن وضع الفريق تصوراته شرع للعمل في التفاصيل.

وحددت المجموعة في هذه المرحلة الأفكار التي ستتحول الى واقع وتلك التي ستعالج أهدافاً مختلفة. ثم بدأ مصممو ومهندسو الركوب العمل على نظام الأفعوانية.

وقال دريك انهم اجتمعوا طوال العملية بصورة مستمرة من أجل ضمان التناغم بينهم، وضمان سير الكل على المسار نفسه.

واخترع فريق دريك أيضاً عوامل جذب صاخبة مثل تجربة نفاثة وقبة براشوت متغيرة الألوان.

وذكر دريك "يكمن سر ايماجينييرنغ في كيفية جمع كل تلك الأشياء معاً. وهذه ليست خزانة عرض فنية بل انها تنطوي على قدر من التقنية أكبر مما يمكن أن تعتقده".

وبعد سنوات من انطلاقها غدت تومورولاند شنغهاي مستعدة لاستقبال أول زوارها. وقد كانت رحلة طويلة ومكلفة. وكان ايغر ينوي فتح شنغهاي ديزني في نهاية سنة 2015، ولكنه اضطر الى تأجيل ذلك حتى صيف 2016 بسبب ما يقال عن مشاكل في البناء وتغيير في التصميم.

(وتلقي ديزني باللوم على "خطة التوسع"). وهذا المشروع المشترك الذي كلف 5.5 مليارات دولار يجمع بين ديزني ومجموعة شنغهاي شندي Shendi، وهي كونسورتيوم تديره حكومة المدينة.

ويوجد الكثير من الجوانب عرضة للخطر – فقد نمت ديزني وتنوعت في عهد ايغر ولكن عدد المشتركين في شبكتها التلفزيونية "اي أس بي أن ESPN" تراجع في الآونة الأخيرة.

كما أن قسم شبكات ديزني الاعلامية، الذي يشمل ESPN و ايه بي سي هو أكبر وحدة لديها، وقسم المتنزهات ثاني أكبر وحداتها. ومع تحديد موعد تقاعد ايغر في سنة 2018 فإن ذلك يعني أن مصير متنزه شنغهاي قد يحدد ارثه.

* ميشال ليف

back to top