كما كان متوقعا، قدم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، أمس، استقالة وزراء الحزب من مجلس الوزراء إلى رئيس الحكومة تمام سلام.

وقالت مصادر متابعة: «لا شك أن الرئيس سلام منزعج، لما آلت إليه الأمور، ولاسيما أن الوقت غير مؤاتٍ للقيام بخطوة الاستقالة»، مضيفة: «لا شك أن الاستقالة ستؤثر في التوازن، وستضاعف الإرباك في عمل المجلس، لكن الحكومة مستمرة، والنصاب الميثاقي موجود».

Ad

وعن قبول الرئيس سلام استقالة وزيري «الكتائب»، أشارت المصادر إلى أنه «ليس هناك أي مادة في الدستور تلزم رئيس الحكومة بقبول استقالة أي من الوزراء، وأن الإشارة الوحيدة في الدستور، هي أن يقبل الاستقالة رئيس الجمهورية بالاشتراك مع رئيس المجلس».

وتابعت: «في المسألة ثغرة، وهناك موضوع إشكالي في الدستور ظهر عند استقالة اللواء أشرف ريفي».

في السياق، غرَّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»، قائلا: «الكتائب تتجه إلى تحضير استقالة خطية، وقد يتضامن معهم أشرف ريفي، بعد استشارة الجماهير».

إلى ذلك، قال رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، بعد لقائه رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، في الرابية، أمس، إن «الإفطار لن يكون على بصلة»، كاشفا عن «مبادرات من المرجح أن تحصل بعد العيد، أولاها يجب ان تكون من الرئيس سعد الحريري»، داعيا إلى «عدم الاستمرار في تعطيل رئاسة الجمهورية».

وكشف وهاب أن «عون يملك تفويضا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للتفاوض مع الحريري حول رئاسة الحكومة».

ورأى أن «العقدة الاساسية موجودة عند المكون السني، وأن الخارج قد يسمح للبنان بالتقاط أنفاسه، في حال تم التوافق بين المكونات».

في موازاة ذلك، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر طفلاً وهو يسأل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال مأبدة إفطار رمضانية بمنطقة البقاع أمس الأول «ليش ما قتلت بشار؟».

وقد أثار سؤال الطفل الضحك لمن كان حول الحريري، الذي صمت لثوانٍ، قبل أن يأتي رده: «إن شاء الله... الله بياخده بإذن الله... في أقرب وقت ممكن».

وبعد أيام على تصريح رجل الدين الشيعي السيد سامي خضرة، الذي يطل على شاشة تلفزيون "المنار"، الذراع الإعلامية لحزب الله، الذي قال فيه إن المرأة التي تصلي وتصوم ولا تتحجب تعاني ضعفا في الشخصية أو انفصاما، عاد طلاب ينتمون إلى حزب الله، إلى تهديد الفتيات في صرح الجامعة اللبنانية الوطنية، منصبين أنفسهم "شرطة دينية"، لتطبيق "الشريعة" في موسسة وطنية مدنية علمانية مفترض أنها لكل فئات المجتمع، وإن كانت واقعة في مكان جغرافي به غالبية مذهبية أو طائفية.

وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية حوار لطالب في حزب الله بكلية العلوم يدعى محمد فحص، وهو يهدد الطالبة التي ترتدي ملابس يراها هو غير مناسبة، بأنها ستتعرض للضرب، قائلا إنه سيتصرف معها "بطريقة تانية"، وإنها "تاكل اتلة وبتتغطى".

هذا الحوار استفز عشرات الإعلاميين والناشطين الذين شبهوا هذه الممارسات بممارسات تنظيم داعش، مشددين على الحرية الشخصية في حرم الجامعة. وبعد نشر تقرير على محطة محلية عن ممارسات طلاب حزب الله في كلية العلوم بالجامعة اللبنانية، كتب الطالب من حزب الله علي الموسوي التالي: "لن نتوانى عن القيام بواجبنا الديني والأخلاقي في دعوة العراة للاحتشام بالتي هي أحسن، وإلا سننهي عن المنكر بما نراه مناسبا، مهما كانت التبعات، غير آبهين بردات فعل أهل الدنيا، لأن رضا الله هو المبتغى".