محنة اليابان تعقب اجتماع البنوك المركزية
![بلومبرغ •](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1609181327374933500/1609181342000/1280x960.jpg)
ويصبح هذا التناوب أكثر صعوبة في بعض الحالات نتيجة المخاوف من تحسن العملات بشكل فعلي كما في اليابان وسويسرا، أو بصورة محتملة كما في الولايات المتحدة.وثمة مصدر تعقيد آخر يتمثل في الاستفتاء الذي سوف يجري في الثالث والعشرين من الشهر الجاري حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، والتصويت لصالح الخروج يمكن أن يتسبب في تقلب كبير في سوق الأسهم وتحركات عملة حادة وسوف يتعين على البنوك المركزية النظر في اجراءات طارئة تقلص الى الحد الأدنى التداعيات السلبية على الاقتصاد الوطني. وبالنسبة الى بنك اليابان، فإن هذه التحديات المعقدة تتفاقم نتيجة الشعور بأن سياساته غدت اقل فعالية إن لم تكن غير فعالة وذات نتائج عكسية. وفي فبراير الماضي فاجأ صناع السياسة في بنك اليابان الأسواق عبر نقل معدلات الفائدة الى الرقعة السلبية بأمل خفض قيمة العملة وتشجيع النشاط الاقتصادي. لكن العكس حدث، ومع ارتفاع العملة والغضب الشعبي حول وصول معدلات الفائدة الى أقل من الصفر، وجد البنك نفسه في خضم عاصفة سياسية. وفي اجتماع السياسة الذي أعقب ذلك قرر المسؤولون التريث ورؤية ردة فعل الأسواق، ومن جديد تحسنت العملة وأفضت الى قلق لدى البنك المركزي.وتعززت هذه الحصيلة بالنسبة الى بنك اليابان من خلال مؤشرات جزئية تقول إن القطاع الخاص يتطلع بصورة متزايدة الى النأي عن النظام المالي الرسمي، ويضيف ذلك الى مخاوف البنك المركزي لأنه يحد من فعالية سياسته ويثير أسئلة حول مصداقيته.هذا النوع من الانفصال نادر تاريخياً في العالم المتقدم، وهو أكثر شيوعاً في الدول الناشئة وخاصة تلك التي تعرف بضعف مؤسساتها كما أن بنوكها المركزية تخضع لحكومات تسيء ادارة الاقتصاد. ومع تداول الين بأسعار عالية لصالح الاقتصاد المحلي الهش سوف يميل بنك اليابان الى محاولة عمل المزيد بأمل تحقيق الحكومة تقدماً على صعيد الاصلاحات الهيكلية المتعثرة، ولكن بدلاً من خفض معدلات الفائدة الى مادون الصفر بقدر أكبر – وهي خطوة سوف تكون جلية تماماً وغير شعبية – يحتمل أن يوسع البنك المركزي من استخدام ميزانيته من أجل شراء أصول مالية.ويستمر بنك اليابان في عملية شراء الوقت بالنسبة الى الاقتصاد ولكنه يقوم بذلك بطريقة أقل يقيناً، ومثل نظرائه في أوروبا والولايات المتحدة يأمل في أن تفضي سياسة أكثر قوة من قبل الحكومة في نهاية المطاف الى تخفيف بعض الأعباء الزائدة وتجنيبه التحول الى مؤسسة غير فعالة. ولسوء الحظ وفي ضوء الحالة السياسية يحتمل ألا تتحقق مثل تلك الآمال ما يضاعف خطر أن تجد البنوك المركزية في العالم المتقدم، ابتداء من بنك اليابان، نفسها تسهم في متاعب الاقتصاد بدلاً من تحسينه.* محمد العريان | Mohamed El–Erian
في فبراير الماضي فاجأ بنك اليابان الأسواق بنقل معدلات الفائدة إلى الرقعة السلبية على أمل خفض قيمة العملة وتشجيع النشاط الاقتصادي لكن حدث العكس
مع تداول الين بأسعار عالية لمصلحة الاقتصاد المحلي الهش سيميل بنك اليابان إلى محاولة عمل المزيد آملاً في تحقيق الحكومة إصلاحات هيكلية
مع تداول الين بأسعار عالية لمصلحة الاقتصاد المحلي الهش سيميل بنك اليابان إلى محاولة عمل المزيد آملاً في تحقيق الحكومة إصلاحات هيكلية