رسبت أجهزة الدولة أمس الأول في اختبار إدارة المطار، الذي غرق في ازدحام خانق عاش خلاله المسافرون ساعات من «الربكة» والفوضى، وسط مخاوف من أن يتحول ذلك الزحام إلى ظاهرة دائمة خلال موسم الصيف.

آلاف المسافرين تكدسوا في ممرات المطار وباحاته في انتظار إتمام الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها «الداخلية» لتفتيش الحقائب قبل ختم وثائق السفر، وهو ما زاد الطين بلة، وتسبب في تراكم أعداد المسافرين، إلى جانب عوامل أخرى أرجعتها جهات إدارية في المطار إلى عدم وجود رجال أمن وموظفين كافين لمواكبة زيادة أعداد المسافرين.

Ad

ووفق معلومات حصلت عليها «الجريدة» من سلطات المطار، فإن الآلية الجديدة التي وضعتها «الداخلية» لتفتيش أمتعة المسافرين تقضي بوصول المسافر إلى «كاونتر» شركة الطيران أولاً لاستخراج بطاقة دخول الطائرة (البوردينغ)، ليصطحب بعدها أمتعته بنفسه إلى جهاز التفتيش الذي وضع في زاويتين فقط بصالة المغادرين، ما يضاعف حدة الازدحام، ويكشف ضعف الطاقة الاستيعابية للمطار في ظل الإجراءات الجديدة.

وترافقت هذه الإجراءات مع نقل «كاونترات» العديد من شركات الطيران إلى الباحات الداخلية للمطار، وتخصيص بوابات للمواطنين وأخرى للوافدين، وهي البوابات التي تشهد ازدحاماً كبيراً تزامناً مع موسم سفر القسم الأكبر من أبناء الجاليات المختلفة.

وخلافاً لتصريحات الجهات الحكومية عن الاستعداد التام لمواكبة حركة السفر في «موسم الذروة»، كشف هذا الازحام ثغرة كبيرة في الإجراءات المتبعة، كما أظهر غياب التنسيق بين «الداخلية» والطيران المدني وشركات الطيران، والتي راح كل منها يلقي بالمسؤولية على الآخر حيال تلك الفضيحة التي يدفع فيها المسافر وحده الثمن الكبير.

تأخر فتح الكاونترات يضاعف ازدحام الركاب
أرجعت مصادر في «الطيران المدني» أسباب أزمة الازدحام بالمطار إلى تأخر العديد من شركات الطيران في فتح كاونتراتها لاستقبال المسافرين إلا قبل ساعتين من موعد إقلاع الطائرة.

وأوضحت المصادر أن هذا التأخير هو ما يؤدي إلى تراكم المسافرين بانتظار موعد منحهم «البوردينغ»، علماً بأن تلك الشركات غالباً ما تنصح المسافرين بالحضور إلى المطار قبل أربع ساعات من موعد الإقلاع في أوقات الذروة، خصوصاً في فصل الصيف وخلال موسم الحج.

«الطيران المدني»: نستوعب 140% فوق طاقتنا
اعتبر المدير العام للإدارة العامة للطيران المدني المهندس يوسف الفوزان، أن استيعاب مطار الكويت 140 في المئة فوق طاقته هو السبب الأبرز لحالة الازدحام التي تحدث في بعض الفترات من العام، موضحاً أن الطاقة الاستيعابية للمطار تبلغ 5 ملايين مسافر سنوياً في حين يستقبل 12 مليوناً و163 ألفاً.

وقال الفوزان لـ«الجريدة»، إن تفتيش الحقائب والأمتعة وفق الإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة الداخلية «عدل»، لافتاً إلى أن «ذلك يهدف إلى سلامة الركاب، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم من حولنا من حوادث».

وأضاف أن المسافر ينتظر 10 دقائق فقط لإدخال حقائبه إلى الطائرة ثم يذهب إلى وجهته، في حين ينتظر في بعض المطارات الأخرى أكثر من ساعة ونصف لإتمام ذلك، موضحاً «أننا نقيس هذه الفترات الزمنية على عينات مختلفة من المسافرين».

وأشار إلى أنه رغم الازدحام الذي شهده المطار خلال الفترة الأخيرة فإنه تم إنهاء رحلات المسافرين من دون أي تأخير، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ بعض التدابير لتلافي تكرار هذا الازدحام مستقبلاً.

آلية جديدة للتفتيش الأسبوع المقبل
كشف المدير العام للإدارة العامة لأمن المطار العميد وليد الصالح عن آلية جديدة للتفتيش يبدأ تطبيقها الأسبوع المقبل.

وعن تفاصيل الآلية، أوضح الصالح لـ "الجريدة" أن كاونترات شركات الطيران الدولية والمحلية يوجد بها 4 أجهزة لتفتيش الأمتعة وأنه سوف يتم نقلها إلى القسم الأرضي، حيث يتم تفتيش الأمتعة، كما هو معمول به في القسم الخاص بشركة الخطوط الجوية الكويتية.

وذكر أن وضع أجهزة التفتيش في أقسام شركات الطيران إجراء أمني بحت تم الاتفاق عليه مع الإدارة العامة للطيران المدني، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة العامة لأمن المطار بالتنسيق مع الإدارة العامة للطيران المدني أسهمت بشكل كبير في تخفيف الازدحام.