استأثر ازدحام المسافرين في مطار الكويت، أمس الأول، باهتمام الجهات المعنية، التي راحت تتقاذف المسؤولية عن المسببات التي راوحت بين مسؤولية أجهزة التفتيش الجديدة التي اعتمدتها وزارة الداخلية، وبين نقل كاونترات شركات الطيران.«الجريدة» زارت المطار، واستطلعت أسباب الازدحام، بعدما أثار مشهد حشود المسافرين أمام «كاونتر» التفتيش الذي استحدثته الداخلية استياء المسافرين، لاسيما أن هذا الكاونتر يخدم عشرات شركات الطيران وآلاف المسافرين.
آلية التفتيش
الآلية الجديدة التي وضعتها وزارة الداخلية والطيران المدني لتفتيش أمتعة المسافرين تقضي بأنه يجب على المسافر أن يصل الى «كاونتر» شركة الطيران أولا للحصول على بطاقة دخول الطائرة (البودرينغ) ومن ثمه يتوجه الى جهاز تفتيش الأمتعة الذي وضع في زاويتين فقط بصالة المغادرين، الأمر الذي زاد من ازدحام موسم الصيف وكشف ضعف الطاقة الاستيعابية لمطار الكويت.«الجريدة» التقت بعض عناصر «الداخلية» في المطار الذين قالوا بدورهم ان الازدحامات دائما ما تكون في نفس هذا الوقت من السنة، خصوصا مع بداية عطلة المدارس وذهاب المدرسين والعمالة الآسيوية، إلا أنهم أكدوا أن يوم أمس الأول صادف رحيل مجموعة من عمال الشركات دفعة واحدة والذين يقدر عددهم بالمئات، مما جعل المطار يغوص في ازدحام خانق، مضيفين أننا اعتدنا ان نتعامل مع المسافرين من العمال قبل رحلاتهم بساعات طوال.أما أصحاب المحال التجارية في مطار الكويت فأكدوا لـ«الجريدة» أن الازدحامات في طابور المسافرين بدأت منذ اليوم الأول لشهر رمضان، مضيفين أن ذروتها كان يوم أمس الأول، وأن الازدحام غالبا ما يكون في الساعات الأخيرة من النهار ويمتد إلى الفجر.أمن المطار
بدوره، أكد مدير عام الإدارة العامة لأمن المطار العميد وليد الصالح أن الإجراءات الأمنية المتبعة في مطار الكويت سواء في صالة المغادرين أو القادمين ليس لها أي علاقة بما يشهده المطار من ازدحام، مشيراً الى ان الاجراءات التي اتخذتها الادارة العامة لأمن المطار بالتنسيق مع الادارة العامة للطيران المدني أسهمت بشكل كبير في تخفيف الازدحام الذي عادة ما يشهده المطار في مثل هذه الأوقات، وتحديداً في بداية العطلة الصيفية وقبل عطلة العيد.وأضاف الصالح، في تصريح خاص لـ«الجريدة»، أن الإدارة العامة لأمن المطار شرعت منذ عدة ايام، بالتنسيق مع الإدارة العامة للطيران المدني، بإلغاء الحواجز الزجاجية التي كانت موضوعة في مواقع شركات الطيران، وغيرت مواقع كاونترات استلام بطاقات دخول الطائرة (البوردينغ) وخصصت بوابة خاصة للمواطنين والخليجيين وذوي الاحتياجات الخاصة وأطقم الطائرات للدخول الى قسم الحجوزات، وبوابات أخرى لبقية المسافرين من الوافدين.وذكر أن كل هذه الإجراءات التي يجري تنفيذها حاليا على أرض الواقع ستسهم في الحد من الازدحام بالمطار، مشيراً الى أن هناك اجراءات أمنية بحتة تقتضي المصلحة العامة تطبيقها ميدانياً، ومنها التشدد في إجراءات التفتيش والتدقيق الأمني على القادمين والمغادرين، لافتا الى ان مثل هذه الاجراءات تصب في مصلحة الجميع دون استثناء، وهي إجراءات متبعة في جميع المطارات العالمية، خاصة في ظل الظروف الأمنية التي يشهدها العالم بأسره وليس الكويت فقط.ونفى أن تكون إجراءات التفتيش المتبعة بالمطار السبب الرئيسي للزحمة، مشيراً الى أن كاونترات شركات الطيران الدولية والمحلية يوجد بها 4 أجهزة لتفتيش الأمتعة وسوف يتم نقل هذه الأجهزة الى القسم الأرضي حيث يتم تفتيش الامتعة، كما هو معمول به في القسم الخاص بشركة الخطوط الجوية الكويتية، موضحاً أن وضع اجهزة التفتيش في اقسام شركات الطيران هو اجراء امني بحت وتم الاتفاق عليه مع الادارة العامة للطيران المدني.وطالب الصالح المسافرين ومرتادي المطار الدولي بالتحلي بالصبر والتعاون مع رجال الأمن للمصلحة العامة، مشيراً الى أن هناك بعض الاجراءات التغييرية وإنشاء بوابات جديدة بهدف تقديم خدمات أفضل للمسافرين، موضحاً أن جميع هذه التغيرات تسير بخط متواز مع الإجراءات الأمنية.إجراءات للمعالجة
من جهته، قال مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للطيران المدني م. صالح الفداغي، إن السبب الرئيس لعملية الازدحام التي طرأت على مطار الكويت، أمس، هو قيام وزارة الداخلية بتشديد بعض إجراءات التفتيش على الأمتعة، بعدما وُجهت إليها بعض الملاحظات من قبل منظمات رقابية وأمنية دولية. وأضاف أن الإدارة العامة للطيران المدني اتخذت قرارا سريعا لمعالجة هذا الأمر، حيث سيتم إلغاء عملية التفتيش على الأمتعة عند منطقة الوزن، وسيتم نقلها إلى سرداب آخر، لتفتيشها، وفي حال العثور على أي أغراض مخالفة للقانون يتم استدعاء صاحب الأمتعة للتحقيق معه، مشيرا إلى أنه تم البدء فعليا في تطبيق هذه الإجراءات في بعض الصالات، وجارٍ العمل على تطبيق تلك الإجراءات بالصالات المتبقية.وذكر الفداغي أنه نتيجة زيادة عدد الركاب بنسبة 7 في المئة سنويا، ليصل إلى 12 مليون راكب سنويا، اتخذت الإدارة العامة للطيران المدني بعض الإجراءات، لتخفيف الازدحام الموجود بالمطار، حيث ضاعفت أعداد الكونترات الخاصة بالجوازات، إضافة إلى زيادة عدد أجهزة التفتيش عند منطقة الجوازات، لتصبح 5 أجهزة، بدلا من ثلاثة، إضافة إلى نقطة دخول صالة رجال الأعمال. ولفت إلى أن هناك مشروعا جديدا إلى لجنة المناقصات من المتوقع أن يتم تطبيقه قريبا (مشروع سيتي اكس)، لافتا إلى أن هذا المشروع يتسع لإدخال عدد كبير من الأمتعة، ويعد أسرع الأجهزة المطبقة حاليا.من جانبه، أرجع المدير العام للإدارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان، السبب الرئيس لعملية الازدحام الشديدة التي عانى منها مطار الكويت الدولي، أمس، إلى بداية موسم الصيف وسفر المدرسين وعائلاتهم. وأضاف أنه تمت زيادة التفتيش على الأمتعة، نظرا للظروف والأوضاع التي تمر بها مطارات العالم أخيرا، مشيرا إلى أن هذا الازدحام سيقل مع مرور الأيام المقبلة، تزامنا مع قلة حركة المسافرين.وأفاد الفوزان بأن الإدارة العامة للطيران المدني أزالت نقاط التفتيش التي كانت تجري عند مرحلة الوزن، تسهيلا على المسافرين، وستنتقل عملية التفتيش إلى منطقة أخرى، لافتا إلى أنه تم توقيع عقد مشروع «سيتي إكس»، وهو عبارة عن أجهزة جديدة للتفتيش أكثر دقة، وسيتم العمل به في غضون الأشهر الأربعة المقبلة.