أورلاندو تشيع ضحاياها... وتحقيقٌ مع مسؤول مسجد

تفاقم الحرب السياسية في الولايات المتحدة حول قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب وحيازة الأسلحة

نشر في 18-06-2016 | 16:04
آخر تحديث 18-06-2016 | 16:04
No Image Caption
لا تزال مدينة أورلاندو الأميركية تعيش فصولاً من مأساة ستبقى حاضرة طويلاً في تاريخها، بعد المجزرة الإرهابية التي نفذها الإرهابي عمر متين، في نادٍ ليلي للمثليين، وانعكست المجزرة على الانتحابات الرئاسية، حيث تمكّن المرشح الجمهوري دونالد ترامب من تقليص الفارق مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بسبب مواقفه المتشددة.
شيعت مدينة أورلاندو الاميركية الواقعة في ولاية فلوريدا، ضحاياها القتلى الذين سقطوا في الاعتداء الإرهابي على الملهى الليلي للمثليين، والذي أودى الأحد الماضي بحياة 49 شخصاً.

وكانت المدينة شيعت أمس الأول خمسة من قتلى الاعتداء الذي نفذه الأميركي من أصل أفغاني عمر متين، والذي أعلن مبايعة تنظيم «داعش»، كما شيعت دفعة جديدة أمس، على أن تستكمل اليوم دفن كل الضحايا.

استجواب مسؤول مسجد

وفي إطار متصل بالتحقيق، استجوب مكتب التحقيق الفدرالي (إف بي آي) أمس الأول مسؤولاً في مسجد تردد عليه متين، وفقاً لما قاله المحامي في مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية كير عمر صالح ممثل مركز فورت بيرس الإسلامي في فلوريدا.

وأضاف صالح الذي رفض الكشف عن هوية الشخص الذي خضع للاستجواب: «التقينا بعض العملاء، كانوا يسألون أسئلة متعلقة بالواقعة التي حدثت يوم الأحد».

بوليصة تأمين

وفي جديد التحقيقات، قالت مصادر إن متين قام مؤخراً بإضافة زوجته نور سلمان إلى بوليصة تأمين على الحياة ومنحها امكانية استخدام التدخل في حساباته المصرفية، في إشارة إلى نيته المسبقة بشن الهجوم.

من ناحيته، قال مايكل ليوك، زميل الإرهابي منفذ الهجوم: «بدا أنه بالتأكيد يتجه نحو الجانب المتطرف من الإسلام، كان يتحدث عن الإرهابيين بأنهم يعملون بشكل سري، وأنهم على درجة من الذكاء بدلاً من كونهم مجرد مقاتلين وحشيين».

وتحدثت أنباء عن أن متين تعرض لعقوبات 31 مرة عندما كان في المرحلة الثانوية من دراسته بين 1992 و1999 بسبب سلوك ينم عن عدم احترام، وفي بعض الاحيان عنيف واستخدام لغة سوقية.

كما أعلنت جامعة نيويورك أمس الأول أن متين، كان قد سافر في رحلة عمرة نظمها المركز الإسلامي بالجامعة إلى السعودية عام 2012.

حيازة الأسلحة

وأدى اعتداء أورلاندو إلى تفاقم الحرب السياسية في الولايات المتحدة حول قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب وحيازة الأسلحة.

وأعرب الرئيس باراك أوباما الخميس بعد لقائه عائلات عدد من ضحايا الاعتداء، عن تعاطفه العميق مع الأسر، داعياً إلى تغيير إطار الجدل حول قضية حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة وإبعاده عن التجاذبات السياسية.

لكن الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مُصر على رفضه تمرير أي تشريع جديد حول حيازة الأسلحة مؤكداً أن ذلك سيكون مخالفاً للحقوق الدستورية لمالكي الأسلحة.

ورأى المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لمؤيديه في تكساس أمس الأول أنه كان يمكن تجنب هذه المأساة لو كان مرتادو الملهى مسلحين، مضيفاً: «لو كان بعض هؤلاء الأشخاص الرائعين يحملون مسدسات على خصورهم أو في جواربهم وجاء ابن العاهرة وبدأ إطلاق النار وقام احد الموجودين بإطلاق النار عليه لكان ذلك رائعاً».

ترامب يتقدم

وفي الشأن الانتخابي، أظهر استطلاع أجرته «رويترز» بالتعاون مع «إبسوس» وصدرت نتائجه أمس أن ترامب قلص الفارق الذي تتقدم عليه به غريمته هيلاري كلينتون في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما اختلف المرشحان على كيفية الرد على أعنف واقعة إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري من يوم الاثنين وحتى الجمعة أن كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي تتفوق بفارق 10.7 نقاط بين الناخبين المحتملين على غريمها الجمهوري ترامب في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر المقبل. ويقل هذا عن 14.3 في المئة، وهو الفارق الذي كانت تتفوق به كلينتون حتى الأحد الماضي الذي شهد مجزرة أورلاندو.

واستغل ترامب الهجوم لتجديد مقترحاته الأمنية، قائلا إنه إذا انتخب فسيمنع الهجرة إلى الولايات المتحدة «من أي دولة لها تاريخ مثبت في الإرهاب ضد أميركا وحلفائها»، وطالب ترامب كذلك بإجراءات لجعل الحصول على أسلحة نارية أمراً صعباً على من يشتبه في كونهم إرهابيين، وهو موقف يختلف عن معارضة الحزب الجمهوري لأي قيود على الأسلحة.

إضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع أن نحو 45 في المئة من الأميركيين قالوا إنهم يؤيدون فكرة ترامب بمنع هجرة المسلمين مؤقتاً مقابل 41.9 في المئة في بداية هذا الشهر، في الوقت نفسه قال نحو 70 في المئة من الأميركيين بينهم غالبية ديمقراطية وجمهورية إنهم يرغبون، ولو في تعديل القواعد والضوابط الخاصة بالأسلحة، مقابل 60 في المئة في استطلاعات مشابهة في 2013 و2014.

back to top