يوضح الناقد نادر عدلي أن هذه البرامج بدأت مع إبراهيم نصر وطارق علام وإسماعيل يسري، آنذاك كانت الكلفة بسيطة وكان الاعتماد على رجل الشارع.

يضيف: {مع تطور برامج المقالب وانتشارها والبحث عما يجذب الجمهور بصورة مختلفة، بدأ الاعتماد على النجوم، سواء كانوا ضيوفاً أو مقدمين للبرامج، والهدف وضعهم تحت ضغط نفسي من الخوف، لتظهر ردة فعل منهم غير متوقعة}.

Ad

يتابع: {لا شك في أن الاعتماد على النجوم، فضلا عن الاستعانة بفريق عمل أجنبي متخصص بالمفرقعات أو الخدع، وفق فكرة البرنامج، والتصوير خارج مصر... كلها أمور زادت كلفة هذه البرامج}.

بدوره يعتبر الناقد طارق الشناوي أن هذه البرامج ليست كوميدية كما يتخيل البعض، بل مقالب تضع الضيف في موقف يدفعه إلى ردة فعل لا يتوقعها الجمهور.

يضيف أن البداية كانت مع رامز، وعندما تقبل الجمهور هذه السخافات تنافس الجميع في زيادة جرعة الرعب والخوف لتحقيق نجاح أكبر، إلا أنه يتوقع اختفاء هذه البرامج قريباً، بعدما شبع الجمهور منها واكتشف أنها غير حقيقية لا سيما مع تكرار ظهور بعض النجوم فيها.

مسؤولية الجمهور

عنوان فرعي

{البحث عن فكرة لبرنامج كوميدي أمر في غاية الصعوبة فيما وضع الضيف في موقف خوف أو رعب سهل}، برأي الناقدة ماجدة خيرالله، مشيرة إلى أن نجاح برنامج ما يدفع الجميع إلى اعتماد الفكرة نفسها.

تضيف: {يمتلئ المجتمع بأمراض نفسية، وانتشرت فكرة التلذذ والاستمتاع بإيذاء الآخر، بعد الأحداث الساخنة والبلطجة والعنف التي واجهناها، ما اضفى صفة الطبيعية على هذه البرامج، وباتت إحدى وسائل الترفيه للجمهور، المسؤول عن انتشار هذا السخف بالمتابعة والمشاهدة، ولو انصرف عن هذه البرامج لما تطورت إلى هذه الدرجة السخيفة.

يشير الناقد عصام زكريا إلى أن هذه البرامج قائمة في الأساس على خداع الجمهور الذي يعتقد أن ما شاهده حقيقي فيما هو مُفبرك وباتفاق الأطراف كافة.

يعزو السبب في اتخاذ هذه البرامج طابع الرعب والعنف إلى تغير الجمهور الذي أصبح أكثر غلظة ويميل إلى العنف، {حتى النكتة اختلفت عن الماضي وبالتالي كان لا بد من إيجاد أفكار تُناسب هذه الغلظة}. يضيف أن الموقف الذي يقع ضحيته رجل الشارع العادي قد يدعو إلى التعاطف معه، ولكن إذا كان الضحية نجماً أو فناناً فيصدر عن الجمهور نوع من الشماتة والتشفي، لأنه ينظر إلى الفنان باعتباره يعيش في رفاهية وبذخ من دون مجهود، لذا يصبح أي موقف يقع فيه مدعاة للضحك والتشفي.

شبع وملل
تعتبر الناقدة ماجدة موريس أن اختلاف الزمن، والأحداث السياسية، وانتشار العنف والحروب، ونشر مواقع التواصل وصور الحوادث والبلطجة... كلها أمور أصابت الجمهور بتبلد وفقدان الأحاسيس الإنسانية، فاعتاد منظر الدماء، وبات العنف والبلطجة من يومياته، بدليل انتشار مسلسلات الأكشن وجرائم القتل ومتابعة الجمهور لها وتحقيقها نسبة مشاهدة عالية.

تضيف أن لدى هذه البرامج والقيمين عليها متخصصين في دراسة رغبة الجمهور، ويعلمون أن الموقف الكوميدي البسيط الذي كان يُقدمه إسماعيل يسري أو إبراهيم نصر أصبح تافها، وأن الأحداث تؤثر في الجمهور راهناً، لذا انتشرت هذه البرامج بشكل سخيف.

اما الناقدة خيرية البشلاوي فتوضح أن ثمة نوعاً من البرامج انتشر في أوروبا وأميركا تحت مسمى برامج الكوارث والحوداث، يقوم على تعرض الضيف لموقف رعب وعنف وإصابته بضغط نفسي رهيب، ليُظهر ردة فعله الحقيقية، وعادة ما يكون الضيف نجماً أو شخصية عامة حتى يُتابعها الجمهور كـ نوع من التشفي.

تضيف: {نقلت الفضائيات هذه النوعية من البرامج بحثا عن عائد الإعلانات وتحقيق مشاهدة عالية، وهو ما حدث بالفعل}.

تحمل الجمهور المسؤولية في استمرار هذه البرامج بهذا الشكل السخيف، مؤكدة أنها ستختفي بعدما يملّ الجمهور منها، كما حدث مع مسلسلات الـ {سيت كوم} والبرامج الخفيفة والمسابقات.