كاميرون: لا عودة إلى الوراء بعد «استفتاء أوروبا»

استئناف حملات معسكري البقاء والخروج... ولوكسمبورغ تتوقع «تأثير الدومينو» شرق الاتحاد

نشر في 20-06-2016
آخر تحديث 20-06-2016 | 00:05
بريطانيون يعبرون عن تضامنهم مع كوكس في ساحة تمثال جوزيف بريسلي، قرب المكان الذي قتلت فيه في بريستال شمال بريطانيا (أ ف ب)
بريطانيون يعبرون عن تضامنهم مع كوكس في ساحة تمثال جوزيف بريسلي، قرب المكان الذي قتلت فيه في بريستال شمال بريطانيا (أ ف ب)
تتسارع الاستعدادات في بريطانيا، من أجل الاستفتاء حول البقاء في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من الصدمة التي تعم البلاد، بعد اغتيال النائبة العمالية المؤيدة للهجرة وللبقاء في الاتحاد الأوروبي على يد شخص يعتقد أنه قومي متطرف.
قبل أربعة أيام من الاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، أطلت شخصيات سياسية كثيرة في الصحف وعلى شاشات التلفزيون للحديث عن الخروج أو البقاء في الاتحاد الأوروبي، من بينها رئيس الحكومة المحافظ ديفيد كاميرون، وزعيم حزب الاستقلال "يوكيب" المناهض للهجرة نايجل فرج، وزعيم حزب العمال جيريمي كوربن، ما يعني عملياً أن الحملتين الداعمتين للخروج والبقاء قد استأنفتا أنشطتهما بعد تعليقهما 3 أيام عقب مقتل النائبة العمالية جو كوكس على يد شخص يبدو أنه قومي متطرف يميل إلى النازيين الجدد.

كاميرون

وفي مقال نشره في صحيفة "صنداي تلغراف"، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المؤيد للبقاء في الاتحاد بشروط، إن بلده تواجه "اختياراً وجودياً" في الاستفتاء مؤكداً أنه لن تكون هناك "عودة إلى الوراء" بعد 23 يونيو.

وقال كاميرون، إن اختيار مغادرة الاتحاد في استفتاء الخميس سيمثل "خطأ كبيراً"، وسيؤدي إلى "حالة من عدم اليقين" لما يصل إلى عقد من الزمن، مضيفاً أن الاستفتاء سؤال عن "طبيعة الدولة التي نريد".

وحث رئيس الوزراء البريطاني الناخبين على اختيار "بريطانيا المتسامحة والليبرالية"، وتوجه للناخبين الذين لم يحسموا خيارهم بعد بالقول :"إذا لم تكونوا تعرفون، لا تذهبوا".

بدوره، ناشد وزير الخزانة جورج أوزبورن الناخبين دعم البقاء في الاتحاد، قائلاً، إن التصويت لمصلحة الخروج سيمثل "أشد خطأ لبلدنا".

في المقابل، اعتبر وزير العدل مايكل غوف، في حديث للصحيفة نفسها أن بريطانيا ستصبح "منارة تقدمية" إذا خرجت من الاتحاد.

وقال غوف: "يجب أن يصوت المواطنون من أجل الديمقراطية ويجب أن تصوت بريطانيا للأمل".

ورفض غوف الحديث عن أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيحدث ركوداً، قائلا: "هناك مخاطر اقتصادية إذا خرجنا ومخاطر اقتصادية إذا بقينا فيه".

الصحف

إلى ذلك، دعت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية قراءها إلى التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء كوسيلة للضغط من أجل إجراء إصلاح أعمق في الاتحاد، مما قد يجعله مقبولاً بشكل أكبر كي تبقى بريطانيا فيه بشكل فعلي.

وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي: "نعم علينا أن نستعد لطريق وعر لكن علينا أن نحتفظ برباطة جأشنا، هذا التصويت ربما يكون الفرصة الوحيدة التي ستتاح لنا للدعوة إلى وقف المسيرة المتصاعدة لمشروع المركزية الأوروبية".

وأضافت الصحيفة أنها أيدت الفكرة، التي طرحها بوريس جونسون المؤيد البارز لحملة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهي أن تجري بريطانيا استفتاء ثانياً بعد إجراء مفاوضات بشأن مزيد من الإصلاحات مع بروكسل.

وأمس الأول، أعلنت صحيفة "تايمز" أنها تؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وصحيفة "تايمز" جزء من المجموعة الإعلامية التي يملكها روبرت مردوخ وتضم أيضاً "صنداي تايمز" وصحيفة "ذي صن" الشعبية الأكثر انتشاراً في البلاد، التي أعلنت أنها تدعم الخروج من الاتحاد.

أما صحيفة "ميل أون صنداي"، فقد انضمت إلى الداعمين للبقاء، داعية قراءها إلى التصويت لمصلحة هذا الخيار "من أجل بريطانيا أكثر أمناً وحرية وازدهاراً".

استطلاع

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أوبنيوم" لمصلحة صحيفة "أوبزرفر"، ونشر مساء أمس الأول، أن الحملة الداعية إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حققت تقدماً لتتساوى مع الحملة الداعية للبقاء في الاتحاد قبيل الاستفتاء.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجري عبر الإنترنت، أن نسبة المؤيدين والمعارضين في المعسكرين 44 في المئة.

أسلبورن

من ناحيته، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت أمس، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خطوات مماثلة من دول في شرق أوروبا.

وأضاف أسلبورن أنه "لا يمكن استبعاد احتمال أن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير الدومينو في شرق أوروبا"، مضيفاً أن كاميرون ارتكب "خطأ تاريخياً" لمجرد التفكير بطرح مسألة استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء.

واعتبر أسلبورن أنه حتى لو قررت بريطانيا البقاء في التكتل، "فهذا لن يحل المشكلة الناتجة عن الموقف السلبي للبريطانيين حيال الاتحاد الأوروبي"، وأضاف أنه أحيانا يكون لديه انطباع بأن كاميرون ورئيس حزب "القانون والعدالة" الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي متفقان ضمناً على تقليص التكامل الأوروبي.

وتابع: "يبدو أن الاثنين لهما نفس الأجندة فيما يتعلق بموقفهما المنتقد للاتحاد الأوروبي".

ومنذ انتخابها العام الماضي تخوض الحكومة البولندية المحافظة المتشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي نزاعات مع الجهات التنظيمية في التكتل بشأن مجموعة من القضايا بينها حرية التعبير والديمقراطية، فضلاً عن قضايا الطاقة والبيئة.

وبولندا هي أكبر اقتصاد في الجناح الشرقي من الاتحاد وأكبر متلق للمساعدات الخاصة بالإصلاح من الاتحاد.

البولنديون باقون في كل الأحوال
قال 80 في المئة من البولنديين، الذين يعيشون في بريطانيا ويقدر عددهم بنحو 800 ألف بولندي، انهم يريدون البقاء في بريطانيا حتى لو خرجت من الاتحاد الأوروبي، فيما أعرب 3 في المئة فقط عن رغبتهم في العودة الى بلادهم، بحسب ما أظهر استطلاع نشر أمس.

كما قال اكثر من نصف المهاجرين البولنديين، الذين شملهم الاستطلاع الذي اجراه معهد "ابريس"، انهم يعتزمون التقدم طلبات للحصول على الجنسية البريطانية.

وذكر 10 في المئة من المهاجرين البولنديين انهم سينتقلون الى بلد آخر عضو في الاتحاد الأوروبي، إذا تعين عليهم مغادرة بريطانيا بعد الاستفتاء.

ولا يحق للغالبية العظمى من البولنديين الذين يعيشون في بريطانيا التصويت في الاستفتاء، نظرا لأنهم ليسوا مواطنين بريطانيين.

وعلى عكس دول الاتحاد الأوروبي الغربية الأخرى، التي ابقت القيود على التوظيف، فقد فتحت بريطانيا ابواب سوق العمل فيها على مصراعيه امام القادمين من الدول الشرقية في الاتحاد الأوروبي.

(لندن - بي بي سي، غارديان، ديلي ميل، أ ف ب، د ب أ، رويترز)

«صنداي تايمز» تدعو إلى الخروج من أوروبا و«ميل أون صنداي» مع البقاء
back to top