عضو مجمع البحوث الإسلامية د. عبدالله النجار لـ الجريدة.: كتب التراث بعيدة عن الواقع ويجب تنقيتها لمسايرة المستجدات
«ضرورة توحيد الفتوى للمسلمين في الأمور العالمية مثل الحج»
قال عضو مجمع البحوث الإسلامية، أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون في جامعة الأزهر، الدكتور عبدالله النجار، إن تجديد الخطاب الديني ضروري؛ ليوضح الطريق في المعاملات المستجدة، كالتعامل في البورصة ومعاملات البنوك التي ظهرت في هذه الأيام، ولم تكن موجودة في عصر النبي (ص) والصحابة والتابعين.
وأكد النجار في مقابلة مع "الجريدة"، أن كتب التراث الإسلامي تحتاج إلى تنقية، لأنها ألفت منذ قرون عديدة، وأصبحت بعيدة عن الواقع الذي أصبح فيه مستجدات عديدة، وإلى نص الحوار.
وأكد النجار في مقابلة مع "الجريدة"، أن كتب التراث الإسلامي تحتاج إلى تنقية، لأنها ألفت منذ قرون عديدة، وأصبحت بعيدة عن الواقع الذي أصبح فيه مستجدات عديدة، وإلى نص الحوار.
● هل نحن بحاجة إلى تعديل المناهج الدينية بما فيها من آراء واجتهادات فقهية لا تتماشى مع طبيعة العصر؟- المناهج الدينية بحاجة إلى تعديل وهذه ضرورة ملحة، حتى تستطيع مسايرة مستجدات الحياة، وحتى تنصف الخصيصة التي اختص بها الله دينه بأنه صالح لكل زمان ومكان، وحتى يتبين للناس أن الإسلام دين قادر على استيعاب مستجدات العصر.● وبالمثل هل تحتاج كتب التراث الإسلامي إلى تنقية؟ ومن يقوم بهذه المهمة؟
- بكل تأكيد، لأنها ألفت في القرن الثالث والرابع والخامس الهجري، والمعلوم أن المستجدات الإنسانية في ذلك الوقت كانت قليلة، ولو أن الذين قاموا بتأليفها بيننا الآن، وشاهدوا المخترعات والمستجدات والمنجزات والمكتشفات، التي وصل إليها الإنسان لتغيرت أقوالهم فيما كتبوا إلى ما يراد كتابته الآن، فكتب التراث أصبحت بعيدة عن الواقع، الذي تغيرت إليه وقائع الحياة، ومن يقوم بالتنقية هم أهل الاجتهاد من الفقهاء وليس الفقهاء، لأن كثيرين ممن درسوا في الأزهر ليست لديهم القدرة على التجديد، الذي يحتاج إلى ملكة خاصة وإلى قدرة علمية متميزة حتى يمكن إلحاق المستجدات بنظائرها فيما مضى، وإيجاد شبه أو تشابه بينها وبين الوقائع التي حدثت في الماضي، ويمكن من هذا التشابه تحديد مدخل لإعمال الدليل الشرعي على الواقع المستجد.● بماذا تفسر تجدد الهجوم على السنة النبوية من حين إلى آخر؟- تجدده مكيدة للإسلام وللسنة النبوية الشريفة، وهو يأتي ضمن سلسلة من المظاهر التي تشكك المسلمين في ماضيهم وتريد أن تخلق لهم واقعاً جديداً يقتدون به وينفصلون عن ماضيهم وهذا مقصود، لأن الرجوع إلى الماضي يربط المسلمين بتراثهم وماضيهم ويجعل لهم قوة متميزة يصعب اختراقها، الأمر الذي يسهل معه إدخال مرتكز جديد يرجعون إليه، مثل العولمة وغير ذلك من الأفكار الإنسانية، وهي أفكار لا تسلم من الانحياز والمحاباة والكيل بمكيالين.● برأيك كيف يمكن تجديد الخطاب الديني؟ - من خلال إنزال النصوص الشرعية في القرآن والسنة على مستجدات الحياة، بحيث إن الآيات التي نزلت في التعامل في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، يتسع معناها وتفسيرها لتشمل المعاملات المستجدة في أيامنا هذه، التي لم تكن موجودة من قبل في عصر النبي (ص) والصحابة والتابعين، كالتعامل في البورصة ومعاملات البنوك، وذلك بنقل المبادئ العامة للتعامل وتطبيقها على التفصيلات المستجدة.● ما ردك على من يشككون في صحيح البخاري ومسلم؟- غير منصفين وظالمون، لأن البخاري ومسلم وضعا منهجاً للبحث يقوم على الاستيثاق ونسبة الحديث إلى النبي، وعملهم في النهاية عمل بشري، لكنه وصل إلى درجة من الإتقان والجودة ما يستحقان عليه الاحترام ولا يستحقان هذا التطاول، وهما قدما تجربة إنسانية فريدة جداً في التثبت العلمي، وفي إسناد الحديث إلى النبي (ص)، وهو أساس المنهج العملي الذي تقوم عليه كل مناهج البحث العلمي في العالم الآن، وهم استوثقا من نسبة القول إلى النبي (ص) بمعايير صعبة جداً وضعاها، الأمر الذي يصعب في ظله أن يكون نسب أي حديث للرسول (ص) ليس من قوله وليس منسوباً إليه.● هل يمكن توحيد جهة إصدار الفتوى عربياً وإسلامياً؟- أؤيد فتوى واحدة لكل العالم الإسلامي في الأمور العالمية التي يشترك فيها الجميع في وقت واحد وزمان واحد، مثل الحج، لأن الخلاف فيه سيؤدي إلى التصادم، حال الأخذ بأكثر من رأي أو مذهب، الأمر الذي سيؤدي إلى التضارب والتزاحم الذي من الممكن أن يودي بحياة الناس ويهدد أرواحهم، وكذلك الأمور التي تتعلق بمنظومة الأسرة، يجب أن تكون خاضعة لتشريع واحد، حتى لا تختل المعايير والمراكز القانونية للناس من مذهب لآخر ومن قانون لآخر.● كيف ترى "داعش" وسبب ظهور مثل هذه التنظيمات الإرهابية؟- "داعش" صنيعة استعمارية هدفها تفتيت المنطقة العربية، وإعادة تقسيمها ولتنفيذ مخططات من يستهدفون الأمة ومصالحها وثرواتها، والهدف أيضاً هو القضاء على الاتفاقيات التي قسمت الوطن العربي مثل سايكس بيكو، وإحداث تقسيم جديد لإزالة الحدود المتفق عليها دولياً، والتي على ضوئها أقيمت الأمم المتحدة، بإيجاد جسم أو كيان غريب لا يرجع إلى القوانين الدولية، ولا إلى ميثاق الأمم المتحدة، حتى يأكل الحدود ويتوسع دون أن تتسنى محاسبته من العالم.● كيف ترى الخطاب الدعوي بعد ربط الدين بالسياسة؟- الخطاب الدعوي عندما اقترن بالسياسة انحرف عن مساره الصحيح ودعوته الجليلة، وأصبحت أهدافه تحقيق مصالح مادية بعيدة عن روح الدين وأهدافه السامية، وهذا يفسر ظاهرة التدين في المظهر، لكن المسلك يعاني الفساد والضلال، لأن كل مظهر لا يصدقه العمل يعتبر نوعاً من أنواع النفاق الذي يخفي الباطن خلاف ما يظهره الظاهر، بالكلام أو بالشكل الخارجي.
مهاجمو البخاري ومسلم ظالمون وغير منصفين