صدر عن الأزهر الشريف كتاب "ملخص السيرة النبوية" للشيخ محمد هارون، أحد علماء الأزهر، وتناول الكتاب نسب النبي عليه الصلاة والسلام من جهة أبيه وأمه، ومولد الرسول وزمن ولادته ومكانها، ووفاة والده، وحادثة شق صدره ورجوعه لأمه، وسفره مع عمه أبوطالب إلى الشام، ورحلته إلى الشام مرة ثانية في تجارة لخديجة بنت خويلد، وزواجه بالسيدة خديجة بنت خويلد، بالإضافة إلى الإشارة لبقية زوجات النبي وأعمامه وعماته، وشهوده واقعة بناء الكعبة، وحياة الرسول قبل البعثة.

وتطرق الكتاب إلى تعبد الرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة، وكيفية الوحي وطرقه وتاريخ النبوة والبعثة المحمدية، والدعوة إلى الإسلام سراً، ثم الجهر بالدعوة، وأمر الرسول لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وبيعة أهل المدينة، ثم هجرة النبي وصاحبه أبي بكر الصديق، وتناول أسباب الغزوات ومشروعية القتال وحجة الوداع، وأوصاف الرسول وشمائله ومرض الرسول ووفاته.

Ad

وأشار الكتاب إلى أسباب الغزوات، وبعد أن استقر رسول الله بالمدينة، وكان بها اليهود من بني قينقاع، وقريظة، والنضير، أقرهم رسول الله على دينهم وأموالهم واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاء للمسلمين.

وتطرق الكتاب إلى أن المؤرخين سموا ما خرج فيه النبي بنفسه "غزوة" سواء حارب فيها أم لم يحارب، وسموا ما بعث فيه أحد القواد "سرية"، ففي السنة الأولى من الهجرة بعث سريتين، وفي السنة الثانية غزا بنفسه سبع غزوات، وبعث سرية واحدة، وأكبر غزواتها غزوة بدر، وفي السنة الثالثة، غزا بنفسه أربع غزوات، وبعث سرية واحدة، وأكبر غزواتها أحد، وفي السنة الرابعة غزا الرسول ثلاث غزوات وبعث ثلاث سرايا إلى أن وصلت جملة الغزوات التي خرج الرسول فيها للقتال بنفسه سبع وعشرين غزوة، وجملة السرايا التي بعث فيها القواد ولم يخرج فيها بنفسه خمس وثلاثين سرية.

وتطرق إلى الرسائل التي أرسلها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ملوك الدول بعد صلح الحديبية يدعوهم وأممهم إلى الإسلام، واتخذ له خاتماً نقشه: "محمد رسول الله"، فأرسل كتاباً إلى قيصر ملك الروم، وآخر إلى أمير دمشق، والمقوقس أمير مصر، وآخر إلى النجاشي ملك الحبشة، كما أرسل خطاباً إلى المنذر بن ساوي، ملك البحرين، وأيضاً خطاباً لملك اليمامة.

وتناول الكتاب أوصاف الرسول وشمائله، ومنها أنه كان شجاعاً ومنزهاً عن الأقذار والعيوب ومعتدل الحركات، ومقتصداً في ضرورات الحياة، وحسن العشرة، وكامل الأدب، واسع الخلق، رؤوفاً رحيماً، وفصيح اللسان، وصبوراً على ما يكره، لا يغضب إلا لله ولا ينتصر إلا لنفسه، ولم يضرب غلاماً ولا امرأة، وكان يخالط أصحابه ويحادثهم ويعود مرضاهم ويمازحهم أحياناً ولا يقول إلا حقاً، وكان من خلقه الوفاء، وحسن العهد، والعدل والأمانة والعفة والصدق، والمروءة.